الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باتت الثورة تأكل أبناءها

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2008 / 6 / 16
القضية الفلسطينية


يبدو أن الثورة دوما تأكل أبناءها بدلا من أن تأكل أعداءها حين يفقد الثوار حميتهم .
هذا ما يقوله لسان حال الفلسطينيين في هذه المرحلة الخطيرة والمعقدة من تاريخ الثورة الفلسطينية , هذا إن كان يصح الآن تسميتها بالثورة بعد غياب المواصفات الثورية وحيادها عن مسارها الصحيح .
أصبح الفلسطينيون بحاجة لوسطاء عرب وعجم من أجل توافق يلم شملهم ولم يعد هنالك خجل ولا وجل من دعوة طرف للآخر للحوار اللا مشروط وردود أفعال عنادية من الطرف الآخر .
وبدلا من أن يكون الفصيلان الأكبر في الساحة السياسية الفلسطينية كقطارين متوازيين يسيران في نفس الاتجاه ولا يصطدمان , أصبحا متنافرين ينطح كل منهما رأس الآخر ليقضي عليه ظانا أنه بذلك يسيطر على المسار ناسيا أنه يدمر الطريق بأكمله .
هذا الحال والتناحر القائم والصراعات بشتى أشكالها في الضفة والقطاع نزعت عن الشعب الفلسطيني الهالة المضيئة التي أحاطت به عبر عقود وجعلته رمزا لأحرار العالم , فتارة تجدنا في مكة , تارة في اليمن , القاهرة , وصولا إلى السنغال وما بعد بعد السنغال , ولربما المحطة القادمة تكون في سطح القمر ليختلي ممثلو الطرفين ببعضهما ويصدقا في قولهما وفعلهما ويفهما أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة لوساطات ولا تدخلات ولا شيء أكثر من بوادر حسن نية صادقة بعيدا عن الاختطاف والاعتقال والتعذيب والقمع لكل من يرفع صوته من جهة , أو استخدام سيف الأرزاق المسلط على الأعناق من جهة أخرى .
ظواهر شاذة وكريهة , دخيلة على الشعب الفلسطيني , ولم تكن يوما منهاجا ينتهجه , ولم يكن يوما يسير وفق معايير إقليمية آخر همها تحرير فلسطين , وهمها الرئيسي هو جعلنا ورقة رابحة يلقونها على طاولة مقامراتهم السياسية لأجل الحصول على مكاسب ذاتية لصالح أوطانهم مسقطين كذبة القومية والوحدة العقائدية والتي يلوحون بها حسب تطورات المشهد الفلسطيني , وفي المحصلة الكل يكسب وفلسطين وشعبها هم الخاسرون , الذين خسروا صورتهم الثورية النقية وخسروا توحدهم ناسين قول رسول الله " ص" ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) , ومن يرفع شعار الدين الحق عليه أن يتمسك بقول الرسول الكريم بأن يبادر بالبناء والتوحد لا بالهدم والكسر لما بني .
إننا في مرحلة حاسمة يجب أن يكون للشعب فيها وقفة ليقول لا للتفرق والانقسام , لا للاضطهاد والقمع سواء الجسدي أو المعنوي , فقد وصلت الأمور لحد يفوق الوصف في كراهته , إذ يطعن الأخ أخيه والابن أبيه وأصبحت العداءات الشخصية سيدة الموقف , والبغض من شخص لآخر كاف في غزة ليذوق ألوانا من العقاب والعذاب والمحاسبة دون حتى الرجوع للأسباب .
وبات الحال في الضفة يدعو للقهر , إذ تكفي ورقة بالية يرسلها غالبا حاقد لا يحمل مصداقية لتقضي على مصدر رزق أسرة كاملة حين ينقطع راتب معيلها بعد تقرير كيدي لا يفكر أحد بالتحقق من مصدره أو صحة ما ورد فيه.
فهل هذه ثورتنا التي عرفناها وكبرنا تحت ظلها واكتوينا بنارها ؟
هل آن الأوان لتأكل الثورة أبناءها بدلا من أعدائها ؟
فلينظر كل عاقل في هؤلاء وأولئك أين وصل الحال بين أبناء الشعب الواحد , وهل هنالك ما يستحق النزاع لأجله ونحن ما زلنا تحت وطأة الاحتلال نحيا في أرض مغتصبة أرضا وبحرا وجوا , ولا نملك حتى حق التنفس دون إذن صهيوني .
أما آن الأوان لحسم كل هذه الظواهر البغيضة والتخلي عن الحبال المهترئة التي يراهن عليها هنا وهناك على حساب الشعب وحده ؟.
لقد طالت غفلتنا ويقينا لو استمر الحال على ما هو عليه فلنقل جميعا على فلسطين وشعبها السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان