الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!

مهدي سعد

2008 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يشكل شعار "إسقاط عرسان" العنوان الأبرز لحملة المعارضة الشفاعمرية الانتخابية، فالهدف الرئيسي لـ "تحالف قوى التغيير" الذي تنضوي تحت لوائه مجموعة من القوائم المعارضة لنهج رئيس البلدية الحالي عرسان ياسين هو "إسقاطه" من منصبه تمهيدًا لحلول مرشحها السيد أمين عنبتاوي مكانه في حالة فوزه في الانتخابات المزمع إجراؤها في تشرين الثاني المقبل. والسؤال الذي يُسأل: ما هو البديل الذي تطرحه المعارضة مقابل "الإطاحة" بعرسان ياسين من منصبه ؟!

حتى الآن لم تقدم المعارضة الشفاعمرية للمواطنين رؤية واضحة لطبيعة مرحلة "ما بعد عرسان"!، وينصب الجزء الأكبر من خطابها السياسي على انتقاد العهد الحالي والتهجم على شخص عرسان ياسين. لست من مؤيدي عرسان وأوافق المعارضة برفضها لنهجه، لكن لا بد من احترام حق المواطن بمعرفة نظرتها لواقع مدينة شفاعمرو في المستقبل.

يُكثر أعضاء المعارضة الحديث عن إحداث "تغيير" جدي في مدينة شفاعمرو على "كل" المستويات، لكن لم يفهم المواطن ما هو مفهوم التغيير لديهم وما هي طبيعة "التغيير" الذي يعدون به ؟!. التغيير الحقيقي في عرفنا يعني "دفن" الطرق التقليدية للعمل السياسي واستبدالها بأساليب عصرية تتوافق مع الحداثة. التغيير يجب أن يكون في المفاهيم والممارسات الناتجة عنها وليس بتبديل شخص بشخص آخر في هذا المنصب أو ذاك.

لذلك يجب على قوى المعارضة طرح برنامج شامل يوضّح الأسس التي قام عليها "التحالف" بين مكوناتها والمبادئ التي تجمع أعضاءها، وتطرح من خلاله مفهومها للتغيير الذي تنوي إحداثه ورؤيتها السياسية والاجتماعية لمدينة شفاعمرو في الفترة القادمة. بدون مثل هذا البرنامج لن تستطيع المعارضة إقناع المواطن بصدق نواياها، إذ لا قيمة لانتقاد نهج معين دون طرح نهج مغاير.

"إسقاط عرسان" وتغيير نهجه "المتخلف" يتطلب وجود طبقة سياسية تحمل فكرًا عصريًا ورؤية حقيقية للتغيير الاجتماعي والسياسي، الأمر الذي تفتقده المعارضة التي وإن كانت تعادي نهج عرسان فإنها تنتمي لنفس العقلية القبلية التي "أنجبته". أضف إلى ذلك أن رموز المعارضة والشخصيات التي تطرحها كبديل للواقع الحالي غير مؤهلة لدفع عجلة التغيير، وذلك يعود لكون زعماء قوائم المعارضة لا يمتلكون الثقافة المدنية الحديثة ولا يحملون الرؤية السياسية العصرية الواجب توفرها في الأفراد الذين يسعون إلى القيام بتغيير نوعي في الحياة السياسية.

المطلوب هو قيام معارضة متنورة تنتمي إلى الحداثة وتتبنى أسسها الثقافية والسياسية لكي نحدث تغييرًا حقيقيًا في مجتمعنا. في ظل غياب معارضة من هذا الطراز فإن "التغيير" -إن حصل- سيكون شكليًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة