الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإضراب مشروع مشروع .. ضد الفقر و ضد الجوع

عبد المجيد راشد

2008 / 5 / 4
الحركة العمالية والنقابية


ماذا يملك الشعب الأعزل كى يعبر عن اختناقه و ضيقه و مرارة حلقه من سياسات لا تخدمه و لا توفر له أدنى متطلبات الحياة .

ماذا يصنع أمام مئات المشاكل اليومية التى يعانيها، من رغيف الخبز الى الدواء ، مروراً بفواتير الكهرباء و الماء و الصرف الصحى و التليفونات و الغازو مصروفات التعليم و المواصلات و كل أنواع البلاء الأزرق الذى تبتلينا به حكومة رجال جمال مبارك .

ماذا يفعل شعبنا المصرى العظيم و هو يرى أن عصابة مجرمة متوحشة تنهب الوطن صباحاً و مساءاً دونما ضابط و لا رابط .

صبر شعبنا حتى عجز الصبر عن صبره.

تحمل الى آخر حدود طاقة النفس .

حاول بكل الطرق أن يدبر أمر يومه و لم تنجح أى محاولة .

جرب كل الحيل و الألاعيب و لم تفلح أي منها فى توفير الحد الأدنى .

ووصل الأمر إلى الشهادة فى سبيل رغيف الخبز.

و الشهادة فى سبيل فرصة العمل .

و الشهادة فى سبيل تذكرة فى قطار درجة ثالثة .

و الشهادة فى سبيل تذكرة على عبارة لقضاء فريضة الحج أو العمرة .

و الشهادة فى سبيل الحصول على الدواء و العلاج فى مستشفى حكومى .

و انتقل أخيرا من خانة الشهداء الى خانة المنتحرين لعجزهم عن الوفاء بزجاجة زيت و ببعض الفول و الأرغفة لأسرتهم البسيطة .

فماذا ينتظر من يشبهون الرجال فى لجنة الكوارث و الإنتكاسات المسماة زوراً و بهتاناً بلجنة السياسات .

ماذا ينتظر أعضاء عصابة نظام الذل و المهانة و الفساد و الاستبداد من شعب مصر العظيم .

أما زالوا يتوهمون أنهم قادرين بعصى الأمن الغليظة و قنابله المسيلة للدموع و رصاصه بنوعيه الحى و المطاطى و بسجونه و سلخانات شرطته أن يستمروا فى قهر الشعب و إذلاله و القضاء عليه بإعتباره عبداً لإحساناتهم و عالة عليهم و أرقاماً زائدة عن الحد .

لا و ألف لا .

قالها شعبنا العظيم فى السادس من إبريل ، و سيقولها فى الرابع من مايو ، و سيستمر فى قولها حتى إسقاط نظام الفساد و الاستبداد و القهر و الفقر و المهانة .

سيقولها شعبنا العظيم الذى قرر أن ينتزع حقه فى الحياة بكل ما تحمله من معنى .

سيقولها بكل الطرق و الوسائل و الأساليب . من التظاهر و الإعتصام و الإضراب و كل أشكال ووسائل انتزاع الحقوق .

سيقولها شعبنا و لن يهدأ له بال ، أو يرتاح له جفن ، أو تطمئن له نفس ، أو تنطلق له روح ، أو يستريح له جسد ، إلا و هو يرى بأم عينيه لحظة سقوط نظام الفساد و الاستبداد و المهانة و الاستعباد . و يلقن كل جبار و مستبد و متسلط و متغطرس درسه المممتد من أول التاريخ ، ليعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .

سيقولها و يتحرك لتجسيدها على امتداد أرض الوطن ، فالحياة أصبحت جحيماً لا يطاق ، و البؤس الإقتصادى و الاجتماعى أصبح عنواناً لكل أسرة ، و الذل الوطنى و القومى أصبح مرادفاً لسياسات نظام العصابة الحاكمة المتحكمة .

و مازالت آذانهم من طين و عجين ، و كأنهم لم يسمعوا صيحة أحمد عرابى فى وجه الخديو العميل توفيق عندما قال له : ما أنتم الا عبيد إحساناتنا .

فرد عليه بصيحته الشهيرة :

" لقد خلقنا الله أحرارا ًو لم يخلقنا تراثاً أو عقاراً ، فوالله الذى نفسى بيده لن نورث و لن نستعبد بعد اليوم " . و كأنهم لم يستوعبوا جيداً قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر :

" ارفع رأسك يا أخى فقد مضى زمن الاستعباد "

سيقولها شعبنا العظيم فى الرابع من مايو ، كما قالها فى السادس من إبريل ، و سيستمر فى طريق انتزاع حقوقه و عزته و كرامته من براثن عصابة الفساد و الاستبداد ، و بكل طرق ووسائل و أدوات العصيان المدنى .

فما عاد يجدى نفعاً أن تكتظ السجون بالمناضلين الشرفاء ، فقد تحول الوطن كله من شماله الى جنوبه إلى زنزانة كبيرة تتسع للملايين من شعب مصر العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس