الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولك آه يا بلد (1)

أماني محمد ناصر

2007 / 7 / 30
حقوق الانسان


من منا لا يحب بلده ويتمنى له الخير، كل الخير...
لكن نحن في سورية أصبحت أمانينا محكومة بالإعدام قبل التمني
صحيح أنّ كل شيء فيها يتطور، لكن أين منفذي التطوير؟
أين من يأخذ القرارات التي تصدر على عاتقه، ومن ذا الذي يحمل التطورات محمل الجدية؟؟!!
بعض القرارات من السلطات العليا تطوى في أدراج السلطات الأدنى، وتصبح أحلامنا وأمانينا بهذه القرارات في خبر كان!!!
أي رئيس لبلد مهما كان همه البلد لا يستطيع متابعة كل شيء، هو يصدر القرارات التي تصب في مصلحة البلد والمواطن،
لكن في بلدنا، من يتابع كل هذه القرارات؟؟؟!!!
بلدنا الجميل، بدأ يختنق ويختنق ويختنق من الضيف الآتي إليه!!!
ولك آه يا بلد!!!
هذه مقتطفاتٌ من بعض مشاعر الألم التي تعترينا من:


• يهاجر شبابنا إلى الخارج، بغية تحسين أوضاعهم المعيشية...
لماذا لا يهاجر شباب الخارج إلينا بغية تحسين أوضاعهم المعيشية، بدل أن نخسر أبناءنا؟؟!!!
ما الذي ينقصنا يا ترى؟
ولك آه يا بلد!!!

• أحياءٌ في سورية سميت بالفلوجة، والبصرة، والموصل... إلخ. وحتى الساحات لم تسلم من تغيير تسمياتها...
بدؤوا بطمس أسماء أحياءنا الحديثة منها والتاريخية
يا خوفي أن يأتي يوماً ونجد دمشق أصبح اسمها بغداد وسورية أصبح اسمها العراق
ولك آه يا بلد، شو بدك تتحمل لتتحمل!!!

• تصدر الكثير من القرارات عن طريق السلطات العليا والتي تهتم بالمواطن الغلبان في الدرجة الاولى...
تأتي السلطات الأدنى والأدنى الأدنى منها مرتبة، وتجد لتلك القرارات ألف دائرة حلزونية تجعلها تدور فيها وحولها كي لا تنفذ!!!
ولك آه يا بلد!!!

• نعيش في بلد آمن ولله الحمد، وبلد يشهد له بالتغيير والتطور خلال السنوات الماضية…
الوضع المعيشي للمواطن في تحسن مستمر بالرغم من عدم تنفيذ كل القرارات التي تصب في مصلحته، وكلما أُصدر مرسوماً بتحسين وضعه، كلما قام عديمو الذمة برفع الأسعار وخاصة أسعار المواد الأولية فتضيع على مواطننا فرصة هذا التحسن، بل فرصة السعادة بهذا التحسن المعيشي…
ولك آه يا بلد!!!

• كنا في حيٍ شعبي في دمشق القديمة أنا وصديقتي نزهة الحاج، نبتاع بعض الحوائج، فوجئنا بطفلٍ لم يتجاوز العاشرة من عمره يدخل مسرعاً مغاسل السيدات وبيده كيس بداخله خيار وجزر، صارخاً:
_ دخيلك يا خالة، خبيني يا خالة..
وهي بدورها تصرخ في وجهه مذهولة من طريقة دخوله:
_ اخرج من هنا، ما الذي اتى بك إلى مكان السيدات؟؟!!!
كان الطفل يرتجف خوفاً، وإذ بنا نرى بعض من رجال الشرطة يمرون من هذا الحي...
تقدمتُ إلى الطفل بعد اختفائهم عن الأنظار وسألته:
_ ما خطبك؟
قال لي:
_ هذه دورية شرطة أرادت أن تصادر بسطة الخيار والجزر التي أرتزق منها لأنها غير مرخصة!!!
الشرطة طبعاً تؤدي واجبها، ودون أدنى شك، لكن...
كيف نصادر بسطات أناس وأطفال يركضون خلف رزقهم بالحلال، ونعمي أعيننا عن مئات وربما الآلاف من الناس الذين يعيثون فساداً في البلد ويمتلكون من جراء فسادهم البيوت والمطاعم والسيارات الفخمة و، و، و،،، بالرغم من التأكيد مراراً على محاربة الفساد؟؟؟
تجاهلنا المفسدين في البلد، وكل تلك التأكيدات التي ترفع من مستوى البلد وركضنا خلف الخيار والجزر لنصادرهم!!!
ولك آه يا بلد!!!

• كان يُشهد لنا بحب الضيف وحسن استقباله، ودمشق العريقة معروف عنها حسن استقبالها للضيف...
لكنّ الضيف هذه المرة رفع الأسعار أضعاف أضعافها، ومن كان منا يستطيع امتلاك بيت، أصبح بالكاد يستطيع استئجار غرفة، ليساعد ذلك على زيادة نسبة العنوسة في البلد!!!
الضيف نتج عن حسن استقبالنا له، أنه تطرقُ آذاننا كلمات تخرج منه من أمام مبنى الهجرة والجوازات، كلمات تطالب بتحسين وضعهم المعيشي وتوظيفهم!!!
عجبي، ومن قال لهم إنّ كل أبناء سورية حظيوا بنعمة الوظيفة؟؟؟
عجبي!!!
يطالبون بحقوقهم كاملة في بلدنا، وتجاهلوا أنهم سلبونا معظم حقوقنا!!!
ولك آه يا بلد!!!

الضيف نتج عن حسن استقبالنا له قطع الكهرباء والماء عنا وحتى بعض المواد الأولية!!!
والدول التي أعانت على تشريده لم ترضَ باستقباله عندها وضيافته، لتخنق بلدنا برفضها له، ويتملك الضيف كل ما يريد، ونحن أبناء البلد أصبحنا الآن بالكاد نمتلك ورقة وقلم نبوح فيهما عن أوجاعنا!!!
من منا يمتلك الآن كالسابق قلم باركر أو واترمان؟؟!!!
كل ما نملكه قلم بيك أو زيبرا!!!
ولك آه يا بلد!!!

ولبنان!!!
لبنان الذي...
ولاّ خليها لبعدين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي


.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا




.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا


.. اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة الرشوة




.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار