الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!!! آهٍ لو نعود أصدقاء

أماني محمد ناصر

2007 / 6 / 25
الادب والفن


خبرني يا طير -7

كان أحد أيام تشرين حينما التقيتك... بين يديّ أوراقي قدمتها لك كي تساعدني على السفر للعمل خارجاً...
لم أكن أدرك يومها أنّ هذه الأوراق ستكون طريقي للسفر إليك أنت...
لا والله لم أكن أدرك، ولو كنتُ أدرك حينها لمزقتها من يومها...
من خلف نظارتك ابتسمت لي وأنت تستلم أوراقي...
ساحرة كانت شفاهك...
لماذا تشلنا أحياناً ابتسامة عابر سبيل وتجعله موطناً لنا، بل كل شيء؟؟!!
وكنتُ أشعر في قرارة نفسي أنّ الرحيل سيساعدني على نسيان ما عاناه قلبي طيلة سنين عمري...
واهمةٌ كنتُ...
لماذا يفاجئنا الحب في زمن يكون فيه وجع نزيف الحب قد جف؟؟!!
- سأترجم لكِ الآن هذه الأوراق للغة الإنكليزية وأرسلها إلى أكثر من مكان...
- شكراً لك..

هكذا بدأ حديثنا... وهكذا انتهى..
استأذنتُ منك وعدتُ لعملي، تبسّمتَ لي وعدتَ لعملك..
مرت أيام عدة كنتَ فيها تحادثني من وقتٍ لآخر.. إلى أن أتى يوم جلسنا فيه إلى طاولة معاً نتناول فنجان قهوة مسائي...
وكان السؤال الأول لك:
- لم تقولي لي، لماذا قررتِ السفر؟
وهنا انهمرت دموعي مرة واحدة... لا أدري كيف، لماذا، فتحتُ لك نافذة في قلبي وبحتُ لك ببعض أسراري!!!
لماذا نبوح أحياناً بأسرارنا لشهقة عابرة تغدو في يومٍ ما كلّ أنفاسنا؟؟!!
مددتَ يدك، تناولتَ منديلاً وقدّمته لي لأمسح دموعي... لم أكن أعلم مسبقاً أنّ هذا المنديل سأحتاجه يوماً لأمسح به الدموع التي غرَزَتها جراحكَ بأوردتي...
مرّت أيام أخرى، وكنتَ حينها تتصل بي من وقتٍ لآخر، وألتقيك ببعض المصادفات، لا يتجاوز لقاؤنا دقائق عدة أطمئن فيها عليك وتطمئن فيها علي...
يوماً ما، أيقظني رنين جوالي في الصباح الباكر بعد أمسية قضيتها ألماً وحزناً من أمرٍ ألمّ بي، صوتك الآسر كان على الطرف الآخر، وكأنك تدرك حزني، سألتني ما بي، ولماذا صوتي ليس كعادته...
لا أدري حينها كيف فتحتُ لك كل نوافذ قلبي وأبوابه مرة واحدة، وبحتُ لك بكل شيء، بجراحي، بآلامي، وقصة عشقٍ تركَت أثراً جارحاً بأعماقي...
كنتُ أشعر بلحظتها بأنك مقرب جداً لي، وبأنك وحدك الصديق، وحدك الصديق، وحدك الصديق!!!
لماذا تفاجئنا الصداقة بشخصٍ لو فارقنا يوماً ما ثانية واحدة يغدو حينها الحبيب الوحيد؟؟!!
يا لمفارقاتِ القدر!!!
بحتُ لك بتفاصيل حياتي كلها... حتى أدقها وأصغرها...
كنتَ تستمع لي بقلبٍ كبير كبير كبير، وتحادثني برقة وعذوبة لم أعهدها يوماً من رجلٍ...
احتويتَ آلامي في ساعة واحدة، طلبتَ مني أن أغسل وجهي وأتناول فنجان قهوتي الصباحي، وأبتسم بعدها....
أنهيتَ اتصالك كالعادة بــ:
- لا إله إلا الله... محمدٌ رسول الله...
عدتُ للنوم بعدها، ولا أدري حينها كيف مرّ طيفك في منامي!!!
مرت الأيام رتيبة رتيبة...
رنين جوالي يباغتني، كنتَ على الطرف الآخر، حزين متألم،،،
- ما بكَ؟
- لا شيء، لا شيء، لا أعرف ماذا أقول لكِ!!!
- قل كل ما تريد قوله...
وبالفعل قلتَ كل شيء.. بحتَ بكل آلامك، بالألم الأخير الذي سبب لك جرحاً عميقاً.. وأشياء وأشياء وأشياء...
استمعتُ إليك بكل جوارحي وكأنّ همك همي وحزنك حزني...
هكذا تعاهدنا، وهكذا كنا...
قضينا أياماً وربما شهوراً نبوح بلواعج دواخلنا وأحزاننا وأفراحنا وآلامنا...
ولا شيء إلا الصداقة... لا شيء إلا الصداقة... لا شيء إلا الصداقة!!!
وبدأتُ الاعتياد على صداقتك المفاجأة شيئاً فشيئاً، وكنتُ أشعر بأنني أمثل لك أشياءً كثيرة، كثيرة...
كان كل شيء يقول إنّ صداقتنا ستدوم إلى آخر المطاف...
كانت صداقتنا تمثل كل شيء جميل في هذا الكون، بل كل ضحكاته...
الصداقة التي أفرحتنا...
الصداقة التي أنستنا جراحنا وحزن السنين...
الصداقة التي قربتنا وجمعتنا بالمودة...
الصداقة التي مسحت عن عيوننا الدموع كلها، كلها، كلها...

مرّ يوم لم أسمع فيه صوتك... لماذا شعرتُ حينها وكأنّ شيئاً ينقصني؟؟!!
ما أصعب الاعتياد على الآخر!!!
اتصلتَ بي بعدها، لا أدري كيف غضبتُ مرة واحدة، بل كيف أفرغتُ كل غضبي متسائلة لماذا لم تتصل بي حتى الآن وسط ذهولكَ ودهشتك!!
أَتَذكُر حبيبي؟؟!!
كنتَ حينها بدأتَ تتغلغل بي، وبدأتُ أتسلل إليك...
وبدأنا شيئاً فشيئاً نعترف بالكلمة التي في دواخلنا، دون أن ننطقها...
كنا نخشى الحب كي لا يكون يوماً سبباً في فراقنا...
كانت صداقتنا أعمق وأقوى من أن يفرقنا أي شيء حتى الموت...
وقضينا أياماً وربما شهوراً نبوح بلواعج دواخلنا ومشاعرنا الحزينة المفرحة التي كما قلتَ لي، إنها جاءت في زمن غير زماننا!!!
ولا شيء إلا الحب، لا شيء إلا الحب، لا شيء إلا الحب!!!
إلى أن احتجتك يوماً جانبي، يالله كم كنتُ أحتاجك يومها، لم أكن أريد إلاّ أنت جانبي، كل الحضور حولي مجرد ورق كرتون، وكان وجودك بالنسبة لي هو الذهب وهو الماس وهو المال وهو الصديق وهو الحبيب وهو النجاح...
لم أكن أحتاج إلا وجودك، إلا أنت لكنك...
لم تأتِ...
خطأ ارتكبته بحقي وحمّلتني مسؤوليته، بسببه لم تأتِ...
لجرحٍ آلمتني به وحمّلتني مسؤوليته لم تأتِ...
لكلماتٍ مؤلمة قلتها لي دون سبب واضح، وحمّلتني مسؤوليتها لم تأتِ...
بل أتتني عوضاً عنك رسالتك الأخيرة، رسالة الوعيد والوداع الجارح للاشيء اقترفته بحقك إلا الحب، كل الحب!!!
آهٍ آهٍ ما أقساها تلك الرسالة..
لم أستطع حتى الآن نسيان كلماتها...
آهٍ آهٍ ما أقساكَ...

آهٍ حبيبي
الحب أبكانا،
الحب فرقنا،
الحب أوجعنا،
آهٍ يا حبيبي
آهٍ لو نعود أصدقاء!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - هل الفنان محمد علاء هيكون دنجوان الدراما المصري


.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تكشف سر اختيار الفنان محمد علاء




.. كلمة أخيرة - الفنانة سيمون تكشف عن نصيحة والدها.. وسر عودتها


.. كلمة أخيرة - محدش باركلي لما مضيت مسلسل صيد العقارب.. الفنان




.. كلمة أخيرة - الشر اللي في شخصية سامح في صيد العقارب ليه أسبا