الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا 2

وحيد حسب الله

2007 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد عرضت حالة المسيحية فوبيا التي تنتاب الشارع المصري وخاصة أواسط المتعصبين والمتطرفين والأجهزة الحكومية في مقالي السابق بنفس العنوان . وجاء تقديم الدعوى المرفوعة من محمد أحمد حجازي باعتناقه المسيحية لتكشف وتثبت بالدليل القاطع حالة الرعب والذعر التي أصابت الكثيرين في المجتمع المصري وخاصة الإسلامي .
وقد نشرت جريدة "المصري اليوم" بعض التفاصيل الهامة لوصف هذه الحالة الهستيرية التي سيطرت على الإسلاميين في مصر : فأسرة المتنصر توجه الاتهام لمحاميه "باستغلال ظروف أبنها وإغرائه بغرض تنصيره" وهو محض كذب واضح لأن ابنهم ذهب للمحامي بعد تنصيره وليس قبله . ومن الواضح مما كتب في هذه التقارير التي نشرتها المصري اليوم (http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=71316) التضارب في الأقوال والتصريحات مما يوضح لنا حالة التخبط التي أحدثها هذا الخبر علانية ، وخاصة أنهم في السابق كانوا ينكرون بشدة أن بعض المسلمين يعتنقون المسيحية .. وبعد ذلك أصبحوا يشتكون مراراً من حالات التبشير الموجودة في مصر ويزعمون أن المسيحيين ينشرون دينهم في الأحياء الفقيرة ويستغلون حالات الفقر والعوز للأغراء ، ولكنهم يعتقدون أننا لا نعلم بما تقوم به الجمعيات الشرعية في طول البلاد وعرضها من ممارسة الضغوط والإرهاب بل ذهبوا إلي أبعد من ذلك بعمليات الخطف أو التغرير ببنات الأقباط بقصص حب وهمية وقد أعلن من فتح المسيح له المجد أعينهم ودخلوا في حياة النور وفضحوا الظلمة التي كانوا يعيشون فيها وتلك الأساليب الحقيرة التي كانوا يمارسونها مع الضحايا من الأقباط . وفي نفس المقال يزعم أبو إسلام وهو المعروف بكتاباته وموقعه المملوء حقداً وتعصب أعمى ضد نور المسيحية ولا يتورع في الازدراء بها دون أن يمنعه أمن الدولة المسئول عن حماية أمن الوطن فيصرح :"أن محمد ذهب إليه وشكا (قبل ثلاثة أشهر) له قطيعة أهله وأنه يضطر للمبيت في كنيسة لعدم قدرته على توفير سكن ويتعرض لضغوط من أجل تنصيره " وهل يجهل أبو إسلام أنه لا توجد شقق في الكنائس أساساً حتى تسمح بالمبيت لأحد فيها ! فمن غير المعقول أن شخص مسلم وامرأته يسكنان في الكنيسة والأمن يتغاض عن ذلك دون إبلاغ السلطات المعنية ؟ ولأن الكذب ليس له رجلان ، فيكتب محمد أبو زيد وعمرو بيومي أن مجدي حسين "دفع له (أي محمد حجازي) نفقات إقامته هو وزوجته في أحدي اللوكندات لبضعة أيام ، وكذلك فعل أبو إسلام ... وأوضح الهيتمي أنه استضاف حجازي وزوجته في منزله وكان ذلك في الشتاء ... ملمحاً إلي أن معرفته لـحجازي تدفعه إلي الاعتقاد بأنه كان يعاني اضطراباً نفسياً بدرجة خفيفة ..." ومرة أخرى أن من يعتدي على المسيحيين كما حدث في الإسكندرية فهو مختل عقلياً ومن يعتنق المسيحية فهو يعاني من اضطراب ، ولا مانع بالمناسبة لتفسير ما قدمه جورج إسحاق كمساعدة لحجازي بدفع أجرة المأذون ليتزوج كتهمة بأنه كان وراء تنصيره ، على الرغم أن جورج إسحاق يدفع أجرة مأذون وليس كاهن ؟ ثم يواصل أبو إسلام وهو المضطرب نفسياً وليس حجازي أنه تنصر منذ ثلاثة شهور وأن سبب تنصيره هو زوجته . فمن هنا يتضح للقارئ المشكلة التي تواجه المسلمين في كيفية التعامل مع قضية تنصير حجازي مما نتج عنه هذا التضارب في التصريحات وعدم الذكاء في تلفيق أكاذيبهم . يواصل صحفي المصري اليوم تقريرهم بكشف أكاذيب أبو إسلام والهيتمي اعتماداً على مصدر مقرب من حجازي أنه : "حاصل على بكالوريوس معهد الخدمة الاجتماعية ، وتنصر وهو في العام الدراسي الثاني بالمعهد ... وأكد المصدر أن حجازي ترك بورسعيد بعد اكتشاف أمر تحوله إلي المسيحية خوفاً من تهديدات عائلته وعائلة زوجته ونظرات المحيطين به " . وهذا يبرهن لنا على أن محاولة إظهار حجازي بأنه مضطرب نفسياً وأن شبكات التبشير مارست ضغوط عليه لتنصيره أو استغلت ظروفه ما هي إلا افتراءات وأكاذيب يحاولون بها تغطية الصدمة التي أصيبوا بها . ولكن حجازي رد على كل هذه الأقاويل في تسجيل صوتي شرح فيه كل شيء بالتفصيل في تكذيب واضح وفضح أساليب الإعلام المصري : (http://www.copts.com/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=1058&Itemid=1)
النقطة التالية في نفس موضوع تنصير حجازي وهي كيف يرى مدعي وسطية الإسلام واحترام الإسلام لحرية الإنسان و"لا إكراه في الدين" عرقلة وعقوبة كل مسلم يعتنق المسيحية ؟
ذكرت المصري اليوم تصريح نائب برلماني المفروض فيه الحياد وخاصة أنه يمثل أبناء دائرته من المسلمين والمسيحيين : "تقدم محسن راضي عضو مجلس الشعب بسؤال برلماني إلي الدكتور أحمد نظيف ، رئيس مجلس الوزراء حول واقعة الشاب محمد أحمد حجازي المسيحية وإقامته دعوى قضائية لإثبات ديانته الجديدة في أوراقه الرسمية . وأكد راضي ضرورة عقد اجتماع للجنة الشئون الدينية بالمجلس لمناقشة القضية لمنع وقوع أي فتنة واتخاذ جميع الإجراءات والقرارات التي تتفق والشريعة الإسلامية في هذا الصدد . وقال راضى إن مصر لم تشهد من قبل هذه البدع التي نشم فيها رائحة المؤامرة منذ دخول الإسلام مصر ، متهماً أقباط المهجر بمحاولة شق صف نسيج الوحدة الوطنية ." ولنا وقفة مع هذه التصريحات الخطيرة والتي نلخصها في الآتي :
- النائب يتهم المسيحية بالبدع ، فاعتناق مسلم الديانة المسيحية "بدعة" حسب تصريحه وهو ما يحمل في طياته ازدراء بالمسيحية كدين يعاقب عليه القانون إذا نفذ في هذه الحالة؟
- لم نرى هذا النائب قد قدم استجواب لرئيس الوزراء في حالات خطف بنات الأقباط واسلمتهن بالقوة وبواسطة أمن الدولة أو تقديم استجواب له أو لوزير داخليته في حالات الاعتداء المتكررة على الأقباط وكنائسهم ؟
- يا ترى ما هي الإجراءات والقرارات طبقاً للشريعة الإسلامية السمحاء التي يريد النائب اتخاذها لطمأنة المسلمين من حالة الهلع والخوف التي انتابتهم باكتشافهم أن هناك مسلمين يتنصرون وأني واثق أن النائب سيعمل على منع عباد الله من ممارسة حريتهم في اختيار الدين أو العقيدة طبقاً للدستور والآيات القرآنية التي يتفاخر بها المفتي وعلماء المسلمين أمام العالم .
- اعتبر النائب أن اعتناق المسيحية "فتنة" وكنا ننتظر منه أن يعتبر أن احترام حرية الشخص طبقاً للقرآن (كما يدعون) هو نعمة وليس فتنة أو على الأقل يطالب بمناقشة كيفية احترام الدستور في تحقيق الحريات العامة وخاصة المادة 40 و 46 سواء بالنسبة لمن يعتنق الإسلام أو المسيحية وأن تكون المعاملة على أساس المساواة في الإجراءات الإدارية دون تمييز .
- لم ينسى النائب المحترم أن يتخذ من أقباط المهجر شماعة يعلق عليها أسباب تنصير حجازي كما تعودنا منهم في محاولتهم الدفاع عن الإسلام بتضليل الشعب المصـري .
نواصل الحديث عن ما صرح به الشيخ يوسف البدري للمصري اليوم بتقديم بلاغ ضد المحامي ممدوح نخلة كنوع من إرهابه واتهامه على "ما صدر منه من إساءات للإسلام" وذلك لقول نخلة "إن هناك ألف حالة تريد أن تدخل المسيحية وتترك الإسلام بخلاف حالة محمد حجازي" ! وما الغريب في ذلك يا شيخ يوسف ؟ أليس من حق أي فرد أن يعتنق ما يريد أم الحقيقة أن الإسلام لا يؤمن بحرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه وأن ما قاله المفتي وغيره من الشيوخ عن احترام حرية الإنسان ما هو إلا خداع للرأي العام العالمي لتحسين صورة الإسلام باستخدام أسلوب التقية كجزء من العقيدة الإسلامية ؟ قل لنا كيف عرفت أن المفتي تراجع عن تصريحاته الأخيرة التي "أباح فيها للمسلم أن يترك دينه وحسابه عند الله في الآخرة" ؟ فالمفتي ليس في حاجة لسحب تصريحاته والسبب في ذلك أن تصريحه كان مشروطاً بأن تغيير المسلم لدينه يجب إلا يسبب زعزعة وفتنة في المجتمع وإلا تعرض لعقوبة من المجتمع ! ولم يتوان وزير الأوقاف في ترديد نفس الكلام الذي قاله المفتي وأضاف أن عقوبة من يترك الإسلام قد تصل للإعدام ! فعلى من تضحكون ؟
هل ترك الإسلام هو إساءة له ؟ وما هي نوعية الإساءة التي يسببها للإسلام من يتركه ؟
إلا تخجل وأنت تقول ذلك ؟ إن كان الإسلام كما تدعون قائم على احترام الإنسان وحريته وأنه لا أكراه في الدين ، ومن أراد أن يؤمن فليؤمن ومن يكفر فليكفر وما إلي ذلك من الآيات التي تذكرونها لخداع الآخرين بدون أن تذكروا لهم الحقيقة المرة وهي من يدخل الإسلام كأنه محكومة عليه بالسجن مدى الحياة ولا يستطيع الخروج منه وإلا نفذت فيه عقوبة المــوت ؟ لماذا لا تعلنوها صراحةً أنه لا حرية شخصية في الإسلام ولا يستطيع أحد أن يغير دينه ومن دخل فيه ، فهو مفقود للأبد .
أنت وأمثالك تشجع بطرق متنوعة وملتوية المسيحيين لترك دينهم ، أليس في هذا إساءة للمسيحية و"تهديد للوحدة الوطنية وإشعال للفتنة الطائفية" أم حلال لكم وحرام لغيركم ؟
أؤكد لك أن في مصر ليس ألف مسلم فقط يريد اعتناق المسيحية بل آلاف مؤلفة . وهذا هو سبب الخوف من المسيحية ومحاولتكم اليائسة بممارسة الإرهاب على هؤلاء الذين يريدون أن يتركوا الإسلام بعد أن وجدوا في المسيح له المجد نعمة النور والخلاص والسلام والطمأنينة . مشكلتك أنت وأمثالك هو الخوف من مجابهة الحقيقة والحق الذي هو يسوع المسيح ، ولكن ثق ، كما يقول الكتاب ، أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد (سفر أعمال الرسل 14 : 17 ) .
في الوقت الذي تمارس فيه أنت وغيرك الهجوم الضاري والشرس على المسيحية وعقيدتها ، كالظلام الذي يحاول أن يبدد النور ، ولكن النور دائماً اقوي كما قال المسيح له المجد "أنا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يوحنا 8 : 13 )، فمن أنت حتى تقف ضد نور العالم وتريد أن ترهب من يتبعه ؟
عجباً تتشدقون بالإسلام وقوته وعظمته والآن عندما أعلن محمد أحمد حجازي اعتناقه المسيحية كأن زلزالاً قوياً هزكم جميعاً وظهر إسلامكم ضعيفاً لا حول له ولا قوة ، طالبين تدخل الدولة وإرهاب وتهديد المحامي الذي يكمن دوره فقط في تقديم الدعوى لمواطن يمارس حقه الطبيعي طبقاً للدستور . ولكن للآسف فالدستور لا قيمة له طالما اختزلتموه فقط في المادة الثانية التي حولتكم لمجرد رعية يتحكم فيها الحاكم كما يريد .
قل لنا يا شيخ يوسف لماذا لم تتقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لممارستهم تعذيب الشعب المصري بتجويعه وتعطيشه وكم عمليات الفساد التي يمارسها وزرائه وأتباعه ضد الشعب المصري؟ أم تجويع وتعطيش الشعب المصري لا يهم أسيادك الذين يدفعون لك ريالاتهم الدنسة ؟
خوفاً من مواجهة الحقيقة المرة والمؤلمة ، تم ممارسة الضغوط والتهديد على محامي محمد المسيحي حتى ينسحب من رفع الدعوى ، وفي نفس الوقت قامت مباحث أمن الدولة بحملات مسعورة على بعض الأقباط اعتقاداً منها أنها تستطيع أن توقف نور المسيح الذي يبدد الظلمة التي يعيش فيها شعب مصر . ولكن السؤال الذي يظل بلا جواب إلي متى يستمر المسلمون في الكذب واستعمال التقية بإدعاء أن الإسلام يحترم حقوق الإنسان ؟ ولنا لقاء تابع حول هذا الموضوع لنكشف أكاذيبهم حول هذا الموضوع. (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال