الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا- إيران ووليمة الثعلب واللقلق

صباح محسن جاسم

2007 / 9 / 1
كتابات ساخرة


حكاية " كليلة ودمنة " في وليمة الثعلب واللقلق يبدو ما تزال تعيد نكهتها في التعاون المبطن الملغوم في الباطن والعداء المستحكم في الظاهر بين كل من أمريكا وإيران.
ولمن فاتته الحكاية نختصرها في أن دعا الثعلب مالك الحزين لوليمة فجاء له بصحن مفلطح من حساء العدس ولم يقدر اللقلق على تناول شيء بل اكتفى بمراقبة الثعلب ولسانه الذي جاء على الصحن تماما. وحين جاء دور اللقلق لدعوة الثعلب لوليمة من صناعته قدم للثعلب زيرا من الحساء ضيق العنق لا يتسع سوى لمنقار اللقلق.
أمريكا وإيران تلعبان على بعضهما ذات اللعبة ولكن على صحن العراق.
الفارق الوحيد في اللعبة أن ثعلب " كليلة ودمنة" لم يفكر في أن وليمته تكمن في ذات اللقلق الساخر الحزين.
أمريكا القرن الواحد والعشرين تلعب لعبتها القذرة في وليمة حلمت بها وخططت لها منذ زمن بعيد .. على أن اللقلق الحزين قد تم اصطياده من منقاره الطويل وما زال يظن إن منقاره وسط الحساء.
وما تسهيل التجارة بالبضائع الإيرانية المختلفة من أطعمة ومواد ومعدات كهربائية وعدد وأدوات جميعها دون المواصفات ومن سلع استهلاكية تعد كأزبال قياسا لما كان يتعامل به العراق من تجارة مع العالم المتمدن وما كان لديه من فخر صناعته العراقية التي أغلقت منافذها عمدا أثر الاحتلال البغيض للعراق ، كل ذلك هو جزء من توريط إيران والى أن يحين استكمال الضربة الأمريكية التي بدأتها منذ زمن ليس بالبعيد في الوقت الذي ما تزال إيران تعتقد أن الصواريخ الأمريكية الموجهة ستركز أهدافها على مفاعلاتها النووية متناسية صواريخ الاقتصاد.
وسيفوت على اللقلق ما فات أيضا أمريكا الجشعة من أن أكل العراق ليس سهلا وأن من يطأ أرضه سيبدأ يغوص في رمال متحركة مسحورة لا قرار لها. وصحيح ما صرح به مؤخرا الرئيس الإيراني من أن أمريكا قد تورطت باحتلالها العراق كالداخل في مستنقع ، لكنها ورطة من النوع الذي تستطيع أن تخلص نفسها منها ولو بالوجه الأسود. ما نأمل من الرئيس الإيراني أن يكون ذكيا بما يكفي ولا يحذو حذو منافسه في احتلال موقعه الأمني - وهو أمر يرفضه الشعب الأيراني - ليدرك أن ما صرح به ينطبق تماما على كل من تخول له نفسه القيام باغتصاب تراب وطن وتراث شعب. وليس أبعد له مثلا من فلسطين الجريحة المكافحة من اجل استعادة استقلالها ودونما مساعدة من أحد ذلك لأن التاريخ الحديث قد فضح مصير الدكتاتورية وسخر من الذين يتبجحون بنظرية الإزاحة والمزايدين المغالين في شعارات سرعان ما بهتت ألوان حروفها البراقة وما عادت لتنطلي على أحد..
وأول الغيث قطر.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما