الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وثبة كانون المجيدة عام 1948 الى المعاهدة الامريكية عام 2008 .ما اشبه اليوم بالبارحة .

محمد جواد فارس

2008 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم والضغوط الامريكية قائمة، في ظل الاحتلال لبلدنا، على شعبنا العراقي من اجل القبول بهذه المعاهدة ، يتذكر شعبنا معاهدة بورتسموث وكيف اسقطها ، فعبر الرفيق خالد بكداش ،عميد الشيوعين العرب، عن معركة الجسركانون الثاني عام 1948 والتي اسقطت معاهدة بورتسموث الجائرة : انها المعجزة وان لم تكن لكانت هي المعجزة .

يشير الباحث الفلسطيني حنا بطاطا عن" معاهدة بورتسموث من كون الاتفاقية تعج بالكلام المنمق من معاني التبادل فإنها تلزم العراقين ب "تحالف وثيق "مع بريطانيا وبسياسات في البلدان الاجنبية تنسجم مع مصالحها ، وبالاعتراف بالقواعد الجوية العراقية كوسائل ربط لمواصلاتها الاساسية ، وتعهد العراق من خلال الاتفاقية ب "دعوة " قواعد بريطانية الى أراضيه في زمن الحرب أو التهديد بالحرب ، وأن يمدّهذه القوات بالمساعدة والمرافق المختلفة ، وأكثر من هذا : أن يسمح باستمرار استخدام القوات الملكية الجوية ( البريطانية ) لقاعدتي الشعيبة والحبانية حتى انسحاب " الجيوش المتحالفة " من ( كل الاراضي المعادية سابقا ) وكان هذا الانسحاب لا يبدو متوقعا في وقت قريب في ظل شروط " الحرب الباردة ) التي أخذت يومها بالتبلور ، والواقع أن هذه القوات لم تنسحب من " الاراضي العادية سابقا " حتى اليوم في حالة ألمانيا .

وباختصار ، فان معاهدة بورتسموث _ وباستثناء نقاط هامشية نسبيا – لاتزيد إلاقليلا عن معاهدة 1930 وإن تكن قد طليت بتعابير جديدة الصياغة ويستطرد كاتبا وكان بريق التبادل في الاتفاقية يحمل من الادانة بقدر ما كانت تحمل ملاحظة إيرنست بيفن ، سكرتير الدولة للشؤون الخارجية ، التي أدلى بها قبل أشهر ، إذ قال بوقاحة أن بريطانيا تنظر إلى العراق ك "فرد من أفراد العائلة " .

وعندما نشرت نصوص الاتفاقية جرى إضرابا ومظاهرات استمرت ثلاثة ايام قادها طلبة الجامعة بقيادة ( لجنة التعاون الطلابي ) التي يقودها الشيوعيون وبرزوا بلا منازع على انهم القوة الاساسية لوثبة كانون المجيدة ،فقد اصدر حزبنا الشيوعي بيانا أنكر الاتهامات التي كانت الحكومة تنشرها خلال الاضطراب والتخوف الذي سيطر عليها من امثال حرب اهلية او ثورة شيوعية ......والخطر الحقيقي يكمن في التدخل الاجنبي في شؤون بلدنا" . ووقعت الاشتبكات الاولى بالقرب من المستشفى الملكي واطلقت النار على الحشود التي كانت تضم شيوعيين ، ان لم تكن هي بقيادتهم فعلا . وفقد المتظاهرون اربعة قتلى ، ولكنهم اضرموا النار في عربة مدرعة وأجبروا رجال الشرطة على الانسحاب الى شارع غازي " النضال " وشارع الرشيد هكذا كانت وثبة كانون المجيدة ، ولا يمكن تحديد عدد الذين الذين سقطوا في الوثبة ، وقد دفنت جثث كثيرة من دون تسجيل أسماء أصحابها وألقي بعضها الاخر في نهر دجلة ويقدر إجمالي عد القتلى والجرحى ذلك اليوم بما يتراوح بين ثلاثمائة وأربعمائة . وكانت نتيجة الوثبة ان اسقطت المعاهدة وفر صالح جبر الى أنكلترا .

ان الغرض من هذا السرد هو التذكير ببطولة شعبنا العراقي فقبل وثبة كانون شكلت بطولات شعبنا في ثورة العشرين وهي الصفحات المشرقة للمقاومة العراقية للاحتلال البريطاني التي سطرها رجال العراق من امثال محمد سعيد الحبوبي و شعلان ابو الجون والياسري وعبد الواحد الحاج سكر والحاج نجم البقال و الشيخ الضاري و الحفيد وشخير الهيمص عن الفلوجة والرستمية والشامية والنجف والرارنجية وكل العراق .

واليوم وبعد الانتصارات التي تسطرها المقاومة العراقية الباسلة بعد الاحتلال الانكلو – امريكي – الصهيوني عام 2003 حيث يغوص الامريكان وحلفائهم في المستنقع العراقي فعشرات الجثث تنقل الى الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وتكبد جيوشهم المزيد من الخسائر في المعدات واصبحت ادارة بوش تشكل ضغطا على دافع الضرائب الامريكي واليوم تتصاعد الاصوات من الد يمقراطين في سحب قواتهم من العراق وانهاء مهزلة اليمقراطية التي جاء بها بوش والمحافظين الجدد ، انها ديمقراطية الموت والسلب والتدمير ونهب ثروات البلد كما هو قانون النفط المعد من قبل الشركات الامريكية للمصادقة عليه في مجلس النواب الحالي والاتفاقية التي تسمح لست من الشركات الاجنبية باستخدام حقول النفط العراقية وهذا الاتفاق هو ضربة لقانون رقم 80 لحكومة عبد الكريم قاسم الوطنية ، وقرار تأميم النفط العراقي قبل اكثر من ثلاثة عقود والذي استعاد الثروة الوطنية ، واصبحت الشركة الوطنية العراقية هي صاحبة الحق في السيطرة على هذه الثروات تنقيبا واستخراجا وبيعا .

نعود الى المعاهدة التي تروج لها حكومة المنطقة الخضراء ان هذه المعاهدة لها خصوصية في تكبيل العراق لفترة طويلة بقيود تسقط سيادته ، ومن هنا يجب ان نثبت ان هذه المعاهدة هي بين بلد منزوع السيادة تحكمة شلة ممن هم منزوعي الغيره والكرامة والوطنية مع بلد مارق قاتل للشعوب يصول ويجول بحجة مكافحة الارهاب وهم الان الارهابيون كما دلت فترة الخمسة سنوات الماضية ، ان هذه الاتفاقية يراد بها مايلي :
1- اقامة قواعد ثابتة لتهديد حركة التحرر الوطني في المنطقة .
2- لحماية الكيان الصهيوني الحارس الامين للامبريالية في المنطقة .
3- نهب ثرواتنا الوطنية والسيطرة على اوربا من خلال النفط والغاز . 4- لحماية حكومة المنطقة الخضراء شركائهم في بيع الوطن .

ان الشعب العراقي الذي اسقط معاهدة بورتسموث مع البريطانيين سيقطع اليد التي سوف توقع هذه الاتفاقية والتي يروج لها من هم بحاجة الى حماية من غضب الشعب على ما اقترفوه من خيانة للوطن والشعب ، فالمقاومة العراقية الباسلة تفعل فعلها في الشارع العراقي مستقطبة جماهير واسعة ممن يرفض الاحتلال وافعاله الشنيعة ضد الشعب العراقي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا