الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة تبادل الأدوار بين الغاية والوسيلة

نعيم مرواني

2007 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الغاية هي الهدف الذي يروم الانسان تحقيقه بينما الوسيلة فهي الطريق أو الطرق التي يسلكها ذالك الانسان لتحقيق ذلك الهدف والعلاقة متلازمة بين الاثنين فعندما تكون هناك غاية فلابد من تواجد قرينتها الوسيلة والخط الفاصل بينهما وهمي وغالبا ما نتجاوزه دون وعي منا ومن الامثلة على ذلك "السيارة والعمل" فالسيارة هي الوسيلة للوصول للغاية التي هي العمل بمعنى آخر ان الشخص يشتري السيارة لاستعمالها في الوصول الى مكان عمله لكن عندما تختل العلاقة بين الغاية والوسيلة فتتحول السيارة الى غاية والعمل الى وسيلة فيبدأ الشخص البحث عن عمل لشراء سيارة وليس العكس حينها لاتعد السيارة كونها وسيلة للانتقال من النقطة (آ) الى النقطة(ب) "كما يعرفها الأخ كامل المعالي" وعندها سيصبح نوع وحجم ولون ومواصفات وفخامة السيارة غاية في الاهمية. مثال آخر: اخترعت العملة (الفلوس) كوحدة لقياس قيمة الأشياء المادية لتسهيل عملية التبادل عندما عجز الانسان البدائي في ايجاد وسيلة اخرى لتبادل اشياء مختلفة القيم مثل دجاج وخيل أو قطن وذهب او حبوب واخشاب ...الخ فالعملة او الفلوس هي وسيلة وليست غاية بحد ذاتها, وسيلة لاقتناء الاشياء التي نحتاج او التي نحب والتي نصبح سعداء بالحصول عليها اذن الفلوس وسيلة والسعادة غاية. والغني او الذي يملك مالا كثيرا ولا ينفق القليل منه على نفسه وعائلته للحد الذي لاتظهرعليه او على عائلته علامات الغنى ويصبح همه تكديس الرزم المالية والتي مجرد رؤيتها تجلب له السعادة يكون قد تجاوز الخط الوهمي الفاصل بين الغاية والوسيلة فاصبح جمع الفلوس ورؤيتها غايته التي فيها سعادته وليست الوسيلة لشراء ما يجلب له السعادة. اذا عكسنا هذه النظرية على السياسة لتنظيم العلاقة بينها وبين المجتمع فيفترض ان تكون السلطة او الحكم وسيلة وخدمة الشعب وابداء القدرة على القيادة واستتباب الامن والازدهار الاقتصادي هو الغاية التي ستجلب السعادة للقيادي من خلال النجاح وتاكيد التفوق القيادي والاداري انما اذا انعكس الوضع فتكون السلطة/الحكم هي الغاية والشعب وسيلة لتحقيق هذه الغاية ويصبح التسلط والشهرة والكسب المادي هي اسباب السعادة عند السياسي او القائد حينها سيستعمل كل السبل الكفيلة بخداع الشعب لاستعماله كوسيلة للوصول لغايته التي هي السلطة والتي سيستغلها افضل استغلال في الاثراء وارضاء غريزة التفوق وحب الظهور وسماع الاطراء وجذب الأضواء على حساب الشعب الذي انتهت الحاجة اليه كوسيلة والاخطر من هذا كله هو عندما يتبنى السياسي المبدأ الميكافيلي القائل " الغاية تبرر الوسيلة" فيكون سحق جماجم والارتقاء على هرم اجساد الشعب الوسيلة التي تبررها غاية الوصول لسدة الحكم. والدول العربية عامة والوطن العراقي خاصة معروف بهذا النوع من القادة وما نوري المالكي وخلف العليان وطارق الهاشمي واياد علاوي وعدنان الدليمي وابراهيم الجعفري والاعرجي والجابري والربيعي والقائمة طويلة الا أمثلة حية على هذا النوع. ولايبدو ان الحال سيتغير في المستقبل القريب لطيبة وبساطة الشعب العراقي وهاتان الصفتان جعلتا من هذا الشعب عرضة دائمة للخداع.

قد يفهم عدم تطرقنا الى مجرمي البعث والمقاومة بنوعيها الشريفة والفاجرة من ان هذا التصنيف لايشملهم وهذا طبعا صحيح لأننا نتحدث عن البشر وهم بالتأكيد ليسو من هذا الصنف أكتب هذا رغم علمي ان السطرين الاخيران سيمنعان نشر هذه المقالة في صحف ومواقع كثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن