الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعوضة تعيش على مص الدماء ، لكنها بالدماء تموت (في السياسة ظاهرة ولد العروسية نموذج)

مليكة طيطان

2008 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


شهد المغرب مؤخرا انتخابات جزئية يشاء فيها مكر التاريخ أن يرفع الغطاء عن أطباق وليمة الفساد الانتخابي ، يشاء هذا القدر أن يتحول إلى فضح مستور ظاهرة سياسية انتقي لها من العناوين ظاهرة ولد العروسية ، مسقط رأسها مراكش الحمراء ...وسائط الاتصال السمعية والبصرية والورقية اتخذت من الظاهرة حدثا يتوجب سبقا إعلاميا من خلال الاضافات والمستجدات بالحث في منابث وأصل وفصل ومتعلقات وشخوص الظاهرة التي تتطلب أن نقر بأنها اجتماعية قبل أن تكون سياسية ...ظاهرة ولد العروسية الذي يمثل دائرتي ودائرة صاحب القمر الأحمر ووشم في الكف الأديب والسياسي رئيس اتحاد كتاب المغرب سابقا ...وكما هو الحال عند صاحبة إلياذة فك طوق العبودية المزدوجة باسم الدين والتقاليد والأعراف المتخلفة عن نساء هذا الوطن والداعية إلى الالتزام بميثاق شرف الجندرية الداعية إلى الاجتهاد والقيام بقراءة جديدة للنص القدسي الأستاذة فريدة بناني ...قس على نفس المنوال مادامت الدائرة مميزة واستثنائية وأن اللعب الانتخاباتي فيها سياسي وأكبر من تتحكم فيه أساليب الأخذ والعطاء ، نعلم جيدا أن أيادي مهندسي الخريطة التقطيعية لفضاء الأرض والانسان لعبت لعبتها في خلط الانسان والجغرافية ، تقسيم من نتيجته أن يجتمع الشامي بالمغربي وليس في المسألة تنقيص أو تحقير بقدر ما أن الانسان نفسه يجزأ تبعا للمقاس المرغوب فيه ...هكذا يناسب الحظ أمثال ظاهرة ولد العروسية ، سأقرب المفهوم أكثر حينما تحصل الظاهرة ( ولد العروسية )على صفر ورقة في إحدى مكاتب تصويت منطقة جليز في حين يكون نصيبها في مكاتب أخرى بمنطقة ( عين يطي )الاستفراد بجميع الأصوات المدونة في السجلات ...التاريخ لم يكذب وأبدا هي الحقيقة حينما يرتب الشخص من ضمن الأوائل أو الأول في المغرب الذي يفوز من حيث الأصوات المعبر عنها في الانتخابات الفردية السابقة...تلك حقيقة يتوجب استيعابها .
لمن لا يرغب في هذا الكلام ولد العروسية ابن بيئته ...ابن الشعب الذي ينتمي إليه ، وإليكم الواقعة التالية كنت شاهدة عيان فيها : التاريخ والحدث هو الانتخابات التشريعية 1997، العلاقة بيني وبين الحدث تختزل في أن حبل السرة بيني وبين حزب الاتحاد الاشتراكي في طريق القطع التدريجي لكي أختار مسافة التأمل من بعيد ...المناسبة تختزل في مساهمة رمزية في حملة السيدة مرشحة الحزب المذكور في دائرة أو بالأحرى إمبراطورية ولد العروسية ،كانت لجنة دعم حزب الاتحاد هي الوحيدة التي جابت أزقة خريطة التهميش والاقصاء لرقعة تنتمي بطبيعة الحال إلى هذا الوطن ...استغربنا الاستقبال الهادىء لساكنة ما يشبه الأحياء ...هنا يختلط عمق البادية والترييف بأشياء أخرى لها علاقة بالمدينة ...فيما بعد سنعلم أن صاحب المكان والناس أعطى أوامره لكي يحترم مرور النساء ...هكذا صرح بعض السكان مضيفا أن علاقة الساكنة بمختلف شرائح الأعمار تربطها بالسيد ولد العروسية أكثر من الانتخابات أو السياسة أصلا ، اعتبريها سيدتي يقول شاب من المنطقة تلك العلاقة القائمة أساسا على الحماية ...وفق مقولة الأخذ والعطاء ، نحن هنا لا نأخذ رشوة ولا يرغمنا أحد على من سنصوت ، نحن نختار من يناسب أوضاعنا سيدتي .
قطعا بإشارة هذا الشاب فهمت المقصود ، هم في أمس الحاجة لمن يختلط معهم في سرائهم وضرائهم ...في من يحميهم من ارتكاب كل المبيقات باسم البناء العشوائي باسم الجريمة أساسا الاتجار في الخمور والمخذرات ، هنا أيضا العمالة الجنسية المسماة دعارة أو بغاء إلى جانب أختها مهنة ( الكرابة ) هنا أسواق الممنوعات من صرف البيع والشراء في دنيا المتلاشيات ...هي دولة الجريمة والممنوعات تتوفر على مركز تجاري ومحلات لبيع خردة المباني المهدمة أو التي توجب إعادة هيكلتها ...أيضا لا يتوانى البرلماني على استعمالها في شقق عماراته النابتة كالفطر في مختلف مناطق مراكش ...هنا من البناء إلى الاسطبلات مرورا على (جلسات) مواد البناء المنتهية صلاحيتها كان مكانها المناسب القمامة لكن قطعا أيادي خفية في بعض المعامل تتعامل وفق منطق النصب والاحتيال هو إذن (زليج)غير صالح للاستعمال ...هو اسمنت انتهت صلاحيته هو حديد لا يتوفر على المواصفات المطلوبة ...بالمختصر المفيد هو عالم الفساد وبامتياز .
حينها استخلصت خلاصة طبعا هي حقيقة هذا الواقع الموبوء مفادها أن علاقة الناخب بالمنتخب في مثل هكذا واقع تحكمها معطيات متبادلة بين الطرفين ،(الفتوة ) حاضر في كل لحظة وحين ...في الموت كما في الحياة كما في السجن أو العلن ، نفقات الأعراس والمآتم من جيبه تجود ، قفة السجين أو السجينة لها حساب مرة أو مرتين في الأسبوع ...في نفس السياق تبقى العلاقة تفاعلية وفق أخذ وعطاء هم يتجرأون على فعل كل شيء مشار إليه أعلاه ضمن هذا المقال ...هو مقابل هذا الكرم الحاتمي في دنيا التهميش من حقه أتاوة تختزل في منح الصوت فقط ، إلم أقل أنه يملكها بقوة التاريخ ...فلماذا هذا الهرج والمرج عندما فاز بالمقعد البرلماني في الانتخابات الجزئية الأخيرة وبنتيجة دكت الزرع والورد بل و عطلت محرك تراكتور قبل الانطلاقة لأن الرغبة كانت هي قلب تربة المنطقة لكي تجعل منها أرضا صالحة لزراعة نباتات مهجنة هكذا يقولون .
وكإضافة أولى فظاهرة ولد العروسية ماهي إلا صدى للأزمات الغريبة التي توالت على الحياة السياسية عموما ، ظاهرة بمتابة تذبذبات مازال صداها يرن في قعر هذا الوطن ، هي فترات عصيبة من هذا التاريخ الممتد إلى الآن ، وبدون منازع هو ثمرة ونتيجة في نفس الآن ...هو إنجاب بطريقة عادية وسلسة ولم تتدخل فيه العملية القيصرية ...هو مولود طبيعي يتكرر في كل محطة ...هو ليس بشيء غريب سقط من السماء وفي نهاية المطاف هي ظاهرة فلسفية وكما سبق وعبرت الأمر يتعلق بظاهرة اجتماعية .
الاضافة الثانية الظاهرة لم تنجب لأسرة متميزة بالنسب العريق ولم ينشأ نشأة شباب الأرجالشيين فتعلم عن إخوته وأقاربه ووالديه ومشاهير الساسة ، هذا معطى تفتخر به الانسانية حينما يصل أحد أبناء المهمشين والمغبونين إلى مركز قرار ...لكن المنعطف الخطير هو أن يجوب أمثال الظاهرة أنحاء العوالم المعروفة في الزمان والمكان باحثين مغامرين من أجل تحقيق طموحاتهم الخاصة جدا ، تطورت لكي تصبح طموحات سياسية وصلت الآن مرحلة انقلاب السحر على الساحر ...فبمجرد إعلان فوز الظاهرة الساحق في الانتخابات الجزئية الأخيرة وفي مواجهة الدولة يتوجب على هذه الأخيرة أن تعترف بتدهور التاريخ ، وإن صح التعبير أليس الأمر يتعلق بضعف النظام السياسي في مواجهة اختراع خرج من معطفه ...ومهما يكن الأمر فالظاهرة ليست بحتمية هي شيء قابل للاندثار لكن الضرورة تقتضي سكب دماء سياسية طاهرة تستفيد منها أيضا تلك الأجسام المريضة المتخلى عنها في مناطق التهميش ...دماء طاهرة حتما ستمتص ذلك الدم الهمجي .
.........................................
هامش
شكرا للأستاذ علي الصراف في اقتباس الجزء الأول من العنوان










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال