الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيس بوك وحركة التدوين مدخل فى قراءة واقع مأزوم

عصام شعبان حسن

2008 / 9 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كانت البداية الأكثر وضوحا في ظهور التدوين وانتشاره وجود عدد كبير من الشباب يقبلون على فكرة أنشاء مدونة متزامن مع الفترة التي شهدت حركة احتجاجية تكونت من نشطاء من تيارات متعددة حيث بدأت هذه التيارات في تكوين أشكال احتجاجية ولجان استخدمت آليات التظاهر والاعتصام والإضراب وكانت تلك حركة تلك اللجان والتكوينات في الأغلب تقتصر على النشطاء السياسيين على تنوع ارضيا تهم وانتمائهم السياسي وكان مجال عمل تلك التشكيلات فى القاهرة ثم بدات فى تكوين علاقتها فى بعض المحافظات خارج العاصمة والتى تعتبر مركز الحركة السياسية ،وكانت ترفع تلك الحركات شعارات تتمركز حول مطالب التغير السياسي والديمقراطي وإطلاق الحريات العامة ورفعت ولأول مرة بشكل واضح ومباشر مطالب اتسمت برفع السقف السياسى للمطالب التى رفعتها تلك القوى والنشطاء السياسيين من قبل وكانت ابرز تلك المطالب تدور حول " لا للتجديد ولا للتوريث " حيث ظهرت الحملة الشعبية من اجل التغير و حركة كفاية الى جانب اشكال اخرى كعمال من اجل التغير وغيرها من الحركات والتكوينات المشابه وسبق كل هذا بالطبع حدثين مهمين جدا الا وهما الانتفاضة الفلسطينية وغزو العراق وكان الحدثين سبب فى الكشف عن حالة من حالات السخط العام فى مصر ظهرت عبر هذة التحركات .
ونظرا لان الكيانات السياسية والتنظيمات السياسية القائمة على اختلافها فى قدرتها التنظيمية وتأثيرها الا ان هذه التنظيمات لم تستطيع استيعاب الشباب والإعداد التى بدأت تتحرك معبرة عن حالة السخط المكتوم واخذ التعبير يتسع عبر أشكال التدوين على البلوج اسبوت وبلوج سبرت وورد برس وغيرها من المواقع التى تمنح المستخدم القدرة على انشاء موقع شخصى "مدونة " والتى لا تكلف احد عبئى مادى وتسمع له بالحركة والتعبير وامكانييات الدعاية بشكل سريع وايضا تخلق حاله من التحقق والرضا والشعور بالقيام بدور فاعل ومشارك بعيد عن فكرة المواجهة المباشرة والتى تحمل مخاطر الصدام المباشر مع اجهزة الدولة البولسية كما ان فكرة التدوين اعطت الاحساس بشخصية افتراضية مرتبطة بحركة التدوين والنشر على النت والفضاء السيبرى فيخلق المدون شخصية يبنيها مع المدونة خاصة وان وجدت المدونة صدى او فرص اوسع من التفاعل مع الاخرين فى العالم الافتراضى و يضيف الناشط السياسى الالكترونى /المدون الى شخصيته عبر المكون الافتراضى الذى يبنى عن طريق التدوين فيخلق قيمه جديدة لمى يقوم به الإنسان حتى وان كان مجرد فضفضة ، يقول ما يريد ولا يكلف بالمواجهة او عناء بناء او المساهمة فى بناء وتكوين الحركة على الارض/ الشارع /الواقع ،واستمرت حركة التدوين فى مصر مع اتساع حركة الاحتجاج وخاصة مع رفع راية الفعل الاحتجاجي المطلبى فى اوساط عديدة بشكل واضح شملت العمال والفلاحين والموظفين والطلاب واهالى المناطق العشوائية
واصبحت الحركة الاجتماعية المنظمة على الارض تقابلها حركة اجتماعية- افتراضيه فى معظمها - منظمة على الانترنت والفضاء السييبرى .، فاصبح هناك شباب يتحرك بشكل جماعى ويقوم بتأسيس روابط بين المدونات حسب القضية او التوجة وظهرت شعارات مثل أدون من اجل الحرية او أدون من اجل الاشتراكية او مدوني الإصلاح او غيرها من الشعارات وبقى الجميع فى الفضاء السيبرى ينسق فى بعض القضايا حيث يقوم بالتخديم الاعلامى عليها .
ثم اتى الفيس بوك فى ظل تفاقم الازمة الاجتماعية والاقتصادية وفى ظل تواتر للتحركات الاحتجاجية ولكن الذى ميز الفيس بوك انه يمتلك امكانية تنظيمية عالية حيث يعمل كالشبكة التى تمتد بامتداد عضويتها فإذا ألقيت بدعوة او أنشئت جروب ستجد حتما من سيشترك فيه عبر الشبكة الواسعة ، وأصبح الفيس بوك ادة للاحتجاج والتضامن وذلك جعل عدد اكبر ينخرط من الشباب داخل منظمة العمل العام والاهتمام بالعمل العام
ونظرا لسهولة استخدام الفيس بوك كتقنية انتشر بسرعة شديدة وتم توظيفه كأداة إعلامية ودعوية وتنظيمية من بعض الشباب ، ولكن كل ذلك يضعنا امام سؤال وماذا بعد ، وهل الفيس بوك وقدرته على تجميع اعداد من المتظاهرين او المتضامنين واعلامهم بخبر او دعوة او تحرك هو نهاية المطاف هذة الاسئلة هى وغيرها من الاسئلة التى طرحها نشطاء الفيس بوك او بمعنى ادق الاكثر صدقا فى ميولهم للعمل والانخراط فى حركة سياسية واخذ بعض الشباب فى البحث عن أدورا على الأرض تستبعد العالم الافتراضي وتستلزم فى ذات الوقت المواجهة مما يعنى ازدياد فى الخبرات ومعرفة حقيقة للواقع القليل جدا هم من بداوا فى محاولات جهيدة للالتحاق بعمل يومى مستبعدين احادية الحركة فى الفضاء الافتراضى
ولكن فى ذات الوقت عملت المديا على تضخيم ما تم فى أحداث مثل 6 ابريل وأعطت للفيس بوك أهمية قارب البعض من ان يضعها موضع القوى المناط بها التغير على الصعيد السياسى والاجتماعى فذهب البعض الى تسميتة بحزب الفيس بوك وثورة الشباب وغيرها من العبارات التى تبالغ فى تقيم الاوضاع وتقدس اى شى عفوى وافتراضى رغبه فى الخروج من حالة العجز السياسى التى وصلت لها مصر فى ظل اوضاع اجتماعية واقتصادية متفاقمة ،والبعض وقف ضدهم واتهمهم بانهم مسطحون وتافهون وفى اعتقادى ان كلا الموقفين غير موضوعين ولا تتسم الرؤية فى كليهما بالموضوعية
حيث يمكننا تفهم ما يتم عبر فهم مجمل الظروف الاجتماعية والاقتصادية وضرورة ظهور حالة احتجاجية من الشباب سوف يفرزها الواقع في أشكال بالضرورة ستكون قريبة من الشباب وبالضرورة ستكون مغايرة عن الإشكال التقليدية وعلى كل كيانات المجتمع إن تتفهمه وتطوره وتعمل على اجتذاب هؤلاء نحو عمل جاد يدفع بحركة التغير والحركة الاجتماعية عامه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر