الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام ..آلية ذات حدين..!!

السالك مفتاح

2007 / 10 / 28
الصحافة والاعلام


بقدر ما له من إمكانية هائلة وسلطة غير متناهية في التنوير والتبصير لمن يحسن التدبير ويجيد التوظيف، يمتلك كذلك قوة في التعتيم ..!! الاعلام له قدرة غير محدودة في سيولة المعلومات والمواقف وتبادل التجربة على نطاق واسع وفي ظل طفرة تكنولوجيا المعلومات اصبح جبهة جديدة دخلت على الخط للسيطرة والتغيير بجانب قوى الشركات والهيئات والقوة المتنفذة دوليا..!! وهو كذلك وسيلة لزرع القلق وخلق التسميم لمن بيده القدرة على الاحتكار والسيطرة على السوق، كما هو آلية للتغليط والتجهيل لمن يسئ الاستخدام او لا يعرف كيف يكيف السلطة التي تستحوذ عليها رؤوس الاموال وتدور بيد من به القرار..!! ذلكم بان التعامل مع سلطة غير مرئية امضى من سلطة المال، لما لها من نفوذ القوة في قلب حقائق وتغيير معطيات وتزييف مواقف، بخاصة زمن الحروب والازمات والمنافسة..!!
في ظل العولمة وما يرتبط بها من عالم السرعة، يدخل الخبر عالم النسبية بفعل الانتقائية التي تمارسها وسائل الإعلام والقائمين على الاتصال.. لدرجة ان الانتقائية تزاحم السبق الصحفي في قوة التلاعب بالاحداث وقلب المعطيات (جراء المعالجة وما يرتبط بها من تحريف او تشويه او بتر، او تقديم او تأخير او إلصاق صورة او اطلاق مسمى). الامر الذي يفتح الباب امام التاويل والقراءات او الشك والغموض التي قد تنجر عن اخفاء حقيقة او جزء ولو يسير من تلك المعطيات..!! وفي المقابل نجد النمطية او الصور الجاهزة التي تدعم هذا او تعضد ذاك لدى مستقبل تغزوه سماء مفتوحة، و تتلاقفه مواقف متضاربة وسط سباق محموم ..!! هنا تتيه الحقيقة بين ذهن غير مهيأ للتقبل، وآخر وصلته شذرات من قصة أو فرضت عليه معطيات بذاتها..!! تلكم هي براعة الاعلام وقوة الية بدت تأخذ سلما متقدما على غيرها من مصادر السيطرة والنفوذ، رغم انه يظل واجهة ليس إلا..!! كيف نوظف الإعلام الوطني وكيف نرقي القائمين على الآلية..!؟ اسئلة لابد من نبشها: كيف نرتقي بالرسالة.. كيف نمد القائمين على الاتصال بالمناعة ..!؟ كيف نؤهل الكادر الوطني في ميدان الصحافة..!؟ كيف يمكن التاسيس لمدرسة وطنية لترقية الرسالة الإعلامية ..!؟ وهل بالامكان التفكير في نادي يمد الصحفيين والعاملين في الميدان بالمستجدات..!؟ ما هو السبيل لسيولة المعلومات في حقل يدخل السباق في التحديث والتجديد والإبداع في ظل جمود الخطاب السياسي والركود الاجتماعي .!؟ كيف نساهم في تحديث تفكيرنا ومدنا بأساليب جديدة في المهنية..!؟ هل يمكن خلق المهنية الصحفية وسط أجواء تفتقد للمناخ المناسب والبيئة المواتية لمهنة خرجت من رحم المنافسة والسجال .!؟ ما السبيل للموضوعية في غياب المنافسة، وسيادة خطاب أوحد..!؟ كيف نفتح هوامش للراي الاخر ونخلق التفاعل ونغلق الابواب التي يفتحها هكذا خطاب..!؟ كيف نؤطر لخلق تفاعل مع الهئيات الدولية في إطار التعاون وتبادل تجارب..!؟ كيف نختصر الطريق عبر مشروع "مدرسة للصحافة" في التكوين والترقية، وبناء فضاء لتلاقح التجارب في ميادين الإعلام والاتصال.!؟ ماهي التحديات والرهانات لتجسيد هذا الحلم على الارض ..!؟ كيف ننمى التجربة الصحراوية والعصامية في الإعلام والثقافة ونجعل التكامل سيد الموقف..؟! ظاهرة الصحافة الإليكترونية التي بدت بين الطفرة والمحدودية، كيف نستفيد من تلك الفضاءات الجديدة وغير المستغلة، خاصة في المنابر الدولية..؟! كيف نقضي على الاجترار ونمطية ترويج الأفكار الجاهزة..!؟ كيف النهوض بالهوية وحماية الثقافة واقحام مجالات جديدة لتلميع الصورة..!؟ كيف السبيل لننقي الإعلام والثقافة من النمطية ونبعدهما عن دائرة الصور الجامدة في الأساليب والخطاب والمعالجة ..!؟ اسئلة بعضها يتطلب الاجابة واخر رهان بذاته وثالث يستحق التدبر ورابع مسؤولية الجميع ، وخامس تحديات الصفوة والقوى الطلائعية، كما هي رهان للقيادة وللمؤتمر الذي نرى انه وقفة جديدة في رحاب القضية..!! الى ذلك وجب التذكير بان الصحافة رسالة قبل ان تكون مهنة: من رحم المنافسة واتون الحروب والصراعات، خرجت .. في خضم السجال السياسي والثقافي، شبت وشمخت..!!
في البدء كانت الكلمة لسان حال السماء الى الارض، كما جاءت في صحف موسى ثم توراة وانجيل عيسى وزابور داود والقران خاتم الرسالات السماوية ..!! وهكذا حملت الكلمة على طول الارض وعرضها عبر الازمان بذور التغيير ولقاح تفاعل الحضارات، رغم اختلاف الرسالات وتبدل القيم واختلاف المصالح .. اذ بقيت الكلمة جسر العبور بين الماضي والحاضر والمستقبل ..!؟
الصحافة كانت رائدة ، بل هي النقلة التي احدثت الطفرة وأرخت للتحولات العظيمة التي عرفها العالم منذ اكتشاف الورق ودوران عجلة الصناعة .. في عصر التنوير الموسوم بالنهضة الصناعية.. وقتها لقبت الصحافة في الادبيات بوسام "صاحبة الجلالة " او السلطة الرابعة .. في عهد الاحترافية الذي واكب عصر الثورات السياسية والتغيرات الاجتماعية التي انجرت وواكبت الثورة البخارية والكشوفات الجغرافية وموجة الاستعمار، حملت لواء "مهنة المتاعب" .. ورغم المخاطر الجمة التي واجهت الصحافة والصحفيين بقيت محتفظة بقدس الرسالة، بل ان قادة الحركات السياسية والهبات الاجتماعية، اتخذت منها وسيلة ورسالة للمقارعة وللتبشير بالمبادئ والمثل التي حملتها الصفوة في مواجهة الاستعمارعبر امتشاق استنهاض الهمم ..!! في عصر ثورة المعلومات الذي انبلج مع موجة الثورة الاليكترونية وما انجر عن ذلك من تحولات وما رافقه من تموجات، بدأت الصحافة مبشرة بالنهضة الثقافية وحاملة رسالة التمهيد لعالم القرية .. فكانت الية ثقيلة من عتاد زمن العولمة وعصر التحديات والرهانات الكبرى، وسط عالم اختزلته وسائط الاتصال في شاشة بدل القرية..!؟ وهكذا تصبح الصحافة مهنة المسؤولية الاخلاقية قبل غيرها .. بل هي مهنة التحدي في عالم البصريات وثورة التطلعات، كونها مهمة الصفوة لما تقتضيه من حنكة وما تتطلبه من مراس ومسؤولية في القائمين عليها .. فالصحافة مهنة ومسؤولية: لما تنطوي عليه الرسالة من دقة وامانة، وما تتطلبه الحقيقة من انصاف وموضوعية وحياد .. مهمة نبيلة في رسالتها، لكنها خطيرة في ادائها ووقعها كونها مبنية على التزاوج بين السرعة والمصداقية..!؟ التوافق بين الموضوعية والمسؤولية..!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي