الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغيثوا الدفق من العدم

بريهان قمق

2008 / 3 / 4
القضية الفلسطينية


إنها : "محرقة" تلك التي وعدت بها إسرائيل الشعب الفلسطيني، تتواصل فصولها في قطاع غزة... المحرقة التي أثارت لغطا داخل المجتمع الإسرائيلي ، على اعتبار ان التعبير مقدس ولا يستحقها أهل غزة ، وهاهم قد خرجوا عن طورهم في غضبة على من روج لهذا التعبير في وسائل الإعلام ، مطالبين استخدام تعبيرات أخرى شريطة عدم الاقتراب من مفردة : "محرقة" لأنها ملك وعيهم وذاكرتهم فقط .!!
إنها : محرقة تلك التي خرجت خلسة من أدبيات القتلة ، حاملة كل معاني الإبادة .. أما الأبرياء المدنيين الذين يتساقطون بالعشرات فهم الشهود على فصل غير المسبوق من جرائم العصر ترتكب في ظل صمت يلف ديار العرب والمسلمين حتى عن الشجب والاستنكار - وهو أضعف الإيمان- و يقترب من إدارة الظهر ، تاركين تمرير المشاريع الأمريكية الإسرائيلية تعمل على تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير .
الجرائم الإسرائيلية ما كان لها أن تحصل أو أن تستمر لولا التواطؤ الأمريكي، ولولا العنصرية الغربية، ولولا الصمت العربي، ولولا العبث الفلسطيني. فالولايات المتحدة تشجع الكيان الصهيوني في عدوانه لأنها بعد أن باءت محاولاتها لجعل العراق جسرا إلى صياغة الشرق الأوسط ، عادت إلى أسلوبها القديم باستخدام إسرائيل أداة تقربها مما تطمح إلى تحقيقه.. والغرب عموما وأوروبا تحديدا تكتنز في تاريخها وفي سياساتها تحيزا يجعلها لا ترى في ما يجري ما يستحق الصرخة ضد الجرائم الإنسانية..!! يجتمع إلى ذلك أن تاريخه المعاصر مملوء بالشناعة ضد اليهود، تجعله يسعى إلى مقايضة السكوت عن الجرائم الصهيونية ضد العرب بالصمت اليهودي عما جنته يداه في حقهم.
المثير للخيبة أن ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة، وما يتعرض له العرب من تهديدات باتت طبولها قريبة جداً وتصم الآذان ، لكنها لم تحرك ساكناً في القارب العربي الذي باتت أشرعته ممزقة وأمسى مهدداً بالغرق كاملا .!! لكأن ما يجري هناك في زيمبابوي أو بلاد الواق واق وليس على الأرض العربية..!!
فهذا الصمت العربي قد أرسل بكل الرسائل الخاطئة سواء إلى اسرائيل أو من يدعمها ، وهو سكوت قد ألحق الضرر بالمصالح العربية القطرية والجماعية على حد سواء ، و السكوت أو الخرس العربي الرسمي لا يعني فقط عدم الإدانة أو الاستنكار، فهذا لا يكفي إطلاقا في وجه محرقة تبيد وتدمر البشر ، إنما الخرس هو التردد في التوحد على إجراءات ضد هذا العدوان، ولهذا أوجه كثيرة سياسية واقتصادية وإعلامية.
إن محرقة قطاع غزة، تشكل وصمة عار ليس على جبين الكيان الصهيوني والولايات لاحقة. فقط، فهما قد قرّرا ترتيبها وتدبيرها وتنفيذها بقرار، إنما العار على جبين العالم كله، وما يسمى بالمجتمع الدولي، وعلى الحضارة الإنسانية برمتها وعلى العرب إن طال أمد خرسهم وهذا التبرير الأعمى للإرهاب الصهيوني المتصاعد،والذي يعلن على الملأ أنه سينفذ محرقة، ويشرع فوراً في تنفيذها على أجساد أطفال فلسطين وشبابها ونسائها وشيوخها الذين يستصرخون كل ضمير حي ، كما يستصرخون لوقف مصيبة صراع السلطة وحماس ، فالأرض والشعب والحلم الفلسطيني كان وما زال المتضرر الأول والأخير من النزاع الفلسطيني- فلسطيني .الذي تحول في فترة ما إلى حرب باردة وأوشك أن يتحول إلى حرب أهلية في فترة لاحقة . المستفيد الأوحد من هذا الانشطار الذي هدد بالتذرر الوطني هو المحتل دون أدنى شك ، لأنه محظوظ إذ وجد من ينوب عنه في القيام بدور العدو التاريخي والجغرافي والجذري في مضاعفة الحصار، وإعدام الخيار الوطني المنتمي لإنسانية الفلسطيني وحقه في التنفس والكلام والأمان والسلام ..
الحوار بين فتح وحماس لم يعد مرتهناً للمواقف السياسية و الايديولوجية فقط، بل بات مصلحة وطنية وضرورة دفاعية. وقد آن الآوان لإغلاق أفواه أصحاب غرغرة الكلام ممن نافقوا بما فيه الكفاية احد الطرفين ، أو ممن أشعلوا غابات الفتنة في البيت الواحد ، بغية سد ثغرة القربة المثقوبة كي يكون للنفخ الفلسطيني ، ثمة جدوى وقيمة ..
أغيثوا غزة، أعينوا أهالي غزة، تحركوا لكسر الحصار عن أبرياء غزة، تضامنوا مع قطاع غزة في محنته، امنعوا الكارثة عن أبناء غزة..
كثيرة هي النداءات التي تصدر، والاستغاثات التي بحّت الأصوات لكثرتها، ولا من مجيب، والحال من سيئ إلى أسوأ ...
أترى أهنالك ما هو أسوء من هذا الأسوأ ..!؟؟ أم ان قلوبكم سَتُنْبِت لأهل غزة ، وللشعب الفلسطيني بكامله ثمة نهار كي يتغير الحال الى حالٍ ليس بمحال ..!!
أيها العالم أغيثوا أهل غزة.!!
أيتها الكائنات الحية أغيثوا الدفق من العدم..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE