الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليونفيل وتنظيمات الجهاد المسلح في لبنان

محمد مصطفى علوش

2007 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ظهور ما يعرف بتنظيم "فتح الإسلام" في "مخيم نهر البارد" شمال لبنان العام الفائت وحتى اللحظة ، لا تزال القوى الأمنية اللبنانية تكشف يوماً بعد يوم شبكات وتنظيمات وخلايا جهادية جديدة تنشط على الأراضي اللبناني أو هي في طور التشكل والتكون ، وقد لوحظ تكاثر ملفت لهذه الخلايا في الآونة الأخيرة بعد قدوم القوات الدولية عام 2006 ومعركة نهر البارد عام 2007 . وقد كان من آخر ما اكتشف حتى اللحظة شبكة جديدة استطاعت قيادة الجيش اللبناني القبض عليها يوم الإثنين 14/10/2007 حيث جاء في بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش عقب الحادث ما يلي: "تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف شبكة ارهابية، كانت تعمل على مراقبة تحركات قوات اليونفيل العاملة في الجنوب اللبناني، وتخطط للقيام بعمليات ضدها، وتضم هذه الشبكة مجموعة من اشخاص غير لبنانيين"

بحسب المعطيات المتوفرة فإن الشبكة المقبوضة عليها تتكون من عشرة أفراد ، تم القبض على ستة منهم، في حين لا يزال رأس الشبكة متواري عن الأنظار، وقد تبين من التحقيقات ان الموقوفين الستة فلسطينيون يقطنون في حارة "الغوارنة الفوقا" في "مخيم البرج الشمالي"، وهي من أكثر حارات المخيّم فقراً وحرماناً . وقد اعترفوا بحسب المصادر المطلعة بتشكيلهم مجموعة جهادية هدفها محاربة الأميركيين والإسرائيليين وقوات اليونيفيل، وسبق لها ان خططت أكثر من مرة لتنفيذ عمليات ضد اليونيفيل، قبل أن يقبض عليها .

الموقوفون اعترفوا بأنهم "أقدموا في شهر تموز الماضي على زرع متفجرة على طريق جل البحر - العباسية في صور، وأرادوا تفجيرها بدورية من قوات الطوارئ الدولية، لكن خطأً تقنياً حال دون نجاحهم في تفجير العبوة عند مرور إحدى دوريات قوات الطوارئ. وعندما لم تنفجر، عمدوا إلى رفع العبوة من مكانها". وأنهم في وقت لاحق ، "كانت مجموعتهم تقوم بالإعداد لتفجير عبوة مزدوجة بقوات الطوارئ الدولية، فكان مخطّطهم زرع عبوتين في مكان واحد بمنطقة صور، ثم تفجير الأولى، وعندما تحضر فرق الإسعاف والتحقيق تفجَّر العبوة الثانية".

ورغم ثناء نائب الناطق الرسمي باسم القوات الدولية في الجنوب " آري غاي ننت" على القوى الأمنية اللبنانية لمحاولاتها الدائمة الكشف عن أي خطر يهدد الوجود الدولي في جنوب لبنان بقوله :"في ضوء الاعتداءات الارهابية ضد اليونيفيل والتهديدات والاعتقالات التي تمت، فإن اليونيفبل على يقظة وهي لا تزال تتخذ الاجراءات لدرء الاخطار لتحصين امن وسلامة موظفيها". وتنويهه بأن "مجلس الامن كان قد شدد في قراره الرقم 1773 على ان امن اليونيفيل اولا واخيرا من مسؤولية الاطراف كافة"، فلا يبدو أن القوات الدولية في مأمن من ضربات للقاعدة واخواتها في لبنان، فالخبير بأدبيات الحركات الجهادية المسلحة يعلم يقيناً أنها لن تتوانى عن استهداف القوات الدولية في جنوب لبنان ما استطاعت لذلك سبيلا ثم ان المراقب لسير الأاحداث منذ حرب تموز يجد انه مع ارتفاع عديد القوات الدولية صيف عام 2006 الى نحو 13 الفا وهي تتعرض لمحاولات استهداف من بينها اعتدائين خطيرين الأول استهدف دورية اسبانية في 24 حزيران الماضي في منطقة سهل الخيام جنوب لبنان حيث قتل ستة من عناصرها في حين أن الإعتداء الثاني وقع في 16 تموز مستهدفاً آلية تابعة للكتيبة التنزانية على جسر القاسمية شمال صور من دون ان يسفر عن اصابات .

كما أنه من المفت أيضاً ان معظم الخلايا التي تُضبط من قبل القوى الأمنية اللبنانية يتبين ان فيها عناصر فلسطينية إضافة لعناصر من جنسيات عربية أخرى ، ففي الخلية المضبوطة أخيراً تبين أن كل أفرادها من ميخ الراشدية ومعروف باسمائهم لدى سكان المخيم ولا يغلب عليهم الطابع المتدين المتشدد، الأمر الذي يطرح تساؤل حول دور المخيمات الفلسطينية في إيواء او تكوين هذه الخلايا والمجموعات.

فرغم أن التحقيق مع الموقوفين مؤخراً لم يثبت أي علاقة لهم بعمليات التفجير التي استهدفت قوات اليونيفيل سابقاً، في الخيام والقاسمية، أو بالتفجيرات التي حصلت في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانية، ولم يشر حتى اللحظة إلى شبهات حول علاقة الموقوفين بتنظيم "القاعدة" أو "فتح الإسلام". إلاً أن الجهة الممولة للخلية محصورة في أمير الخلية (ن. م.) المتواري عن الأانظار داخل مخيم عين الحلوة بحسب جريدة السفير وان –أي رأس المجموعة- يدور في " الفلك الاصولي ومناخ تنظيم القاعدة، وعلى ارتباط مباشر بجهة اصولية لها نفوذ اساسي في مخيم عين الحلوة، سبق ان رعت او سـهّلت تحركات لجماعات قريبة او تابعة لـ"فتح الاسلام ".

الأمر نفسه أكده لموقع "الخيمة" رئيس المكتب السياسي لـ"حزب التحرير" في لبنان "أحمد القصص" من ان للقاعدة وجود في لبنان يتمركز بأغلبيته في المخيمات الفلسطينية وتحديداً في في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

وفي الوقت الذي يشكك "القصص" بقدرة القاعدة في لبنان ، فإن رئيس "جبهة العمل الإسلامي" في لبنان "الداعية فتحي يكن" يصرّح لـ"الخيمة" أن تنظيمي "عصبة الانصار" و"جند الشام" تربطهما قرابة فكرية وعقديدية مع تنظيم "القاعدة" ولا يستبعد ان تكون هناك علاقة تواصل وتنسيق فيما بينهم.

هذا في حين تذهب بعض المصادر الأمنية المتابعة لإحتمالية ان تكون المجموعة التي ألقي القبض عليها واحدة من مجموعات عديدة تعمل كل منها باستقلال تام عن المجموعات الأخرى، ومن دون وجود معرفة بين أفراد المجموعات المختلفة، سيما أن هذا التوقيف للخلية الاخيرة جاء عقب توقيف أخرى مثيلة لها في شهر آب الماضي تتكون من فلسطينيين اثنين يشتبه بانتمائهما الى مجموعة "جند الشام" في مخيم عين الحلوة وقد اعترفا بمسؤوليتهما عن الاعتداء على الكتيبة التنزانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر