الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينبغي إبادة شعب ؟

ابراهيم سبتي

2007 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا نعلم ما لسحر الأشياء المستحيلة والبعيدة المنال والميتة على قلوب وعقول بعض الشباب العربي . ولا نعلم من أين يأتون بالمفردات والمصطلحات القاموسية والمعجمية غير الموجودة أصلا إلا في بطون وعيون من أطلقها ومن آمن بها ..
ومن عجيب الامر ، ان بعض اصحاب العقول الطرية والبضة تتقبل هذه المفردات وكأنهم على موعد معها منذ ولدوا متناسين انها متعفنة ومتفسخة ومتحللة .
ان مصادر الفتاوى التكفيرية الموجهة ضد ابناء العراق واهله ، تستحق وقفة طويلة وتأمل .. انها خطيرة لدرجة الهوس والصعقة والجنون التي لا يحملها عقل ولا يصدقها احد .. كيف يريدون ان يدمروا تاريخ شعب موغل في بطن التاريخ بل هو احد الأركان المهمة في بناء التاريخ نفسه واحد أعمدة الفكر الإنساني ؟
كيف لهذا البعض ان يصدق ويؤمن وينفذ ببرودة اعصاب ودون وجل ، فتاوى قتل الناس وتدمير وتهديم أمكنتهم المقدسة التي صارت جزء من تاريخ امة وثقافة مهمة لشعب طيب ، بل هي ليس ملكا لمذهب او طائفة ، بقدر كونها صارت ملكا للتراث الإنساني باجمعه باعتبارها إرثا حضاريا مقدسا ومهابا .. انها احدى مصائب الدهر على العراقيين ، ان قوما يريدون الغاء تاريخهم ومن ثم اقصاء وقلع جذورهم من ارض النهرين التي ظلت عصية على الذوبان والتميع في متون التاريخ وبطون الحقب.. ولا يمكن باي حال ، ان نصدق حججا واهية غير مواكبة للتطور الزمني والإنساني وغير مسايرة لتطور الإنسان نفسه .. الكائن الذي كرمه الخالق بمزايا الإعجاز والتبجيل ورفعه درجات عن باقي الخلق .. الا يكفي ما حصل لبلاد العراق من ويلات حصدت المزروع من العقول وأماتت العلم وحجبت العدل وصبغت مياه النهر العراقي بالاحمر الدموي ومداد العلم الأزرق في السالف من الدهور وأغرقت أرضه وشطآنه بدماء ابنائه وهم الطيبون السباقون الى اغاثة الملهوف ونجدة المكروب وقهر الباطل الظالم ودعم الحق المحقوق إرضاءا للنفس والضمير ، عندما حاول الحاسدون الحاقدون طمس عنوان شعب والغاء حضارة حسدوا عليها ، فقتل من قتل وتوارى من هرب عنهم وترك غيرهم مهود العلم وهاموا على وجوههم في شوارع تكدست فيها الجثث .. اليوم اولئك يأتون بثوب آخر وبلغة هي لغتنا وبدين هو ديننا لكنهم ليسوا نحن ولا يمكن ان يصيروا كذلك .. كيف لشعب ان يتجاور مع قوم يفتون بحرمة عيشه وعمله وحياته وثقافته وجذوره واستباحة دمه ؟
وكيف لخطاب الدم ان يطفو فوق الخطب في المساجد والجامعات ويصول على ارض حوت أنفاس الدعوة الأولى والجهاد الاول ومنها انتشر الحق والعدل الى ارجاء الدنيا داعين الى سبيل الرحمة والحق المبين ؟ ايعقل ان تخلو الارض التي صدح اسم الله فيها كاول صرخة من عبد اسود فقير تواب مستغفر مؤمن ، من عقلاء يرجمون فتاوى التكفير ويكفرون كاتبيها ؟ الا يوجد عندهم عاقل او عقلاء يدحضون ويواجهون ويردون ؟ او هو قدر ناس العراق ان يروا العجب العجاب ويموتوا بمفاهيم مغبرة بخطب سود حالكة وبسيوف الغدر المسمومة من اخوة لهم في الدم والمصير واللغة ؟؟ اما آن وقت اظهار المخبوء والمسكوت عنه وكشف نوايا أهل الغدر ، أهل الجحود والقلوب السود المغلفة بغبار الحقد الدفين على بلاد عزيزة لم تذل احدا يوما من أية لغة او جنس وفتحت كل الأرض لهم ..
على أهل الحل والعقد كشف نوايا الفتاوى المعجونة بوصايا القتل واستباحة حرمات الناس ولا يهم ان كان المستباحة دماؤه ، طفلا أو شيخا أو امرأة فكلهم الوقود المستكين لنار هائجة لا تنطفيء الا بزوال الفتاوى سيئة الصيت وبزوال الافكار التكفيرية المعلبة فيها وبزوال الارهاب الذراع المنفذ لها وبدحر الاعلام المطبل لها .. والشعوب على وجه البسيطة لها مقدساتها ومعتقداتها وطقوسها ، تكن لها الاحترام والتبجيل وهذا حق من حقوق وجودها .. ان شعبا مسالما طيبا شهما لايمكن ان يستدرج لافكار متوحشة ذهبت واندثرت منذ قرون ، ولا يمكن ان نكون سوى ستار صلد من الوعي بخطورة ما يحدث ..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط