الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد السوفييتي في ملفات المؤامرة العالمية

نجم الدليمي

2008 / 9 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المقدمة
نشر الكاتب الروسي اوليغ بلاتونوف , دراسة بعنوان (الاتحاد السوفييتي في ملفات المؤامرة الماسونية ) ,ضمنها معلومات قيمة بالغة الاهمية ,مستقاة من مصادر غربية مختلفة ومتنوعة , عن الدور الهدام الذي اضطلعت به الحركة الماسونية العالمية في تفكيك الاتحاد السوفييتي , ودول المعسكر الاشتراكي السابق . ونظرا لما تحتويه الدراسة المذكورة من تحليلات وحقائق وما تكشف عنه من معطيات عن العلاقة الوثيقة والحميمة التي تربط الحركة الماسونية بالصهيونية العالمية , والتي تجد تجسيدا لها في النشاط المشترك الهدام للسيطرة على العالم والقضاء على القوى الوطنية والتقدمية على الصعيدين العالمي والوطني , رأينا ان نضع هذه المعلومات والتحليلات بين يدي القراء , على حلقات .


الحلقة الاولى

اولا:- الماسونية في العالم المعاصر
لدى التمعن في تاريخ الحركة الماسونية العالمية المعاصر وعبر ابراز المناحي والاتجاهات الرئيسة لتأثيرها على روسيا , يدهشنا النمو المتعاظم المخطط لاعضاء ( الاخويات) الماسونية السرية . فخلال الثلث الاول من القرن العشرين فقط تضاعف عدد اعضاء ( الاخويات) الماسونية , اذ ازداد من مليوني عضو الى اربعة ملايين واربعمائة الف , بينما بلغ عدد اعضاء الجمعيات الماسونية خلال عقد التسعينات فقط عشرة ملايين عضو .
تلعب الماسونية في الغرب دورا مفتاحيا هاما , حيث يتحكم جهازها التنظيمي بعملية التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويسيطر على كل مناحيها وجوانبها من خلال غرز ممثليها ومعتمديها الاساسيين في المراكز الاجتماعية والسلطوية الهامة والحساسة .فالاغلبية الساحقة من قادة الغرب السياسيين المعاصرين اما هم اعضاء في المحافل الماسونية او يلعبون دور الاداة الطيعة المنفذة لمخططاتها واهدافها . فقد اصبح عرفا في السياسة الامريكية ان يكون جميع رؤساء الولايات المتحدة الامريكية بدءا من اول رئيس وانتهاء بالاخير اعضاء في الجمعيات والمحافل الماسونية .
انه لامر جدير بالملاحظة ان يكون ثلاثة ارباع اعضاء الجمعيات والمنظمات الماسونية في العالم موجودين في الولايات المتحدة الامريكية ,علما ان بريطانيا والمانيا وفرنسا تعتبر مراكز مؤثرة هامة من مراكز الحركة الماسونية العالمية , لكنها تتخلف من حيث الاهمية عن الولايات المتحدة الامريكية ,التي يعيش فيها اليوم حوالي ثمانية ملايين عضو .
بيد ان هذه الاحصائية لاتشمل الا الاعضاء الاصليين للجمعيات الماسونية الرئيسية , ولا تاخذ بعين الاعتبار اعضاء التكوينات والتنظيمات الماسونية غير النظامية , كما انها لا تشمل ايضا شخصيات اعتبارية هامة تدور في فلكها , وتدخل في اطار التكوينات الماسونية التنظيمية وتشكل ما يسمى بالماسونية ( البيضاء ). ويقابل كل عضو من اعضاء المحافل الماسونية النظامية عضوان على الاقل من اعضاء ما يسمى بالماسونية ( البيضاء) وهكذا يصبح من الجائز ان نقول ان عدد المنظمات الماسونية العالمية يصل الى ثلاثين (30) مليون عضو منهم 75- 80 % في الولايات المتحدة الامريكية ( أي مايعادل 24 مليون عضو ).
تعتبر الحركة الماسونية العالمية اضخم منظمة سرية عالمية , فهي تمتلك اليوم ميزانية وثروات تناهز مليارات الدولارات . ويبرز في عداد المؤسسات المشرفة على رعايتها وتنظيمها وتمويلها كبار البنوك الغربية وفي مقدمتها البنوك السويسرية والفرنسية, والمنظمات الصهيونية العالمية وجمعية اليهود في فيينا والمؤتمر اليهودي الامريكي والمركز اليهودي الرئيسي للاعلام في امستردام . وتبرز بجلاء ووضوح العلاقة الحميمة والوثيقة بين الحركة الصهيونية والحركة الماسونية , ويتجلى التعبير الواضح عن هذه العلاقة في نشاط (الاخوية ) الماسونية اليهودية ( بناي بريت )التي اسسها المهاجرون اليهود الالمان عام 1843 في الولايات المتحدة الامريكية , ومع نهاية عقد الثمانينات من القرن العشرين انتشرت هذه المنظمة في42 بلدا وبلغ عدد اعضائها نصف مليون . ويشير المؤرخ البريطاني غودمان الى ان ( بناي بريت )تعتبر المنظمة الاقوى في عالمنا المعاصر , لانها تمثل في حقيقة الامر تنظيما فوق ماسوني ,او ماسونية قائدة للتنظيمات الماسونية الاخرى , او (اخوية ضمن الاخويات ).
في الخمسينات من القرن العشرين تأسس ما يسمى بنادي بيلدر بيرغ احد اهم المنظمات الماسونية التنسيقية في العالم , حيث يطلق عليه بعض الباحثين تسمية (حكومة حكومات العالم ).
في عام 1973 تأسست احدى المنظمات الماسونية العالمية التنسيقية المسماة اللجنة الثلاثية التي تراسها الملياردير الامريكي الماسوني روكفلر.
اتخذ نشاط الحركة الماسونية العالمية اتجاها يرمي الى توسيع نفوذها من خلال تأسيس نواد شرعية متخصصة وتكوينات تنظيمية اخرى كان من ابرز تجلياتها وضوحا وتأثيرا نادي (روتاري انترنيشينال)وكان الماسوني الامريكي المحامي هاريسو قد اسس هذا النادي في عام 1955 بوصفه (اخوية) ماسونية عالمية . وحسب رأي (هاس) الباحث والمتخصص في شؤون الماسونية فأن الحركة الروتارية تعتبر التشكيلة الماسونية الأكثر عقلانية وحداثة في عالمنا المعاصر .وتنتسب المنظمة الروتارية لما يسمى بـ (الماسونية البيضاء ) أي إلى الاتحادات والتكوينات التنظيمية المختلفة التي يسعى الماسونيون وينشطون من خلالها للتأثير على المجتمع .
أعدت الحركة الماسونية العالمية قادة خصوصيين في شبكتها التنظيمية الخاصة بوصفهم أعضاء فاعلين في المحافل الماسونية السرية التي تمثل في حقيقة الأمر مراكز حكومية رفيعة المستوى في الادارات العليا للدول الغربية وفي المقام الأول الأمريكية منها. ويلحق هؤلاء القادة ,بوصفهم متأمرين حقيقيين يحتلون ارفع المناصب الحكومية الرسمية ,افدح الأضرار التي لاتعوض بمبادى الشرعية الدولية والنظام القانوني العام .
واذا ما امعنا النظر في الملاك الحكومي للادارة الامريكية وفي فاعلية دور ونشاط الحركة الماسونية العالمية ,فأننا نستطيع ان نؤكد على ثلاث مسائل رئيسية هي :-
1- يلاحظ النمو المتعاظم لتأثير قيادة الشبكة الماسونية على الاوساط العليا في الادارة الامريكية .
2- تتلقى وكالة المخابرات المركزية الامريكية , بدءا من مؤسسيها دالاس ودونوفان التوجية والاشراف من قبل اعضاء قياديين في الحركة الماسونية العالمية كما يحتل التنظيم الماسوني فيها كافة المناصب الهامة والحساسة ويمكننا القول بكل ثقة وتأكيد ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومنذ نهاية الخمسينيات تعتبر الاداة التنفيذية الرئيسية للحركة الماسونية العالمية .
3- وبوصفهم القوة الرئيسية الاكثر تأثيرا ونفوذا يوجه الماسونيون الامريكان ,ويسيطرون بصورة كاملة على المراكز الماسونية الاوربية الغربية ,مستخدميين لتحقيق ذلك الامكانيات الهائلة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية .

1:- الطابور الخامس .
تجسدت الخطوة الرئيسية الاولى على صعيد النشاط الماسوني العالمي في الاتحاد السوفييتي في البحث عن مرتكزات وعملاء يتميزون بفعالية وتأثير هامين . فعضو الطابور الخامس حسب مصطلحات قاموس الجاسوسية هو مواطن احدى الدول الذي يسخّر نشاطه لخدمة مصالح واهداف دولة اخرى مستخدما لتحقيق ذلك وضعه الوظيفي ومكانته الرسمية المؤثرة التي يحتلها في مراكز السلطة المختلفة وفي اجهزة صنع الرأي العام من اعلام وعلم وفن وثقافة .
وخلال الفترة الممتدة بين 1953- 1962 صاغ دالاس,بوصفه رئيسا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية جملة من المخططات والتوجيهات السرية ,التي اعتمدها مجلس الامن القومي الامريكي والتي تمثل من بينها مسألة اعداد مرتكزات ومساعدين للوكالة المذكورة في الاتحاد السوفييتي , احدى النقاط الهامة.
2:- الماسونية .. و((منظري البيرسترويكا )).
كانت اولى التجارب في اعداد هذه المرتكزات كما يبدو ,محاولة تجنيد بعض اعضاء البعثات الدراسية السوفييتية الذين قدموا الى الولايات المتحدة الامريكية في نهــــاية
الخمسينات وبداية الستينات لاجراء دورات دراسية في جامعة كولومبيا والذين كان من بينهم بعض ((منظري)) (البيريسترويكا )المستقبليين مثل الكسندر ياكوفليف *
( والذي شغل مسؤولا للجنة العلاقات الخارجية مع الاحزاب ,ثم عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي ومسؤول العمل الايديولوجي في الحزب ) .
وفي مطلع السبعينات عين الكسندر ياكوفليف سفيرا للاتحاد السوفييتي في كندا ,حيث اقام علاقات وثيقة مع مجموعة واسعة من الشخصيات الرسمية الكندية وفي مقدمتهم رئيس وزراء كندا انذاك الماسوني ترودو. وتشير كافة الدلائل الى ان علاقة ياكوفليف التنظيمية بالحركة الماسونية العالمية قد ترسخت في تلك الفترة .
جاء تصعيد نشاط الطابور الخامس في الاتحاد السوفييتي مرتبطا بمخططات الحركة الماسونية العالمية وبتوجيه مباشر من المركزين التنظيميين الماسونيين : بيلدربيرغ واللجنة الثلاثية التنظيمية . ويلاحظ في الوثائق السرية لهذين المركزين في تلك المرحلة ابداء مخاوفهما بصدد تعاظم النفوذ السوفييتي ودوره وثأثيره على الصعيد العالمي,الذي تنامى اثر الانتصار الرائع الذي حققه الشعب والجيش السوفييتيان على الفاشية الالمانية في الحرب العالمية الثانية , وما خلفه من تأجيج للمشاعر الوطنية والانسانية والاممية . ومما اثار مخاوف الحركة الماسونية العالمية الامكانات النظرية والايديولوجية الهائلة التي ترتبت على تعاظم المشاعر الوطنية في الاتحاد السوفييتي وتعاطفها مع مطامح واماني دول العالم الثالث وبروز نوع من التضامن بين الاتحاد السوفييتي من جهه والبلدان النامية من جهه اخرى . الامر الذي اثار مخاوف الدول الغربية وقلقها ,لان من شأن قيام مثل هذا التحالف عرقلة وتقليص استلاب الغرب واستنزافه لثروات شعوب البلدان النامية .
وفي عام 1973 صاغت المنظومة الماسونية المعروفة بأسم ((نادي روما ))وثيقة بعنوان ((حدود النمو )) جاء فيها ان الثروات تتناقص بسرعة مأساوية مذهلة وان الدول الغربية تواجه خطرا حقيقيا يتجسد في انخفاض مستوى الاستهلاك .
وفي الاجتماعات السرية لقادة المحافل الماسونية اعيد من جديد احياء الفرضية الماسونية القائلة بخلق نظام عالمي جديد تتركز فيه السلطة العالمية كلها بأيدي زعماء المحافل الماسونية وتصبح من خلاله كل الثروات العالمية مسخرة لخدمة مصالح الدول الغربية .
وكانت العقبة الرئيسية التي تقف في وجه تنفيذ هذا المخطط تتمثل في وجود الاتحاد السوفييتي ,الذي يستحوذ على ثروات هائلة تشكل نسبة عالية من الثروات العالمية .
في السبعينات والثمانينات اكتسبت الخطة الامريكية لاعددا وتجنيد عملاء لها في الاتحاد السوفييتي طابعها النهائي المدروس .
وكانت المخابرات السوفييتية على علم ودراية بمخططات وكالة المخابرات المركزية الامريكية الهدامة ومراميها التخريبية ازاء الاتحاد السوفييتي . وقد ركزت المخابرات الامريكية نشاطها في تدريب اعضاء الطابور الخامس في الاتحاد السوفييتي على خطط التخريب الاقتصادي وتشويه تنفيذ التعليمات الاقتصادية والاجتماعية الصادرة عن المؤسسات السوفييتية المعنية . وقد اولت المخابرات المركزية الامريكية جل اهتمامها ونشاطها ,موظفة في سبيل ذلك الاموال الطائلة لتجنيد عملاء لها في قيادة السلطتين التنفيذية والتشريعية لتشويه الخطط الاقتصادية , أي لممارسة التخريب الاقتصادي والاجتماعي في الاتحاد السوفييتي. ومما يؤسف له ان نقول ان المخططات التخريبية هذه قد لاقت النجاح المطلوب الذي رسمته المحافل الماسونية العالمية .
مع مطلع الثمانينات تمكنت المخابرات المركزية الامريكية من تجنيد عشرات العملاء في اعلى مراتب السلطة في الاتحاد السوفييتي ,وطبقا للمعلومات التي ادلى بها وزير خارجية لاتفيا,فقد بلغت المخصصات المالية التي وظفتها الدول الرأسمالية الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ ما يسمى ب((دمقرطةالاتحاد السوفييتي ))أي تدميره وتفكيكه وتحطيمه مبلغ تسعين مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 1985-1992 ,وقد خصصت هذه المبالغ الفلكية لشراء ذمم بعض المسؤولين النافذين في السلطتين التشريعية والتنفيذية , وفي المفاصل الاساسية لاجهزة الاعلام والفن والثقافة .

3 : شخصيات كريهة .. ودور مأساوي.
وفي اواسط الثمانينات , وبتوجيه وارشاد من القيادة الماسونية العالمية وبمبادرة من غيورغي ارباتوف مدير معهد امريكا وكندا في الاتحاد السوفييتي انذاك الذي تربطه علاقة وثيقة وحميمة بالدوائر الغربية , وبدعم مباشر من ميخائيل غورباتشوف يعود الى موسكو الكسندر ياكوفليف الذي شغل على الفور موقعا قياديا هاما في تنفيذ المخطط الرامي لتهديم وتحطيم الاتحاد السوفييتي. وقد التفت حوله شخصيات كريهة ومقيتة لعبت دورا مأساويا وخطيرا في : تأريخ الاتحاد السوفييتي ,نذكر منهم على وجه الخصوص :ف0 كورتيتش ,يوري افاناسييف , ايغور ياكوفليف ,غافريل بوبوف , يفغيني بريماكوف , وغيورغي ارباتوف 0 وكان تأثير هذه المجموعة في البداية محدودا ,بيد ان دعم غورباتشوف لها قد عزز من فاعلية نشاطها وتأثيرها .
في هذه الفترة توسع المخابرات المركزية الامريكية من نشاطاتها التخريبية في الاتحاد السوفييتي , ومما ساعدها على تحقيق ذلك هو ان عملاءها المزروعين في قمة هرم السلطة وفي اجهزة الاعلام والفن والثقافة كانو يشعرون انهم في منجى من العقاب لانهم
كانو مدعومين من رأس السلطة السوفييتية , وصار خونة الشعب يروجون نشاطاتهم الهدامة على انها نضال من اجل ((الديمقراطية والحرية ))!!0 لقد دفعت مليارات كثيرة من الدولارات لتمويل نشاطات خونة الشعب والدولة السوفييتي عبر مؤسسات وسيطة نذكر منها :اللجنة الاجتماعية ((للاصلاحات )) الروسية , الرابطة الامريكية ((لدعم الديمقراطية )) , معهد كريبل وغيرها من المنظمات الاخرى التي اشتد نشاطها في الاتحاد السوفييتي 0 فمعهد كريبل , على سبيل المثال , قرر ان يوظف ((كل نشاطه وطاقته لتدمير الامبراطورية السوفييتية ))- هذا ما صرح به مديره على الملا , وقد اسس لهذا الغرض شبكة كاملة من الممثليات في كافة جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا , عقدت خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني 1989 ولغاية اذار 1992 حوالي (150) اجتماعا تعليميا وحلقة بحث في عموم مدن الاتحاد السوفييتي : في موسكو، لينينغراد, سفيردلوفسك, فارونيج,تالين,فيلنوس,ريغا,كييف,مينسك,لفوف,اوديسا, ييريفان,نينجي نوفغورود,تبليسي,ياركوتسك وتومسك. ففي روسيا وحدها عقدت ستة مؤتمرات (ارشادية) وعن طبيعة اعمال ونشاطات هذه الاجتماعات الهدامة التي كان يعقدها معهد كريبل يتحدث رئيس مؤسسة الدعاية الحزبية واستاذ مادة الشيوعية العلمية سابقا غينادي باربوليس , الذي ظل يؤكد حتى عام 1988 على الدور القيادي للحزب الشيوعي السوفييتي ويركز على دوره الايجابي والبناء في عملية (البيرويسترويكا) . لكننا نرى باربوليس هذا يتنكر تماما لافكاره وطروحاته السابقة بعد ان اجتاز دورة تدريبية (ارشادية) نظمها معهد كريبل المذكور, حيث صار يؤكد بعدها على ضرورة تحطيم ((الامبريالية السوفييتية)).

تعتبر منظمة (المساهمة القومية من اجل الديمقراطية) التي يرأسها فاين غشتاين احدى تفريعات وكالة المخابرات المركزية الامريكية .وقد مارست هذه المنظمة نشاطا تخريبيا هداما , حيث وظفت في خدمته نشاط مجموعة من المؤسسات نذكر منها (معهد زاخاروف ) الذي كان يعني كما يدعى ب (حقوق الانسان ) لكن نشاطه كان مكرسا في حقيقة الامر منذ تأسيسه في عام 1984 لتقويض المجتمع السوفييتي وتحطيمه. وفي عام 1986 عمل المعهد المذكور على تأسيس (جامعة حرة ) في موسكو مخصصة للطلبة الذين يرفضون نظام التعليم السوفييتي . وفي عام 1990 (مجموعة نواب الاقاليم في مجلس السوفييت الاعلى ) للاتحاد السوفييتي .


4: تدريب العملاء ..
وخلال شبكة ممثليات معهد كريبل والمؤسسات الشبيهة به تم تدريب واعداد مئات عملاء الطابور الخامس , الذين نفذوا لاحقا العمليات التخريبية الهدامة التي ادت لتقويض الاتحاد السوفييتي وقيام سلطة يلتسين نذكر منهم :غافريل بوبوف ,ستاروفويتوفا , ميخائيل بولتارانين , ايغور غايدار , موروشوف , ستانكييفيتش , بوتشاروف , يافلينسكي (زعيم حركة يابلاكا والمرشح للرئاسة الروسية في حزيران 1996 ), بولديريف , لوكين , تشوبايس , نويكين , شاباد , بوكسر . وكثيرون غيرهم من بطانة يلتسين مثل رئيس حملته الانتخابية في عام 1991 في مدينة كاترين بورغ ا.رمانوف , وكذلك فيريوشين ,ريزنيكوف , اندرييفسكايا ,نازاروف والعديد من الصحفيين والاعلاميين البارزين .وهكذا تم تأسيس الطابور الخامس في الاتحاد السوفييتي تحت يافطة (روسيا الديمقراطية ) و ( مجموعة نواب الاقاليم ).
مما لاشك فيه ان ميخائيل غورباتشوف قد احيط علما بوجود المنظمات الخاصة باعداد وتكوين عملاء الطابور الخامس في الاتحاد السوفييتي – هذا ما اكدته مصادر المخابرات السوفييتية ذاتها – كما اطلع ايضا على قوائم بأسماء هؤلاء العملاء , لكنه لم يحرك ساكنا ولم يفعل شيئا لايقاف نشاط خونة الشعب ومعاقبتهم . وقد تسلم غورباتشوف ايضا من قيادة المخابرات السوفييتية ملفات تتضمن وثائق تفصيلية كاملة عن الشبكة التنظيمية الكاملة لخونة الشعب ونشاطاتهم ضد الدولة السوفييتية , لكن غورباتشوف منع المخابرات السوفييتية من اتخاذ أي اجراء ضد تطاولاتهم واعمالهم التخريبية . والانكى من ذلك انه استخدم كل نفوذه للتستر عليهم . وبذلك يكون قد لعب دور الراعي والاب الروحي والحامي لعملاء (الطابور الخامس)في الاتحاد السوفييتي . يبقى ان نشير ايضا الى ان كافة الوثائق التي قدمت له والتي ادانت نشاط الكسندر ياكوفليف الهدام كانت تقابل من جانبه برفض اتخاذ أي اجراء ضده على الرغم من وثوقية المعلومات المتعلقة بنشاطه التخريبي .


ترجمة واعداد
د. يوسف سلمان
د. نجم الدليمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا