الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة كإيديولوجيا

كارل ماركس
(Karl Marx)

2022 / 5 / 7
الارشيف الماركسي


خلافا للفلسفة الألمانية التي تنزل من السماء إلى الأرض، نصعد هنا من الأرض إلى السماء – وبعبارة أخرى، فنحن لا ننطلق مما يقوله و يتخيله ويتصوره البشر، ولا من ذاتهم كما تتجلى في الكلام والخيال و الفكر وتصور الغير، حتى نصل بعد ذلك إلى البشر لحما ودما، بل نحن ننطلق من البشر في عملهم الحقيقي، فبالانطلاق من نوعية حياتهم الحقيقية وتطورها نصور أيضا تطورا الانعكاسات والأصداء الإيديولوجية لهذا المجرى المعين للحياة – وحتى الأشباح (Fantasmagories) في الدماغ البشري ليست سوى تصعيدات (Sublimations) ناتجة حتميا عن نوعية حياتهم المادية التي نستطيع أن نلمسها بالتجربة والتي ترتكز على أسس مادية. ومن هنا فإن الأخلاق و الدين والميتافيزيقا وكل محتويات الإيديولوجيا، وكذلك أشكال الوعي التي تطابقه، تفقد صفتها كظواهر مستقلة. فهي لا تاريخ لها و لا تطور له، بل على العكس من ذلك، فإن البشر هم الذين يغيرون، بتطوير إنتاجهم وعلاقاتهم المادية، وبجانب هذا الواقع الخاص بهم، فكرهم ومنتوجات فكرهم. ففي الاعتبار الأول للأشياء، انطلقنا من الوعي و اعتبرناه في مثابة الفرد الحي، أما في الثاني فقد انطلقنا من الأفراد الحقيقيين والأحياء أنفسهم واعتبرنا الوعي وعيهم لا غير...

ها هنا تزول التصورات النظرية (Spéculations)، ففي الحياة الحقيقية يبدأ العلم الحقيقي، الإيجابي، وتحليل العمل التطبيقي و مجرى الحياة العادية للبشر. تزول الجمل الخاوية فيما يخص الوعي إذ يجب تعويضها بعلم حقيقي. فبدراسة الواقع تفقد الفلسفة الوسط الذي تعيش فيه بصفة مستقلة ...

ليس الوعي هو الذي يعين العيش بل العيش هو الذي يعين الوعي.
---------------------------------------
كتبه: كارل ماركس
سنة: 1846
مقتطع من كتاب: الايديولوجيا الألمانيّة / القسم الأول: المثالية و المادية
عنوان النص الأصلي: الفرضية الأولى للطريقة المادية (الفقرات الأخيرة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام رائع
murad ( 2011 / 7 / 14 - 07:50 )
لقد اصاب ماركس كبد الحقيقة بقوله ان التغيرات تأتي من البشر اما الدين والاخلاق غير قابلة للتغيير بل يتم الاضافة عليها من قبل البشر بناءا على التطور الانساني والحضاري .


2 - هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 11 - 21:37 )
ان عبارة ماركس:
-إن الأخلاق و الدين والميتافيزيقا وكل محتويات الإيديولوجيا، وكذلك أشكال الوعي التي تطابقه، تفقد صفتها كظواهر مستقلة. فهي لا تاريخ لها و لا تطور له (لها؟)، بل على العكس من ذلك، فإن البشر هم الذين يغيرون، بتطوير إنتاجهم وعلاقاتهم المادية، وبجانب هذا الواقع الخاص بهم، فكرهم ومنتوجات فكرهم-
عبارة دوغماتية الى حد كبير وهي غيرمستندة على مصادر موثقة مستقاة من اي مجال او اختصاص, بل وهي ايضا عبارة غير دقيقة وتبسيطية لاعتبارات عديدة ومتفقة مع علوم القرن التاسع عشر.
وهي تناقض نفسها بنفسها لانها تقول:
-فإن البشر هم الذين يغيرون، بتطوير إنتاجهم وعلاقاتهم المادية، وبجانب هذا الواقع الخاص بهم، فكرهم ومنتوجات فكرهم-
ونفس الكلام ينطبق على استنتاجه:
-ليس الوعي هو الذي يعين العيش بل العيش هو الذي يعين الوعي-
فضلا عن ذلك, ان استنتاجا كهذا يشجع, بشكل غير مقصود بالطبع, الاتكالية والكسل في العمل الفكري للشيوعيين انتظارا للعلاقات المادية ان تتغير. ولكن من يغير العلاقات المادية؟ هل تتغير هي من تلقاء نفسها, ام يغيّرها الانسان, الانسان الواعي؟
يتبع


3 - هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 11 - 21:39 )
لذا السؤال هنا وهو سؤال ازلي: هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟


4 - وعي الناس 1
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 12 - 00:55 )
حول مقولة: (ليس الوعي هو الذي يعين العيش بل العيش هو الذي يعين الوعي).
نجد صياغات أخرى لهذه العبارة أكثر وضوحا، مثل- (ليس وعي الناس هو ما يحدد وجودهم، بل بالعكس، إن وجودهم الاجتماعي هو ما يحدد وعيهم). ومثل: (ليس وعي الناس هو ما يحدد كينونتهم؛ بل إن كينونتهم الاجتماعية هي التي تحدد وعيهم).
ما يسميه ماركس (العيش)، (كينونتهم)، (وجودهم)، المقصود به ما نحن عليه؛ أما الوعي، فهو ما نفكر فيه، ما نريده. فلو أعدنا صياغة العبارة بشكل أبسط لقلنا: (ليس ما نفكر فيه أو ليس ما نريده هو ما يحدد ما نحن عليه بل ما نحن عليه هو ما يحدد ما نفكر فيه أو ما نريده). أي أن الوعي ليس الأول، بل هو محدَّد من طرف الشروط الاجتماعية الاقتصادية. أي أن أفكارنا، تصوراتنا عموما هي انعكاسات لوضعنا لاجتماعي الاقتصادي. هي نتائج التاريخ. أي أن كينونتنا الاجتماعية هي التي تحدد وعينا. شخص بروليتاري يفكر كبروليتاري وشخص برجوازي يفكر كبرجوازي.
فهل هذا صحيح دائما؟ كلا، كما سنرى. وإلا وقعنا في الحتمية المادية العمياء.
عيب هذه المقولة أن ماركس نفسه اعترف فيما بعد باستقلال نسبي للوعي، وأيضا في معالجة مسألة الاغتراب.

يتبع


5 - وعي الناس 2
عبد القادر أنيس ( 2016 / 5 / 12 - 00:56 )
بهذا يمكن تفسير تصرف الناس أحيانا على الضد مما تقتضيه مصالحهم كمثال مشاركة النساء في التظاهر لصالح الإسلاميين. أو حتى تبني الناس لمواقف عنصرية ضد أمثالهم في الجانب الآخر رغم أنهم جميعا يعانون من نفس الأوضاع. كما نلاحظ كيف تتمكن الأحزاب الإسلامية عندنا والأحزاب اليمينية في كل مكان من التأثير على ملايين الناس رغم أن أيديولوجيتهم لا تخدمهم، بل تضرهم. بل نجد هذا الفرز حتى داخل الأسرة. كما نلاحظ أيضا أن المستنيرين من كل الطبقات يتبنون نفس المواقف التقدمية من كثير من القضايا: قضايا النساء، العنصرية، الهجرة، العدالة الاجتماعية، الحريات...
وعليه فنحن كثيرا ما نتصرف ليس بناء على وضعنا المادي بل بناء على مستوى وعينا.
الإفلاسات التي منيت بها التجارب الاشتراكية تعود، إلى حد كبير، إلى هذا الخلل في التفكير حين يتوقف الناس عن التفكير لأن الطريق مسطر والنهاية حتمية.
بالنسبة لتساؤل الأخ طلال الربيعي، أحيله إلى مقال سبق لي أن عالجت فيه معضلة البيضة والدجاجة التي لم تعد معضلة.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=499012
تحياتي


6 - معضلة البيضة والدجاجة
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 12 - 06:05 )
الاستاذ الغزيز عبد القادر أنيس
اتفق مع تعليقيك.
شكرا لاىشارتك الى مقالك. نعم سمعت من قبل بالبحوث البايولوجية بخصوص معضلة البيضة والدجاجة, لكني طبيعة تساؤلي كاتت مجازبة اكثر منها حرفية.
مع وافر تحياتي ومودتي


7 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 5 / 12 - 09:23 )
الاستاذ طلال الربيعي المحترم
الاستاذ عبد القادر انيس المحترم
اعتقد ان هناك مشكلة عندنا او عند الاغلب منا و هي
اننا نردد و لا نفكر
التغيير و التغَّير متواصل سواء الملموس منه او غير الملموس و هذا لا اعتقد ان احداً يتردد في قوله سواء من الذين يفكرون او الذين يرددون
واقع و تحليل او تحليل لواقع يحتاج الى دراسة الواقع و تعمد الاتصال به او العمل على الاتصال به حتى يتسنى لك ان تحلل و تصل الى نتيجة مقبولة تستطيع ان تناقش الاخر بها و دليلك معك تتأبطه
لماذا تشارك و تدافع المرأة في نشاط يُقيد حريتها؟ و هي تتذمر من التقييد
لماذا يتطوع المُضْطَهَدْ لحماية المُضْطَهِدْ؟ و هو ينذمر من الاضطهاد
..................
اعتقد ان من بنى تصوراته على تحليل الواقع يطلب من اللاحقين ترديد تحليله لواقعه لتطبيقها على واقعهم مع فارق زمني تجاوز القرون...
تكون اكثر قرباً من الدقة في نتائج تحليلك للواقع لو كنت تلمس الواقع و تعيشه و تتفاعل معه
اكرر التحية


8 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 5 / 12 - 15:09 )
تصحيح
وردت العبارة التالية في ت8
اعتقد ان من بنى تصوراته على تحليل الواقع يطلب من اللاحقين ترديد تحليله لواقعه لتطبيقها على واقعهم مع فارق زمني تجاوز القرون...)انتهى
و الصحيح كما يأتي:(لا أعتقد ان من بنى تصوراته على تحليل الواقع يطلب من اللاحقين ترديد تحليله لواقعه لتطبيقه على واقعهم مع فارق زمني تجاوز القرون...) انتهى
أي اضافة (لا) لتبدأ بها و تحويل (تطبيقها) الى (تطبيقه)...شكرا


9 - تحليل ميكانيكي لماركس مرفوض!
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 12 - 18:29 )
العيش لا يحدد الوعي، أنا وأخي نعيش نفس العيش ووعينا ليس واحدًا!!! ماركس لم يعش في عصر التكنولوجيا والفضائيات والتوظيف الإيديولوجي، فالوعي المشوه لا يشمل الرعاع -العمال من وجهة نظر ماركس- الوعي المشوه يشملنا كلنا من شتى الطبقات، وأنا أنت هو أعي العالم بشكل يختلف عن غيري بفضل تجربتي: إذن الوعي هو شيء من الأرض وشيء من السماء، وبكلام آخر الانسان هو لماذا وعيه وليس كيف وعيه


10 - Hegel and Marx
ال طلال صمد ( 2016 / 5 / 12 - 21:37 )
Dear Sir,
Hegel -;- thoughts produce reality
K.Marx -;- thoughts reflecy reality

Thanks and Regards
Aaltelal


11 - الماركسية وعلوم الدماغ
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 12 - 23:19 )
ان الاعتقد الماركسي المبتذل والشائع جدا ان الدماغ يعكس الواقع كما تعكس المرآة الواقع. اي ان الدماغ عنصر سلبي ضمن هذا المفهوم. ان هذا المفهوم الماركسي يعود الى ارسطو الذي تبنى فكرة مماثلة مفادها ان ان الدماغ-العقل هو كصفحة ورق بيضاء يكتب الواقع فيها نفسه. علوم الاعصاب الحديثة ترفض فكرتي الانعكاس وسلبية الدماغ.
اضافة لهذا, فالابحاث العصبية تثبت ان الجزئين الايسر والايمن للدماغ يشكلان دماغين حيث
يقوم جزء الدماغ المسمى ال
corpus callosum
بالتنسيق بينهما.
Ornstein and others to conclude that each of the separated hemispheres has its own private sensations, perceptions, thoughts, feelings and memories, in short, that they constitute two separate minds, two separate spheres of consciousness (Gross, 2005). ‘Splitting the brain amounts to nothing less than splitting the self’ (Craig, 2005).
Understanding Brain, Mind and Soul: Contributions from Neurology and Neurosurgery
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3115284/
يتبع


12 - الماركسية وعلوم الدماغ
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 12 - 23:21 )
اي ان كل نصف من الدماغ له احاسيسه وذكرياته وفهمه ومشاعره الخاصة.
لذل فان انشطار الدماغ يعني شطر النفس. وشطر النفس لا علاقة له بمرض انفصام الشخصية او بالاضطراب النفسي لتعدد الشخصيات في الفرد الوحد.
ربما تتوفر لي فرصة لاكتب عن هذا الموضوع الشائك والمعقد جدا من وجهة نظر العلوم العصبية الحديثة والنظرية الماركسية.


13 - ولا تنس دكتور طلال اللاوعي:
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 13 - 09:30 )
فالأستاذ ماركس يلت ويعجن عن الوعي ما يفضحه كمنظر ثرثار وفهلوي مثل غالي شكري، ولا يتطرق للاوعي كمحرك للنشاط الإنساني... زمان عنك، أنا أقفلت باب التعليقات على كتاباتي مثلك ثم فتحته، فمتى ستفتحه على كتاباتك؟


14 - فوضى خلاقة او جينات؟
طلال الربيعي ( 2016 / 5 / 13 - 12:00 )
عزيري افنان
تعليقك يراد له لقاء طويل في بارس او بيروت شارع الحمرا.
اللاوعي اكدته في اكثر من مقال بخصوص المزاوجة (او اي مصطلح اخر تفضل ان تختاره) بين الماركسية وعلم العقل الباطن, التحليل النفسي.
بخصوص الفتح والغلق, المقال السابق كان مفتوحا اما الحالي فمغلق. لماذا؟ اعتقد اني مزاجي وليس لدي قواعد ثابتة- وهذا سر ارجو ان لا تفشيه الى احد-. ولرما هو احد النتائج العرضية لسياسة الفوضى الخلاقة. ولربما المشكلة في الجينات. لا ادري.
لماذا دكتور طلال, وليس طلال وبس؟
مع تحياتي هواية هواية!


15 - سنلتقي في لندن أو في نيويورك يا طلال...
أفنان القاسم ( 2016 / 5 / 13 - 12:55 )
لأنني سأترك باريس، باريس زهقتها، ولأن باريس كأي عاصمة عربية عندما لا تقدرك ولا تقدر كتاباتك... أنت مزاجي على صح، لأن هناك المزاجي على غلط، لهذا صرت عالمًا نفسيًا...


16 - عزيزي دكتور طلال المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 5 / 13 - 13:20 )
تحية طيبة
فقط لتلطيف الجو
المرآة تقلب الصورة
فتضطر حتى تراها على حقيقتها عليك ان تعطي ظهرك للمرآة
الدماغ سينقل عن المرآة تلك المقلوبه فيعديها الى حالتها
اكرر التحية


17 - شرور الترجمة
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 8 / 15 - 13:58 )
ليس الوعي هو الذي يعين العيش بل العيش هو الذي يعين الوعي.

هذه الترجمة خطأ للجملة الألمانية التالية:
Nicht das Bewuß-;-tsein bestimmt das Leben, sondern das Leben bestimmt das Bewuß-;-tsein.

ليس الوعي هو الذي يحدد الوجود بل الوجود هو الذي يحدد الوعي ...
...
وليس الترجمة العربية وحدها خطأ, بل الترجمة الانكليزية ايضاً خطأ
Life is not determined by consciousness, but consciousness by life

مفردة Leben الألمانية , لها عدة معاني , ومنها Life , و being
وحسب سياق الجملة فالمعنى هنا هو being الوجود وليس العيش

اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟