الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى زملائي في التي كانت قلعة الحريات

سامر سليمان

2008 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هل يقبل زملائي في نقابة الصحفيين أن تسيطر أقلية من حوالي 4 أشخاص يقودهم عضو مجلس النقابة – جمال عبد الرحيم – على نقابتهم بالعصي وبالإرهاب؟ هل يقبل زملائي أن يتم التطاول على النقيب الذي أعطوه ثقتهم وأن يتم دفعه بالأيادي واتهامه بأنه فاسد ومرتشي وليس له ملة أو دين؟ هل يقبل زملائي أن نؤجر قاعة في النقابة لعقد المؤتمر الوطني الأول لمناهضة التمييز الديني تحت شعار "مصر لكل المصريين" وأن وندفع المقابل المادي ونحصل على وعد من النقيب بالمشاركة، فنأتي يوم المؤتمر لنجد النقابة مغلقة بالمفتاح، فنقرع على الباب فيفتح لي زميل يرتدي البيجاما والشبشب ويقول لي أن المؤتمر قد ألغي. أي تهريج هذا؟ إني أتقدم بشكوى إلى كل زميل وزميلة مما حدث وأطالب بتحقيق فوري أواجه فيه من تحرشوا بنا وتطاولوا على النقيب وداسوا على كل قيم مهنة الصحافة وكل أصول نقابة الصحفيين. لقد اعتذر لنا النقيب عن عدم قدرته على الوفاء بالتزامه وجاء إلى المؤتمر الذي انتقل إلى حزب التجمع وافتتحه كما كان مقرر، وحاول أن ينقذ ما تبقى من شرف النقابة. ولكن القضية لا تزال مفتوحة ولن نغلقها أبداً حتى يعرف الكل حقيقة ما جرى وحتى يحاسب المخطيء.
ما هي خطيئة المؤتمر؟ شعارنا هو "مصر لكل المصريين". والأساس الشرعي للمؤتمر ليس مجرد قانون أو قرار إداري، ولكن المادة 40 من دستور جمهوريتنا.. تلك المادة العظيمة القائلة بأن "المواطنون لدى القانون سواء، متساوون فى الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة." لقد عقدنا مؤتمرنا لتفعيل المساواة بين المصريين. لقد أرادوا منا أن نستبعد الدكتورة بسمة موسى الاستاذة بكلية الطب من المؤتمر لأنها بهائية. بالله عليكم قولوا لنا كيف نستبعدها؟ إذا كان المؤتمر من الأصل منعقد لمناقشة مشاكل التمييز بسبب الدين. الاستاذة المرموقة – مثلها مثل كل البهائيين – محرومة من أبسط حقوقها الدستورية والانسانية في أن يكون لها بطاقة هوية وجواز سفر. لماذا؟ لأنها بهائية. لقد سألني الاستاذ جمال عبد الرحيم.. "انت بهائي". فقلت له لا ولكن البهائيين مصريين زيي زيك، ولهم كل الحقوق. فقال لي "لا دول مشي زيي." إذا كان الاستاذ عبد الرحيم طائفي ويرى أن هناك بشر ليسوا ببشر لأن ديانتهم لا توافقه فلماذا يهدر وقته في التهجم علينا؟ فليؤسس حزباً ينادي بحذف المادة 40 من الدستور، حتى لا يضطر إلى استخدام العصي والشوم معنا فيعرض نفسه للمساءلة ويعرض نقابتنا للعار.
زملائي في النقابة.. من الأخر، لن ترى مصر ديمقراطية بدون إرساء قاعدة المساواة بين المصريين وبدون وجود تيار وطني قوي يعود إلى شعار "مصر للمصريين". كل المصريين. واحد ناقص لأ. عودوا إلى كتب التاريخ، استشيروا أساتذة التاريخ الأكفاء وأسألوهم. هل كان من الممكن أن تقوم ثورة الاستقلال المجيدة في عام 1919 بدون تسوية المشكلة الطائفية والتي لخصها شعار "الدين لله والوطن للجميع"؟ زملائي. اسألوا خبراء السياسية.. هل لديهم "تخريجة" أو "تلفيقة" توفق بين الديمقراطية وفرض عقائد على بعض المواطنين والتمييز ضد بعضهم الأخر بسبب ديانتهم؟ زملائي.. لقد نجحنا في عقد مؤتمرنا خارج النقابة. ما يحزنني في الأمر أنه عندما يكتب تاريخ التحول الديمقراطي في مصر.. ستذكر نقابة الصحفيين في أحد الهوامش باعتبارها سقطت يوم 11 أبريل في يد حفنة من أعداء الديمقراطية والانسانية والتقدم وقبل كل شيء أعداء مصر. أناشدكم التحرك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة