الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الجديد

سعيد نعمه

2008 / 9 / 26
حقوق الانسان


انقطاع الكهرباء المستمر وقلة الخدمات البلدية والصحية وعدم الاهتمام بالبنى التحتية والصرف الصحي وشبكات مياه الشرب . تودي إلى وقوع كوارث إنسانية . إن كل ما ذكر هو موجود في بلد النهرين في عراقنا العزيز و من صنع الإدارة الأمريكية و عدائها للجماهير منذ سنة 1990 اتخذ قرار الحصار الاقتصادي . وفي سنة 1991 تم الهجوم الأمريكي والدول المتحالفة معه لتدمير العراق وكان أول المستهدفين هي محطات الكهرباء والبنى التحتية ولم يسلم حتى معمل المحاقن الطبية . ومنذ ذلك التاريخ و الخدمات أخذت بالتردي والانهيار . وقد اتخذه النظام السابق ذريعة لإهمال كل شيء في حين انشغل ببناء القصور والتي أصبحت فيما بعد مقرات لقيادات الجيوش المحتلة. وقد أجهز عليها بالكامل أثناء الغزو وبعد الاحتلال. حيث ظهر مع هذا النقص والذي ينذر بكوارث إنسانية الإرهاب بكل أنواعه والفساد المالي والإداري . واستمر انقطاع التيار الكهربائي وتكسر وتآكل أنابيب شبكة المياه حتى اختلطت مياه المجاري بمياه الشرب. أمام أنظار الحكومات المتعاقبة والاحتلال لكن العمل جرى على قدم و ساق يهدر المال العام من خلال قلع الأرصفة وإعادتها أو إعادة صبغها أو إنشاء ما تسمى بالحدائق. ناشدنا في كل المحافل الذي حضرناها وعبر الرسائل كل المنظمات الدولية والإنسانية للوقوف مع شعب العراق والضغط على الحكومة والإدارة الأمريكية من اجل الاهتمام بالخدمات و الطاقة الكهربائية لكننا للأسف لم نجد الأذان الصاغية . بل أهمل هذا الموضوع و كأنه أمر مبرمج ومدروس من اجل إيقاع اكبر الخسائر بجماهير العراق و في كل مرة يظهر نوع جديد أو صفحة جديدة لاذاء هذا المجتمع . بعد أن أخذت الإمراض السرطانية ما أخذت من الشباب والنساء والأطفال نتيجة لتلوث البيئة من اليورانيوم المخصب الذي استخدم أثناء الغزو ضد أبناء العراق . واليوم ونتيجة لما تقدم يهجم علينا الإرهاب الجديد ليتمم على ما تبقى من هذا المجتمع ألا وهو وباء الكوليرا ليجتاح عدد من مدن العراق. والجميع يعرف أن سببه الرئيس تلوث المياه وانقطاع الكهرباء . خلال السنوات الماضية ولحد الآن لم يهتم أي مسؤول بالكهرباء أو توفير المياه الصالحة للشرب . وهذا يعني إن انتشار الكوليرا عمل مقصود هو من صنع الاحتلال و عملائه والحكومات المتعاقبة و لو كانت هناك محاكم دولية مستقلة لأحالت الإدارة الأمريكية و من أيدها إلى القضاء بتهمة الإبادة الجماعية . أما الاحترازات التي اتخذتها الحكومة وفي محافظة بابل هي منع الثلج وتوزيع مياه الشرب بالسيارات الحوضية . واستكثروا أن يزودوا هذه الجماهير بالتيار الكهربائي الذي هو السبب الرئيسي وكذلك تزويد العوائل بالمياه الصحية والمعبئة بالقناني . ألا يستحق هذا الشعب العناية والاهتمام أم هناك خطة لقتل اكبر عدد ممكن من الجماهير. والضحية كالعادة العمال والكادحين و فقراء هذا الشعب الجريح. إن هذا الوباء ينتشر بسرعة وقد امتد لعدة مدن تحت التعتيم الإعلامي الكبير, وبعض الجهات ومن اجل التخفيف أو أوهام المواطن فقد سمته بالإسهال المائي. و لم نرى أي جهد أو اهتمام واضح من قبل الحكومة أو الجهات المعنية في أجهزة الدولة كوزارة الصحة أو الكهرباء أو البلديات. إن من يتحمل مسؤولية ما يحصل لجماهير العراق هي الإدارة الأمريكية والحكومات المتعاقبة على العراق بعد 9/4/2008 وعلى المنظمات الإنسانية والتحررية العالمية الوقوف بوجه هذه الإدارة وهذه الحكومات الحليفة لها والتي لم تعمل شيء للجماهير بل كل عملها لمصالحها ومصالح أحزابها وتنفيذ سياسة المحتل الحاقد على الشعوب . أما حال المدن العراقية الباقية فهي تنتظر الدور ليصلها هذا الوباء.لان لحد الآن لم يتخذ أي إجراء من اجل حماية الجماهير من خلال حملات للوقاية من هذا المرض الخطير كالتلقيح و التزويد ب24 ساعة كهرباء وتعقيم المياه والاهتمام بالصحة والنظافة العامة . من المفروض أن تكون جميع أجهزة الدولة في حالة نفير وإنذار لتقديم كل الدعم من اجل القضاء على هذا الوباء إن كانت هناك أجهزة دولة يهمها الانسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا