الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحب الحر

فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)

2016 / 2 / 14
الارشيف الماركسي




[وضعت اينيس آرمان، المناضلة الفرنسية المعاصرة للينين، مشروعا في مستهل عام 1915م لكتابة نشرة للعاملات عن العلاقات بين الرجل و المرأة وقد بعثت بمخطط هذه الكراسة إلى لينين الذي كان موجودا آنذاك في سويسرا، و قد أنحى عليها هذا الأخير باللائمة، برد لكن بحزم، في رسالتين منه إليها لمطالبتها للبروليتاريات ب" الحب الحر"، و قد نشر نص هاتين الرسالتين لأول مرة في موسكو عام 1939.]


- 1-

15 كانون الثاني 1915

صديقتي العزيزة،

أرجو منك المزيد من التفصيل في كراستك، وألا فإن أشياء كثيرة ستظل غير محددة.

أود من الآن أن أعبر لك عن رأيي بصدد نقطة محددة:

أنني أنصحك بحذف الفقرة الثالثة: " المطالبة (للمرأة) بالحب الحر"

فهذا ليس بمطلب بروليتاري، وإنما برجوازي!

ماذا تقصدين بذلك؟ ماذا يمكن أن يفهم من ذلك؟

1- التحرر من الحسابات المادية (المالية) في الحب؟

2- من الهموم المادية؟

3- من الآراء المسبقة الدينية؟

4- من النواهي الأبوية؟

5- من أراء "المجتمع" المسبقة؟

6- من البيئة الخسيسة (الفلاحية، البرجوازية الصغيرة، المثقفة البرجوازية؟)

7- من عراقيل القانون والمحاكم و الشرطة؟

8- من تبعات الحب الجدية؟

9- من إنجاب الأولاد؟

10- السماح بالزنى؟ الخ...

لقد عددت كثيرا من النقاط (وليس جميعها). و أنت لا تقصدين، هذا مؤكد، النقاط من 8 إلى 10، وإنما النقاط من 1 إلى 7، أو شيئاً قريبا من النقاط 1 إلى 7.

ولكن ينبغي، بالنسبة إلى النقاط من 1 إلى 7، اختيار صيغة أخرى، لأن الحب الحر لا يعبر دقيق التعبير عن هذا النوع من الاهتمامات.

إن الجمهور وقارئ الكراسة سيفهمان حتما من "الحب الحر" شيئا من نوع النقاط من 8 إلى 10، حتى ولم تشائي ذلك.

ولأن الطبقات الأكثر ثرثرة و الأكثر لغطاً و الأكثر "بروزا" في المجتمع الراهن تفهم بالحب الحر النقاط من 8 إلى 10، لذا فهذا المطلب ليس ببروليتاري وإنما هو برجوازي.

أما بالنسبة إلى البروليتاريا فان النقاط الأهم هي النقطتان 1 و 2، ثم النقاط من 3 إلى 7، ولكن ليس هذا هو "الحب الحر" بحصر المعنى.

وليست المسألة ما "تقصدينه" ذاتيا بهذا. وإنما المسألة مسألة المنطق الموضوعي للعلاقات الطبقية في الحب.

أصافحك مصافحة الصديق!

الرسالة الثانية: 24 كانون الثاني 1915

صديقتي العزيزة،

أعتذر عن تأخري في الرد عليك. فقد كنت أريد أن أفعل ذلك البارحة و لكن الظروف حالت دون ذلك ولم تسنح لي الوقت للكتابة لك.

فيما يتعلق بمخطط الكراسة، وجدت أن مطلب "الحب الحر" غير دقيق وانه يظهر، بغض النظر عن إرادتك و رغبتك (أشرت إلى ذلك بقولي: المسألة هي مسألة العلاقات الموضوعية الطبقية وليست مسألة رغباتك الذاتية) في الشروط الاجتماعية الراهنة كمطلب برجوازي وليس بروليتاريا.

أنت غير موافقة! حسناً، لنمحص القضية مرة أخرى.

رغبة مني في التحديد عددت عشرة تأويلات ممكنة (ومختمة في شروط صراع الطبقات) ولاحظت أن التأويلات من 1 إلى 7، ستكون في رأيي، نموذجية أو مميزة للعاملات، وأن التأويلات من 8 إلى 10 نموذجية بالنسبة إلى البرجوازيات. فإذا كنتِ تنفين ذلك فعليك أن تثبتي ما يلي:

1- إن هذه التأويلات خاطئة (وعندها يتوجب استبدالها بأخرى أو رد الخاطىء منها).

2- أو ناقصة (وعندها يجب تكميله).

3- أو أنها لا تنقسم إلى تأويلات بروليتارية و برجوازية.

و أنت لا تفعلين شيئا من هذا.

وأنت لا تتعرضين إلى النقاط من 1 إلى 7. إذن هل تعترفين (بوجه عام )بصحتها؟ إن ما تكتبينه عن "بغاء العاملات و تبعيتهن" "استحالة أن يقلن لا" يتفق تماما مع النقاط من 1 إلى 7. وليس هناك من خلاف البتة بيننا حول هذا الموضوع.

ثم أنت لا تمارين في أنه تأويل بروليتاري.

تبقى النقاط من 8 إلى 10.

أنت "لا تفهمينها تماما" و "تعترضين": "إنني لا أفهم كيف يمكن (أنها كلماتك) توحيد(؟؟!!) الحب الحر مع النقطة 10.

يتضح إذن أنني "أوحِد" و أنت على استعداد لتدميري و سحقي .

كيف ذلك؟

إن البورجوازيات يفهمن بالحب الحر النقاط من 8 الى 10 ذلك هو رأيي فهل تنكرينه؟ إذا قولي ما تفهمه السيدات البورجوازيات بالحب الحر؟ أنت لا تقولينه إلا الأذب و الحياة أن البورجوازيات على الضبط هكذا؟ إنهما يثبتان ذلك ! و أنت تقرين به بصمت.

و إذا كانت هذه هي الحال ، فهذا نابع من موقفهن الطبقي و من المستحيل و الساذج معا "إنكاره".

ينبغي أن نقيم حدا فاصلا واضحا ، و أن نعارضهن بوجهة النظر البروليتاية . ينبغي ان نأخذ بعين الإعتبار هذه الحقيقة الموضوعية و هي أنهن إذا لم نفعل، سيقتبسن من كراسة كتلك المقاطع ، و يفسرنها على طريقتهن ، و يعملن على أن يحولن كراستك الى سلاح في أيديهن، و يشوهن طبيعة أفكارك أمام العاملات، و يزرعن اللبس في عقولهن( بإيقاضهن لديهن الخوف من أن تأثيهن بأفكار غريبة عنهن ) و الحق أن في مناولهن ، هن، أكداس من الصحف الخ...

وأنت بتخليك كليا عن وجهة النظر الموضوعية و الطبقية، تنتقلين إلى " الهجوم" علي، متهمة إياي بأنني "أوحد" الحب الحر مع النقاط من 8 إلى 10.. هذا رائع.. رائع حقا...

"حتى الهوى العابر و العلاقات العابرة" "أكثر شاعرية و نقاوة" من " القبل بلا حب" المتبادلة عادة بين زوج و زوجة . هذا ما كتبتيه. وهذا ما تنوين كتابته في كراستك. مدهش.

هل هذه المعارضة منطقية؟ إن القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوج و الزوجة عادة دنسة. موافق. فبم تردين معارضتها؟ بقبلة مليئة بالحب، على ما يبدو؟ كلا، أنك تعارضينها بـ "الهوى" (ولمَ لا تقولين الحب) " العابر" (لمَ العابر؟). وينجم عن ذلك منطقيا أن هذه القبل العارية من الحب (طالما انه عابر) تتعارض مع القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوج و الزوجة.

غريب حقا! فليس من الأفضل، في كراسة شعبية، معارضة الزواج القذر و الدنيء غير القائم على الحب (انظري النقطة 6 أو 5 لدي) بالزواج البروليتاري القائم على الحب (على أن تضيفي، إذا كنت تصرين على ذلك، إن علاقة الهوى العابر يمكن أن تكون قذرة أو نقية).

أنت لا تقيمين تعارضا بين نماذج طبقية، و أينما بين حالات، أن لا أشك في أنها ممكنة الحدوث، و لكن هل المسألة مسألة حالات خاصة؟ و إذا ما أخذنا كموضوع حالة خاصة، حالة فردية من قبل دنسة متبادلة في زواج و من قبل نقية متبادلة في علاقة عابرة فمثل هذا الموضوع يصلح لرواية (لأن الشيء الأساسي في الرواية هو وصف أفراد و تحليل طبائع، و بسكولوجيا نماذج محددة). و لكن في كراسة ؟

لقد فهمتي تماما فكرتي بصدد الإستشهاد ،المساء اختياره،بكاي، عندما قلت بالفعل أنه من "السخف " لعب دور "أستاذ في الحب". صح. لكن دور الأستاذ في الحب العابر؟

إنني لا أريد الدخول في مناظرة. وكان بودي ألا أكتب هذه الرسالة وان انتظر مقابلتنا القادمة. لكني أرغب في أن تكون الكراسة جيدة، وفي ألا يتمكن أي إنسان من اقتباس جمل محرجة لك منها (إن جملة واحد تكفي أحيانا لتكون مثل قليل من العلقم). وفي ان لا يتمكن أي إنسان من تقويلك ما لم تقوليه.و إنني لو أثق هنا أيضا ان ما كتبته قد كتبته" من غير ان تريديه"، و إنني لا أرسل إليك هذه الرسالة إلا اعتقادا مني بأن تحيلك للمخطط سيكن أفضل، بعد هذه الملاحظات ، مما سيكونه بعد مقابلة ذلك أن المخطط شيء بالغ الأهمية.

أليست لك صديقة فرنسية اشتراكية؟ ترجمي لها (كما لو أنك تترجمين من الانكليزية) نقاطي من 1 إلى 10 وملاحظاتك على الحب "العابر"، الخ..

و أمعني النظر فيها و أصغي إليها بانتباه : ستكون هذه تجربة صغيرة لمعرفة ما سيقوله أناس من الخارج، و ما ستكونه انطباعاتهم ، و ما ينتظرونه من الكراسة.

أصافحك،

متمنيا لك أن يخف ألمك من أصداع الرأس وأن تتعافي بسرعة.

ف.إ.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحب البروليتاري
نعيم إيليا ( 2013 / 3 / 10 - 06:58 )
كيف يمكن لعاطفة إنسانية، أو غريزة إنسانية أن تتحول إلى فكرة سياسية ويصبح لها انتماء طبقي؟
هذا السؤال موجه للأستاذ مثنى حميد مجيد


2 - مع السيد عبدالرضا
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 3 / 10 - 11:44 )
شخصياً ( إذا سمحتم لا تزعلوا ترة القضية ما تسوه ) انا مع رد السيد عبدالرضا حمد جاسم في رده بعنوان : رد الى الصديق والزميل والرفيق ( نسيت الاخ ) لينين بأن الكلمة فيها ، سوف لا اقول فيها ولكن كان من الممكن ان تكون بشكل اسلس واقصر ودون هذه النقاط .. وخاصة المفاهيم حتى لو كانت علمية او فلسفية او حتى مادية احياناً تتغير من فترة لأخرى او من قرن مثلاً لآخر فحتى مفاهيم الحب ليست الآن كما كانت قبل قرن .. تجية للجميع ..


3 - الانسان والايدولوجيا
رائد الحواري ( 2014 / 2 / 17 - 04:29 )
لا يمكن ان نجد قانون يستوعب المشاعر الانسانية، لا لينين ولا غيره قادر على تحجيم المشاعر الانسانية ووضعها في قالب زجاجي، من هنا اعتقد بانهناك مفاهيم معينة في كل مجتمع تفرض نفسها على الفرد ـ هذا لا يعني ان يكطون هناك من هو قادر على اختلااقها ـ لكن في الاطار العام لابد من النظر الى علاقة الحب ضمن هذا المفهوم


4 - رقي الحوار
فرح سعادة ( 2015 / 2 / 14 - 09:28 )
العلاقات الانسانية بنظري ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بمدى تطور المجتمع الذي يولد به الفرد ،ومااعجنبني بل أذهلني بالمستوى الأرقى للحوار بين الاثنين وان ارقى مستوى للعلاقات وللحوار والمناقشة الذي نفقده نحن في مجتمعاتنا
مع كل التقدير


5 - طريقة الحب ثقافة جمعية
wafa ahmad ( 2015 / 2 / 14 - 09:45 )
حتما المجتمع والثقافة الجمعية فيه هي من تفرض اسلوب الحياة والتفكير على الافراد واء الاكل او اللبس او الافلام والاغاني والموسيقى والثقافة الجمعية للافراد تاتي من خلال نوع سياسة الحكومة التي تحكم الشعب والتي تتحكم بالاعلام والتلفزيون ومناهج التعليم الدراسية وننتهي بان
طريقة الحب تفرضها الثقافة الجمعية وبمحاورها التي ذكرناها سابقا
فكل عصر له طابع خاص بالتعبير عن الحب واليوم يوجد الانترنيت من خلاله يتعرف الافراد على بعض ويتزجون بعض وبالانترنيت نبعث الازهار لمن نحب بينما في القديم كان العاشق يتعب كثيرا ليوصل مشاعره لحبيبة وربما يتعرض للموت في الازمنة البدائية


6 - لينبن والحب والجنس والايديولوجية
طلال الربيعي ( 2015 / 2 / 14 - 13:00 )
لينين لا ياخذ بمعطيات البيولوجيا التطورية والعوامل الاجتماعية والحضارية في زمن ما, وعوامل الوعي الباطني, الخ. في تحديد العواطف المتحكمة بانجذاب الجنسين الى بعضهما البعض او شدتها او تحديد مشاعر احدهما للآخر. ففي المرأة, لا يتحدد انجذابها الى الرجل بمقدار قواه الجسدية وتكور العضلات, كما في انثى الحيوان, بل ان قدرة الرجل على تدبير امور العائلة المستقبلية وتحقيق الامن والاستقرار لعائلته هي المحك الاهم, مثل دخله المالي ومركزه الاجتماعي. اما الرجل فينجذب جنسيا الى المرأة اكثر اذا كان حجم حوضها اكبر للدلالة على خصوبتها واعادة انتاج جيناته. طبعا هنالك فوارق حضارية وفردية هائلة فلا يمكن التعميم الا في الحد الادنى. فمثلا في اوربا تعتبر نحافة المرأة مؤشرا كبيرا على جاذببتها الجنسية وتحديد عاطفة الرجل تجاهها او انجذابه الجنسي اليها, باعتبار فقراء اوربا لا يستطيعون الحصول على غذاء صحي لسعره المكف فيميلون الى البدانة, على عكس مناطق في شرق افريقيا التي تجبر العائلة فيها الفتاة الصغيرة على تسمين نفسها كدلالة على الجاه والغنى, وبالتالي توفير فرصة اكبر لها للحصول على زوج.
يتبع


7 - لينبن والحب والجنس والايديولوجية
طلال الربيعي ( 2015 / 2 / 14 - 13:01 )
اي ان العواطف البشرية, والحب بضمنها, لا يمكن تأطيرها ايديولوجيا او طبقيا بالشكل الذي يحدده لينين او المناضلة الفرنسية اينيس آرمان.
مع وافر تحياتي الى الاستاذ العزيز العزيز نعيم إيليا والزملاء المعلقين الآخرين.

اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل