الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كلام لابد ان يقال- والدوران في نفس الفلك؟!

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

2007 / 7 / 25
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


بدءاً، لقد مرت حركتنا بالف "مصيبة" و"مصيبة"، لقد اعتقل لنا رفاق كثر سواءا في كرستان او في بغداد او مدن اخرى، هوجمت واغلقت مقراتنا ومقرات مؤتمر حرية العراق، وقبل ايام قتل احد رفاقنا، كنت اتطلع من الرفيق عبد الله ان يدون كلاما "لابد ان يقال"!! ماهذا السحر في موضوع اتحاد المجالس حتى يهرع لتذكير الاخرين بما "لابد ان يقال"؟! اترك الامر للقاريء وحصافته؟!
يلومني الرفيق عبداللة بانني اؤيد طرف ضد طرف وهو ماقام به هو ولكن الفرق الوحيد هو انني كنت اكثر وضوحا وصراحة منه. اذا كان الامر كذلك، لماذا لم يلوم مؤيد لتاييده غير المشروط لفلاح؟! ان تايدي لطرف كما هو تايده للطرف المقابل ليس من باب المجاملة والاطراء والتملق. ليس لدي اي مصلحة مع اي طرف ولا اسعى الى كسب ود اي طرف. اني اكثر سياسية من هذا. ان الاعتقاد بان ما قلته كان من باب التملق للاسف نابع من تفكير شرق اوسطي.
ان مقالتي لم يكن فيها اي شيئ شخصي وكانت كلها حول امور سياسية. لحد الان لم اعرف اين تكمن اغتيال الشخصية الذي مارسته انا واذا كان الرفيق عبداللة حريصا على حرمة الاشخاص فكان الاحرى به ان ينتقد مؤيد لانه استعمل مصطلحات وكلمات هي من صلب اغتيال الشخصية. كان الاحرى بالرفيق ان يقول ما هو الشيئ غير الصحيح فيما قلته بدلا من اطلاق مجموعة من العبارات والاحكام العامة.
انا لا اعرف ماذا يريد ان يبرهن من خلال الاستشهاد بجواب منصور حكمت بان مشكلة الحزب تكمن في القيادة؟ اقالت كل قيادة الحزب بما فيها ريبوار واعضاء اللجنة المركزية وعشرات اجتماعات اللجنة المركزية واجتماعات المكتب السياسي غير هذا؟! ان هذا امر مدون في الف مكان. اي قضية يحلها هذا الاستشهاد؟! ما هو قيمة هذا الحكم في حل مشاكل اتحاد المجالس؟ ماذا يريد ان يقوله من خلال هذا الكلام؟!
لماذا يعتبر ريبوار وغيره من قيادة الحزب مسؤولون عن مشاكل الاتحاد بينما فلاح (الذي هو رئيس الاتحاد من اليوم الاول للتاسيس ومؤيد (الذي يقول انه يشترك معه في الخط السياسي الراديكالي) معفيون منها!! انا لا اجد ادنى قيمة في مقولة " المشكلة تكمن في قيادة الحزب". ان اطلاق هذه العبارة بمناسبة وغير مناسبة لن توصلنا الى شيئ لان القصد بها هو تحميل بضع اشخاص مسؤولية كل اخفاقاتنا. لايمكن تفسير وضع الطبقة العاملة واتحاد عمالي يفترض ان يكون جماهيريا والحزب من خلال سلوك بضع اشخاص. والا وفق هذا المنطق سيحول التفسير المادي لماركس الى التفسير الفردي والشخصي لعبد الله ومؤيد وفلاح للتاريخ. ان منصور حكمت لم يقم بتفسير فشل ثورة اكثوبر من خلال اشخاص مثل تروتسكي وستالين وغيرهم. لقد ارجعها الى المجتمع وظروفه الموضوعية وصراع حركاته الاجتماعية والسنن النضالية. لم يحمل اشخاص مسؤولية الاخفاق. انا متاكد بان منصور حكمت لم يكن يعني بتلك المقولة ما يعنيه الرفيق عبد الله بها. انا لا افتهم ما هي الحكمة من ترديد بان وضع الحزب ليس جيدا. ماذا عنده من اجل تغير هذا الوضع؟! هذا هو المهم.
من جهة اخرى ان هؤلاء الافراد الذين يعتبرهم قيادة ومسؤولين عن كل الاخفاقات هم نفسهم اكثر الاشخاص تضحية واستعداد وعمل وهم من دفعوا الحزب كل هذه السنين. هذا ليس تملق، بل ان الانصاف ضروري. هل للرفيق عبداللة ان يقول ما الذي عنده للحزب؟

ان علاقة المشاكل داخل اتحاد المجالس بتاريخ الحزب تكمن كما قلت في محاولة مؤيد احمد الدفع بصراع اخر داخل الحزب. انا كنت واضحا في رأيي، اذ قلت ان هذا الخلاف اريد الاستفادة منه في جانب منه. ايا كان تقييمنا لرسالة ريبوار احمد، كان بالامكان نقدها على اساس تعلقها باتحاد المجالس ألا ان الرفيق مؤيد اراد ان يدفعها باتجاه اخر لاهداف سياسية وحزبية. انا اكدت بان الخلافات داخل اتحاد المجالس لم تكن تتعلق بمشاغل الجماهير لذلك لايمكن ان تكون صراع بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي. لايمكن للوقوف مع اي طرف من طرفي الخلافات داخل الاتحاد بحد ذاته ان يجعل منك يسار هامشي او شيوعي عمالي. و لااعتقد ان احد قال بان الحزب لايسوده رغم كل محاولاتنا واولها محاولات القيادة نفسها اسلوب عمل اليسار الهامشي ولكن ما قلته هو ان الرفيق مؤيد احمد ومحفله لايمثل "جناح" الشيوعية العمالية وليس بريئا من الهامشية.
ان المبالغة في ارجاع كل المشاكل الى الحزب ناتج من عدم القدرة على رؤية الطبقة العاملة ضمن اطار تاريخي-اجتماعي اشمل ورؤية ضعف دورها وطرحها واخفاقاتها ومشاكلها وتشرذمها وحرمانها من اي نوع من التنظيم لعقود ووجود تيارات اخرى داخلها بما فيها اكثر التيارات والتقاليد النضالية رجعية وكون الحزب الشيوعي العمالي طرف (وان يكن طرف مهم) في كل هذه المعادلات، طرف ليست كل الاوراق بيديه. ان المشاكل داخل المنظمات الجماهيرية حتى ان كانت شخصية لايمكن تفسيرها من خلال الصفات الفردية للاشخاص. ان تفسير ظروف ومكانة ومشاكل العمال وبروز نوع معين من القيادة والقادة من خلال اتهام اشخاص بكونهم تصفويين وانقلابيين هو تفسير سطحي للغاية.
من الواضح بان الرفيق عبداللة صالح لم يقرأ ماكتبته بشكل جيد. انا لم اقول بان مؤيد ليس له خط. انا قلت ليس لفلاح علوان افق للطبقة العاملة. لمؤيد احمد خط. ان اي شخص سياسي يقرأ اعداد الاشهر الاخيرة للشيوعية العمالية واولوياتها السياسية يعرف ما هو خط مؤيد احمد. انه خط بدون افق برايي. انه ليس خط الحزب. اما لماذا تسلم جريدة الشيوعية العمالية الى شخص لايمثل خط الحزب فاعتقد باني لست الطرف الذي يجب ان يجاوب على هذا السوال. ان خط مؤيد هو خط "تمجيد" الطبقة العاملة و المنظمات العمالية لفظيا. هو الخط الذي يجد في ترديد عبارات الطبقة العاملة والثورة الاشتراكية حل سحري للقضايا التي تواجه الشيوعيين. وهو الخط الذي يرى بصورة غير اجتماعية الطبقة العاملة في سكون مميت تقف مستعدة لتنفيذ "اوامر" الشيوعيين العماليين والحزب الشيوعي العمالي في كل لحظة. وهو الخط الذي لايرى تاثير الظروف الموضوعية للطبقة العاملة والوضع الذي تمر به ودور اي من التيارات الاخرى. انه ينظر الى المسائل بشكل ميكانيكي بحت. نحن الان نمثل هذه النسبة من الطبقة العاملة علينا النضال من خلال المنظمات العمالية بين العمال بشكل تدريجي الى ان نصبح الاغلبية عندها نعطي الاشارة للطبقة العاملة للقيام بالثورة الاشتراكية وننهي كل اعدائنا!!
ان خط مؤيد هو الخط الذي لايفرق بين اوضاع السيناريو الاسود وبين ظروف روتينية في دولة غربية. هو الخط الذي يجعل الحزب والمنظمات الجماهيرية بغض النظر عن نياته الشيوعية) منظمات بدون مشاريع سياسية محددة. ان طرح الحزب الشيوعي العمالي العراقي للوضع الحالي في العراق هو مؤتمر حرية العراق وهو المشروع الذي لايؤيده مؤيد. في الوضع الحالي ان اي طرح اخر غير مؤتمر حرية العراق يحول الحزب والمنظمات الجماهيرية الى مشاريع عديمة الافق في افضل الاحوال (عديمة الافق بمعنى غياب افق محرر المجتمع وتغيير اوضاع المجتمع. لقد تعلمنا من 14 سنة مضت بان لا فرصة لنا في العراق من خلال نضال روتيني ليس له اي افق.
انا لم اشارك احدا في الدعوة الى عزل فلاح علوان ولكن ما اقوله هو ان فلاح علوان لايتصرف بشكل صحيح عندما يرفض وجود مشاكل داخل الاتحاد ولايسعى الى حلها ولايسمع الى رأي الاخرين ولايدعو الى اجتماع. لحد هذه اللحظة لم يعطي فلاح اي سبب لترك اغلبية قيادة الاتحاد لمنظمتهم عدا اتهامهم بكونهم انفلاقيين وانشقاقيين وانقلابيين. هذا ليس باسلوب عمل اتحاد مجالسي. يجبرهم على ترك المنظمة ثم يتهمهم بالانشقاق. والاغرب من ذلك انه لايعترف بوجود مشاكل. ريبوار ايضا لم يدعو الى عزل فلاح ولكن دعى الى انتخابات. ما هي المشكلة في الدعوة الى انتخابات؟ هل اتحاد مجالس ورث شخص؟ انهم يتحدثون عن عدم التجاوز على ميكانيزمات الطبقة العاملة ولكن عندما يدعو احد الى الانتخابات تقوم القائمة. ان جوهر النتظيم المجالسي هو ان يكون بالامكان القرار على تغير القيادة بسهولة، فاين ذهبت تقاليدهم المجالسية؟ ومن يقول ستكون نتيجة الانتخابات تنحية فلاح؟
يدعو الرفيق عبداللة الى وضع اليد على الجرح وتشخص الداء من اجل ايجاد الدواء. لكن بدءا يجب تعريف هذا الجرح؟ هل ان جروحنا واحدة؟ ان جرحي، وبشهادة كل كتاباتهم، ليس جرح مؤيد وفلاح بصراحة. ان جرحي هو وحدة الطبقة العاملة واتحاد المجالس بغض النظر عن وجود حزب ام عدم وجوده، قوة قيادته ام ضعفها. ان مشكلته هي مع الحزب. لقد طرح ريبوار خطة لمستقبل الاتحاد في وقت يطالب الرفاق مؤيد وفلاح للرجوع الى الماضي للتنديد والنقد والاعتذار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟