الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام قي اوانه

حيدر عوض الله

2007 / 6 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كلام في "أوانه"
"لا يكفي أن تقول الحركة الوطنية أنها أخذت على حين غرة.فان الأمة والمرأة لا تغتفر لهما تلك اللحظة التي تفتقدان فيها الحذر، ويتمكن أول مغامر يمر بها أن ينتهكهما". أما وقد حدث هذا واتضحت معالم التراجيديا الجديدة في سفر الكفاح الوطني المعاصر، فان الاكتفاْء بحسم الجانب القانوني والدستوري، على أهميته، وبما يستجلبه من شرعية لازمة لتثبيت المكانة والفعالية السياسية في وجه الانقلاب الدموي، أمر يدل في أحسن الأحوال على أن الدرس لم يفهم بعد، وأننا نؤسس لانقلاب جديد، بلبوس قد يكون غير اللبوس الاسلاموي الذي حدث في قطاع غزة . وإذا ما اعتقدت السلطة الشرعية الراهنة المتحزمة بالحركة الوطنية العلمانية، ونظيرها العلماني في "المجتمع المدني" بان المعركة بين الانقلابيين حسمت بحسم الجانب القانوني والدستوري للشرعية فهي واهمة حتى العظم، ولم تقرأ جيدا الظروف والمناخات التي ولدّت هذا الانقلاب وجعلته "ناجحا" بنتائجه المباشرة على الأقل.
ويمكنني أن اجزم انه طالما لم تجر عملية تقيم جذري حد الجلد لمسيرة النظام السياسي الفلسطيني المتحول إلى سلطة، فان هذه الشرعية عرضة لخطر التآكل والتلاشي. فالسقوط المروّع للسلطة في يد حماس، يستدعي دك الأساس الدولاتي الهش الذي قامت عليه السلطة الوطنية ونظامها "الزبائني" الذي تحول إلى سوسة نخرتها وجعلتها تتهاوى بسرعة أمام أول تحد جدي لاح لها.وعندما نتحدث عن دك الأساس الذي قامت عليه السلطة، نقصد بالتحديد فك الاندماج الفظ بين مؤسسة السلطة والحزب الذي يقودها، والذي تحول من قيادة سياسية للسلطة إلي قيادة إدارية وتنظيمية وأمنية، أي إعادة إنتاج نموذج النظام الشمولي، والذي يبدو على تماسكه الظاهري هشا إلى ابعد الحدود. لقد أدى هذا النموذج من تماهي التنظيم في السلطة، والسلطة في التنظيم إلى تآكل خطير ومهلك في القاعدة الاجتماعية للسلطة وحزبها، وجعلها تتحول تدريجيا، وبحكم ديناميات التداخل مع السلطة، إلى جهاز بيروقراطي فظ ،يدير مصالحه المباشرة بعيدا عن قاعدته الاجتماعية أولا والفضاء الشعبي ثانيا، مما أتاح لحركة حماس المدججة بأموال "الأممية الإسلامية والإقليمية"أن تتحرك بسهولة وسط هذا الفضاء الجماهيري الذي أهملت البيروقراطية السياسية والحزبية مصالحه.
وفي الوقت الذي كانت حركة فتح منشغلة حتى العظم بالتهام "كعكة السلطة" وشاغلة بعض أطراف الحركة الوطنية بالفتات المتساقط من هذه الكعكة، كانت حركة حماس تقيم مجتمعا مضادا، مشوها على الصعيد الفكري والروحي والأخلاقي ، لكنه مكنها من تجاوز الحركة الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها الحركة الكبرى حركة فتح، بل وأطاح من جملة ما أطاح بالمجتمع المدني العلماني الذي اكتفى جزء كبير من باستهلاك أمواله في الصرف على إدارته البيروقراطية ،وفي العصف الذهني عن فضائل المجتمع الحديث لنخب "سوبر ديلوكس" متفرغة لتمرين مخيلتها!!.تاركين لحماس بخطابها الشعبوي المدجج بالشعوذات الدينية والسياسية، أن تصول وتجول في أوساط أحزمة الفقر المتعاظمة وبين النساء والشباب، التي كانت المنهل الأساسي للعلمانية اليسارية!.
هناك حاجة ماسة وسريعة لإعادة فك وتركيب تراكمي ولكن جذري في الفلسفة السياسية والإدارية والأمنية والمالية للسلطة ، تبدأ بخطة اشفاء حقيقية لمؤسسات السلطة على تعدد وظائفها وعلى أسس جديدة بعيدة عن الحزبية والزبائنية والاحتكار وخاصة في الوظائف الحكومية وفي مقدمتها الوظائف الأمنية، بما في ذلك ضرورة التغيير الجذري لعقلية التحالفات التي أدارتها حركة فتح مع مكونات الحركة الوطنية، ببعديها السياسي والاجتماعي، لتوسيع القاعدة السياسية والاجتماعية لإدارة السلطة السياسية والحكم في السلطة الفلسطينية . فالنظام السياسي القائم فعليا على نظام الحزب الواحد، والمتمدد في الدولة ومؤسساتها النقابية بقوة الرشوة أو الموقع في السلطة يعيد تجديد نفسه في إطار عملية إقصاء دموية متواصلة ويستبدل الشرعيات الديمقراطية بشرعية قوته المادية على الارض بالضبط كما تفعل حماس اليوم في قطاع غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن