الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك الجدار الاخير!

عمار علي

2008 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعرض العراق بعد الاحتلال الى هزات عنيفة وكان الاحتلال هو الهزة الكبرى التي قضى على وجود دولة ولو شكلية ,فتفجرت حروب طائفية عنيفة لازالت دائرة رحاها في مناطق عديدة,بالرغم من ان الاعلام يحاول اخفاء حقيقية مايجري, وظهرت أشكال تنظيم تقليدية محافظة ومعرقلة ,تكرس عدم ظهور شكل جديد من الوعي الوطني المستند على مبدأ المواطنة الكفيل بترسيخ شكل حديث للدولة يرتقي بالمواطن عن عصبيات تكرس ألانا المنغلقة. ويعمل على تنظيم مدني يؤسس لمبدأ الحق والقانون.سادت الفوضى ولم تتأسس دولة.
الوحدة الوطنية الراسخة لاتشييد بطبيعة الحال في ظل الاحتلال بدون مشروع وطني ديمقراطي عام, وليس على قاعدة المصالح المتنافرة . وألاجندات السياسية السرية ,بل على قاعدة الهم الوطني المشترك و الثقة المتبادلة. ورفض التوافق المؤسس على المحاصصة و مصالح أنية تضمر اشياء قابلة للتفجير في اي انعطافة عابرة ,وخاصة في ظل وضع سياسي غاية في التعقيد, وحالة أمنية مأزومة . وحكومة غير قادرة على قيادة البلاد في خضم هذا الهيجان العنيف.
في حالة كركوك وفي الاحداث الاخيرة ,أثبت أن الجميع لايكترث بنتائج الصراع الدائر بين مكونات المدينة (برميل البارود) , الكل مشغول في الجري وراء جني المكاسب السياسية المؤقتة ,منتشيا بهذه الانتصارات الوهمية والصغيرة التي يعتقد انها سوف تؤسس له قوة لكسب اللاتي من الجولات. وهذا ماحدث فعلا حين قررت قائمة التآخي في خطوة متسرعة ومغامرة بضم كركوك الى أقليم كردستان ,وهي للاسف تصعيد ونقلة غير مدروسة ,ستزيد من تعقيد الوضع وأشعال روح العداء في وقت حرج جدا, حركة تشبه للاسف مسرحية صدام الغبية في الكويت. وهي ايضا حركة أستباق وضغط على البرلمان الذي سوف يعقد الاسبوع المقبل.وهي خطوة ستقضي على الحلم الكردي .لانها بلا شك متطرفة وفي ظرف تاريخي شديد الخطورة والدقة.

كركوك اعقد قضية عراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة . لم تتوصل الحكومات المتعاقبة على الحكم أيجاد حل لها على أسس ديمقراطية عادلة ومنصفة للجميع , قضية كلفت العراق خسائر فادحة وعرقلة بالنمو الاقتصادي وسيادة الاستبداد وتخريب بالنسيح الوطني العراقي, فهي قدس الاقداس عند القيادة الكردية , والتاميم عند البعث لانها تمثل له ثروة لدعم السلطة الجديدة التي تعاني من عزلة وحذر وخوف ,وهي ايضا مطمع تركي لاينتهي ,لانها ببساطة تعوم فوق بحر نفط كما يقال . ولهذا يسيل لها لعاب الجميع من قوى داخلية ودول أقليمية ومشاريع دولية .وهي للاسف طاولة مساومات دنيئة , أذن كركوك بنفطها منطقة أشتعال سيندلع ويحرق الجميع وحينها لايوجد رابح منتشي ولاخاسر نادب, الجميع سيحترق وستتحول المنطقة الى حروب أهلية وأقليمية كارثية. وسيكون الفقراء وقودها كالعادة تحت شعارات براقة خادعة.
العراق الان بلد هش ومسلوب السيادة , وهو في مهب الريح القادمة من كركوك اذا لم يعمل الجميع على أيجاد حلول ومقترحات تنصف جميع اطياف المدينة ,بعيدا عن روح الاستئثاروالغنيمة .هي فرصة لقوى تحلم بتنفيذ مشاريع وطنية على قاعدة العراق للجميع بعيدا عن العنصرية و العزلة والظلام .وضد كل من يعقد صفقات سرية وعلنية من اجل تفكيك العراق وتحويله الى أقاليم ومماك .و ضد شهوة الحكم التي أفسدت الحلم العراقي بالعيش المشترك.
الحل هو التراجع عن تنفيذ المشاريع المدمرة بدون التخلي عن الحقوق عبر الحوار والتسامح والهم المشترك .
كركوك الجدار الاخير لوحدة العراق فأنتبهوا..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية