الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبس الماركسية والاشتراكية في منفستو الحركة الشعبية

عبد الفتاح بيضاب

2008 / 6 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تماما غير مختلفين مع الأستاذ السر مكي والأستاذة أمال عباس في التقريظ والتهنئة للرفاق في الحركة الشعبية على إتمام المؤتمر الثاني في مفاصله التنظيمية على أحسن ما يكون، جولة قياديين على مدن السودان المختلفة للإشراف على المؤتمرات القاعدية واختيار ممثليهم للمؤتمر، تجاوز الأزمة المشروعة في التطلع للقيادة حرصا لمزيد العطاء، قرار المؤتمر بإعادة انتخاب أو إعادة الثقة في القواعد لعضوية مجلس التحرير، الخطاب الضافي للزعيم سلفاكير وبصمات الديمقراطية الواضحة عليه....الخ، كل ذلك عمل يهم الحياة الداخلية لتنظيم الحركة في المقام الأول رغم العلاقة بينه كعامل ذاتي والمنفستو المقدم لتحليل ودراسة القضايا المطروحة فيه كواقع موضوعي والآليات والوسائل المقترحة اجل السير بخطي ثابتة جهة الغايات والأهداف المرجوة وهذا حتما يهم الناس وحياتهم سيما تجاه الحركة ووضعها المزدوج فيدها اليسري مع المعارضة وتمد يمينها للسلطة في إنفاذ الاتفاقية هدف التحول الديمقراطي، بجانب أن الحركة مرجوة فينا من قبل ومستقبلا فهي قاعدة قوى اجتماعية لبرنامج المستضعفين والفقراء والمهمشين الذين تفوق نسبتهم (90%) من السكان لهذا كله دوما نتفحص المنفستو وتسن الأقلام، وان تظاهرنا ببعض عبارات عداء ولكن في الباطن كل الود والتقدير والتحية للحركة الشعبية وباختصار (هركة شأبية وي ي ي!!!).
جاء في مقدمة المنفستو الاهتداء والاستناد إلى قليل من قبس الماركسية والمدارس الاشتراكية المختلفة كأحد المعارف والنظريات التي توصلت لها البشرية ولكن المتفحص أو القارئ للمنفستو يندهش حين لا يجد حتى أثرا لذلك فجوهر الماركسية هو منهجها المادي الجدلي لدراسة الواقع وتغبيره صوب الاشتراكية ففي تحليل المنفستو لمشكلة السودان يري أن المكونين العنصري والديني أي العروبة والإسلام هي أصل وجذور المشكلة الراهنة وهي التي أدت لحالة الاحتراب والتوتر والشوفونية والشمولية والتنمية غير المتكافئة أي بمعني أخر جعل المنفستو من العامل الثقافي في محاوره المختلفة أصلا للصراع فالماركسية رغم اعترافها بالاستقلالية النسبية لعامل الوعي الاجتماعي ودوره النشط في دفع الثورة والتغيير لكنها في ماديتها تؤمن بان العامل الاقتصادي في العمل وتقسيمه وفي سياق الإنتاج هي أصل الصراع ،هذا احد الجوانب الهامة في الماركسية بل هو المسألة الأساسية في المعرفة الماركسية حيث الوجود الاجتماعي اسبق ومسببا للوعي.
وأيضا حيث تحولت الماركسية لعلم ونظرية للثورة الاجتماعية جعلت من الاشتراكية والشيوعية ميسا لها وفي منفستو الحركة تصريحا لا تلميحا ورد اتخاذ الاقتصاد الحر نمطا اقتصاديا في أطروحة الحركة مع الاجتهاد والبحث عن طريق اقتصادي عالمي جديد أو بمعني كهذا،فلا يبدو أي قليل من قبس الماركسية ولا أي مدرسة من مدارس الاشتراكية في هذا فيلح السؤال لماذا تنتصب في ديباجة هامة مثل المنفستو إشارات لنظريات ومعارف لا يمت لها البرنامج بصلة؟!
والذي نخشاه سوق العبارات والمرجعيات المتعددة اجل إرضاء تيارات فكرية متصارعة داخل الحركة مما يتيح مجالا للاختلافات في مجري التنفيذ وشياطينه.
كما عرف عن الماركسية النقد والنقد الذاتي(لها كان أو عليها) في أحزابها فمثلا ما زالت عضوية وجماهير بل أعداء الحزب الشيوعي السوداني يطالبون قيادته في النقد الواضح والمقنع تجاه مواقف في مثل دخول مجلس الفريق عبود وانقلاب مايو، أو يوليو أو حتى الآن المشاركة في المجلس الوطني للإنقاذ ،وقبل الأحزاب فان الأممية العالمية انتقدت مواقفها من كومونة باريس(مثلا) حين علمت أن تحليل الفوضويون أكثر صحة، فلماذا عبرت ومرت الحركة الشعبية على موقفها من انتفاضة(ثورة) ابريل الشعبية وما عقبها من حكومة وطنية ويعتقد كثير من الناس أن الحركة كانت احد أهم الأسباب التي وأدت الانتفاضة وتجربة الديمقراطية الثالثة أو على الأقل أنهكت قواها فيظل مطلبا هاما وضرورة هذا النقد للحركة الشعبية ولجماهير الشعب السوداني في آن.
كما تعتقد الماركسية بان التراكم المعرفي والممارسة هي أحد أهم الوسائل المفضية لنمو وتطور الحركة الثورية(حركة التغيير عموما) ونحن نعتمد اللامركزية في الاتفاقية كوسيلة هامة في جدل المركز والهامش ليس من المفيد لمستقبل الحركة تجاهل تجربة الحكم الذاتي(اتفاقية أديس) والتي لم تترك مجالا لمغالطة في أنها أهدت للسودان وبنيه عقدا من الزمان سلاما واستقرارا وتنمية وديمقراطية بلا مثيل قبل ولا بعدها كما برهنت بما لا يدع مجالا للشك بان الحكم الذاتي الذي تبنته القوي الوطنية شمالا وجنوبا هو الأصلح بهذا الواقع المعطي مهما بذلت كل القوي من مسوغات لحق تقرير المصير في طواعية الوحدة.
زد على ذلك أن الماركسية لا تنظر للأشياء والعمليات والظواهر في معزل عن كل العوامل المحيطة بها فدوما لا يلقي الإخوة في الحركة الشعبية أو الجنوبيين عامة بالا لدور المستعمر البريطاني في هذه القضية ويعرف الإنسان البسيط سياسة المستعمر الاستعماري ودوره أم فات علينا 1917 قانون المناطق المقفولة وخذ 1930 سياسة جنوب السودان ......الخ، ومانتج عنها بإبعاد الجيش الشمالي، والموظف والتاجر، ومختلف المهن حتى تحريم لبس الجلابية والعراقي أو أي ملبس بعكس ثقافة الشمال، أم ننسي دوره في قلة نشر التعليم بطرد المدرسين وقفل المدارس وترك التعليم والمنهج للمدارس الإرسالية مما اضعف المخرجات التعليمية كما ونوعا في الجنوب.
وهاهو التاريخ أخشي أن يعيد نفسه لو لم تفتح الحركة برنامجها لحوار عميق داخل هيئاتها ومع الآخر الوطني الديمقراطي أحزابا أو أشخاص لأنه بالضروري لا يفوت على احد الاستعمار الحديث المتمثل في الاقتصاد الحر أو المعولم والذي تعتمده الحركة برنامجا وطرحا اقتصاديا،ضف لذلك طرد البنوك الإسلامية من الجنوب مما يتيح لمؤسسات مالية رأسمالية عالمية كبديل مصرفي وتمويلي واستثماري، كما أيضا من الهام جدا في أفعال اللامركزية ومضمونها الشعبي والديمقراطي ممارسته الحقيقية على ارض الواقع في المستوي الرابع للحكم(الحكم المحلي) والذي ظل منذ أول قانون للحكم المحلي في العشرينات حتى الآن (نيفاشا ودستور 2005م) شأنا ولائيا أو إقليميا كما جاء في الدستور في جداول الاختصاصات،الجدول(جـ) تحت اختصاصات الولاية الفقرة(3) الحكم المحلي وهو بهذا لا يخدم الشعبية السياسية وديمقراطيتها لأنه بذلك لا يفكك المركز بل يعيد إنتاج مراكز أخرى هي حاضرات الولايات فلننتبه جميعا وقلبي على وطني.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا