الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو

مهدي سعد

2008 / 8 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بمبادرة من "اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو" التي اقترفها الإرهابي اليهودي نتان زادة مطلع آب 2005، نُظمت مسيرة حاشدة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على وقوع المجزرة.

لا شك أن اللجنة الشعبية تقوم بجهود مباركة على الساحة الشفاعمرية من أجل حفظ كرامة أهل البلد، ويبذل أعضاؤها ما بوسعهم في سبيل رفع صوت المواطن الشفاعمري عاليًا في وجه السلطة التي تسعى إلى معاقبة الضحية. إلا أنه لا بد من توجيه بعض الملاحظات حول طريقة إحياء ذكرى الشهداء والخطاب السياسي الذي رافق المسيرة.

1- إن إحياء الذكرى عن طريق مظاهرة جماهيرية يندرج ضمن الأساليب المتقادمة للعمل الشعبي، التي تسيطر عليها الشعارات التعبوية الرنانة والخطاب الشعبوي الذي يلهب مشاعر الناس. في اعتقادي من الأفضل أن تنظم اللجنة الشعبية أمسية في قاعة مغلقة تدعي إليها مختلف شرائح المجتمع الشفاعمري، تُلقى فيها كلمات لأكبر عدد ممكن من ممثلي الجمهور ولا سيما من أبناء المدينة. إن أمسية من هذا النوع قد تفسح المجال لحضور عدد أكبر من المواطنين. أضف إلى ذلك إمكانية إصدار كتيب يوثق أحداث المجزرة ويخلد ذكرى الشهداء.

2- ما يلفت النظر في هذه المسيرة الشعبوية هو التأكيد المبالغ فيه على "وحدة أهالي شفاعمرو" وأن "شفاعمرو موحدة في إحياء ذكرى شهدائها الأبرار"، في حين أن الحقيقة تشير إلى غير ذلك. من المعلوم أنه إذا بالغ المرء في الحديث عن أمر معين فإن عكسه هو الصحيح، وهذا ينسحب على شعار "الوحدة بين أبناء المدينة الواحدة الموحدة"، فشفاعمرو ليست موحدة وأبناؤها ليسوا مُوَحَدين بل مقسمة وأبناؤها مقسمون والحساسيات الطائفية تنخر بها حتى النخاع، وإلا كيف نفسر انخفاض حجم المشاركة الدرزية في "مسيرة شفاعمرو الواحدة الموحدة" ؟!!

3- لوحظ سيطرة الخطاب السياسي التقليدي على الكلمات التي أُلقيت في المهرجان الخطابي الذي أُنهيت به المسيرة. فـ "قيادات الجماهير العربية في إسرائيل" تستغل مثل هذه المنابر من أجل زيادة رصيدها من الخطب السياسية الرافضة لـ "سياسات حكومات إسرائيل المتعاقبة المعادية للجماهير العربية". وإن كنت أوافق المتحدثين لجهة انتقادهم السياسات الحكومية العنصرية تجاه المواطنين العرب، إلا أنه يجب أن لا يصار إلى إغفال البعد الإنساني لقضية المجزرة، فقبل كل شيء ما حدث هو مأساة إنسانية لأهالي الشهداء وللمدينة ككل، لذلك كان من الأجدر التركيز على الحيز الإنساني في هذه المسألة وعدم الاكتفاء بتوجيه النقد لسياسات الحكومة.

كم سأكون سعيدًا إذا ما تم الأخذ بالنقاط التي طرحتها في الذكرى الرابعة، ليكون إحياء ذكرى شهدائنا الأبرار العام المقبل بصورة أفضل !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا