الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على تصريحات وزارة العمل

قاسم هادي

2003 / 10 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



صرح نوري جعفر المتحدث الرسمي بأسم وزارة العمل إن سبب البطالة في العراق هو تسريح الجيش و الشرطة و إلغاء وزارة الإعلام. نرى من الواجب الرد على تلك التصريحات. فرأينا  إنها محاولة لتغليف المسألة و إكساب الغلاف طابعاً كلياً. إذ أن حل الجيش و الشرطة و الإعلام كان جزئاً ضئيلاً من أسباب ألازمة و ليس السبب المباشر و الرئيسي، إلا أنهم يحاولون التبرير للأوضاع الحالية و التنصل من المسؤولية بالوقت ذاته. فمن المعروف أن ممارسات النظام البعثي الفاشي و الحروب أدت إلى تفشي البطالة، لكن الحرب الأخيرة و تدمير البنى الاقتصادية و كذلك عدم الجدية في خطوات الإدارة الأمريكية و خطوات وزارة العمل هي الأسباب الصريحة و المباشرة التي تفاقمت بها الأزمة و بقيت دون حلول. أما مسألة التيار الكهربائي غير المستقر من ناحية الوقت و من ناحية شدة التيار فهي سبب آخر يمنع الكثير من أصحاب المعامل و الشركات من إعادة تشغيل مصانعهم أضف إلى ذلك مخاوفهم بسبب الانفلات الأمني التي لم تحمله الإدارة الأمريكية محمل الجد. فاكتفت بتأمين حماية قواتها و المؤسسات التي تخدم تواجدها و حماية من يدور في فلكها، أما أمن الجماهير فيبدو أنها مسألة قابلة للتأجيل من وجهة نظرهم.

  بدل أن يصرحوا بهذا الكم الهائل الغير دقيق من الوعود كان عليهم صرف ضمان البطالة لحين توفر فرص العمل، التي لن تتوفر وبشكل إنساني على المدى المنظور. وبدل من التحجج بعدم كفاية الميزانية كان عليهم إعلان مصير مبيعات النفط و مصير أثمان و إيرادات العقود التي أبرمت و قبل هذا وذاك كان عليهم أن يعوا جيداً (الأمريكان و من يدور في فلكهم) إن كلفة حملة عسكرية لا تقف عند القتل الجماعي و حسب بل بإصلاح و إعادة تأهيل ما دمرته حملتهم الداعية للحرية و الديمقراطية، و إن كلفة طائرة سمتية واحدة صناعة، نقلاً و تجهيزاً بالصواريخ التي قتلت الآلاف من الأبرياء و دمرت منازلهم و مصادر عيشهم،.... كانت تكفي لدفع ضمان بطالة مناسب لآلاف من العاطلين عن العمل و تأمين قوتهم.

أما ما تتبعه وزارة العمل أو أمانة بغداد في مسألة التوظيف أو طريقة ما يسمى (بالتشغيل المتعاقب) فهي خطوات ساذجة لتوزيع البطالة بين العاطلين، و إن تلك المسكنات الضعيفة الوقتية غير علمية في إعطاء الخطوات الأولى لحل أزمة تعتبر من اكبر معضلات المجتمع في العراق.

 اننا نؤكد بهذه المناسبة مرة أخرى إن ازمة بحجم البطالة في العراق، لا يمكن الاختباء منها خلف هكذا تحليلات سطحية، و حلول هزيلة. إن البطون الخاوية لا تعرف الانتظار و لا يتوجب عليها ذلك اساساَ. فخطوات حل ازمة البطالة واضحة و معروفة و بسيطة و هي أولاً دفع تعويض للعاطلين عن العمل على شكل ضمان بطالة لا يقل عن مئة دولار شهرياً، رفع مستوى الاجور بما يناسب حياة انسانية كريمة لا يضطر بعدها العامل الى البحث عن عمل ثاني، تقليل ساعات العمل لما يوفره من فرص عمل للعمال العاطلين، منع عمل الاطفال، إقرار قانون عمل و ضمان اجتماعي تقدمي  و أخيراً توفير الظروف المناسبة لإعادة إعمار و تشغيل المرافق الاقتصادية.


قاسم هادي
سكرتير اتحاد العاطلين عن العمل في العراق.
‏23/10‏/2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة