الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احدث النظريات المسخروية :الكون سينما اونطة !

فيليب عطية

2007 / 10 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من المعروف في تاريخ الفلسفة منذ ايام سقراط وزينون الايلي ان الصراع كان علي اشده بين مذهبين : المذهب المادي والمذهب الروحي ، وكان الصراع يتلخص في كلمتين : ايهما الاصل وايهما الصورة ؟ هل هي المادة التي نلمسها ونقيسها ونشمها ...الخ أم هي الروح التي تختفي وراء ضباب الكلمات لكننا نصر انها الخالدة والمتعالية والابدية وهلم جرا ....وكنا نظن ان الصراع قد حسم منذ ايام فرانسيس بيكون الذي صاغ بحسم اصول البحث العلمي والقي بكل ما يخرج عن تلك الاصول في صندوق القمامة . ورغم ان العلم منذ القرن السابع عشر قد حقق انجازات باهرة سواء في فهمنا للكون الذي نعيش فيه أو في تصدينا للكوارث والنكبات التي كانت تعتبر من فعل الارواح والاشباح كالزلازل والبراكين والاوبئة الاان المذهب الروحي عاد يعشش في اذهان الكثيرين باسلوب جديد يثير السخرية والاحتقار ،فلما لانستخدم المفردات العلمية في دحض العلم نفسه ، واهو مولد وصاحبه غايب !
احدث النظريات الرائجة الآن علي الساحة تقول بفجاجة ان المادة خيال في خيال ، ولهذا نحن نعيش داخل فيلم سينمائي ... اما لماذا لانحتج ونصرخ : سينما اونطة ...هاتوا فلوسنا ...فذلك لان الفيلم تديره الروح الخاضعة بدورها للروح الاعلي ...الله الحي المتعالي ....وحدوه !
اما طريقتها في اثبات تلك النتيجة العبقرية فهو اقرب الي اسلوب الاطفال السذج : انظروا الي العصفور ...ماذا يحدث ؟ اننا لانري عصفورا بل جملة من الفوتونات التي تسقط علي شبكية العين فتحولها الشبكية الي نبضات عصبية هي في الواقع شحنات كهربية تصل الي مركز الابصار في المخ فيحولها المركز الي صورة يقول عنها المخ انها عصفور ، ولأن هذا المخ قطعة من اللحم لاتساوي فلسا فيجب ان نقول أن الروح هي التي تتحكم في عملية الادراك ، وهذه الروح متصلة بالضرورة بالملأ الاعلي الذي يدير الفيلم الكوني باكمله فيخلق طيورا وعصافيرا نراها فنتصور انها موجودة وجودا مستقلا وهي ليست سوي حلم سماوي سوف نستيقظ منه يوما ...فلاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون !
يذكرني هذا بلص يجلس علي مائدة طعام متخمة بأطيب الاصناف ، وينظر الي صعلوك بائس بيده كسرة خبز صارخا : زعلان ليه ... كله خيال في خيال ...جتنا نيلة في حظنا الهباب !
الوجود او الكينونة الموضوعية للمادة لا تحتاج الي جهد كبير في اثباتها ، لكن المعضلة الحقيقية في اثبات وجود تلك الروح الفنتازيا
فسواء كنا ندرك تلك المادة بالحواس الخمس او بالاستدلال العقلي ، فان موضوعية وجودها ككيان مستقل عن كياننا لايقلل من شأنه طبيعة تلك الحواس ومااذا كانت تعمل بالبنزين او بالطاقة الكهربائية ..... اخذت الطبيعة ثلاثة بلايين سنة من اجل تطوير تلك الحواس منذ ان بدأت اول الخلايا المجهرية تتلمس طريقها عن طريق الشعيرات المنتشرة علي غشائها الخارجي ، وعندما تجمعت تلك الخلايا لتكون كائنا عضويا بسيطا تطورت الحواس بدورها ليظهر عضو الابصار وعضو الشم وغيرها من الحواس التي تتيح للكائن ببساطة الحصول علي الطعام اي الطاقة اللازمة لبقائه وعندما يلتهم الضفدع يرقة أو يلتهم الاسد غزالا فنحن لانري صورة تلتهم صورة بل نري قوانين الحياة بأجلي صورها ، ولم يكن الامر بحاجة بعد بلايين السنين من التطور الي تلك الروح المزعومة لتمسك بدفة الادراك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف