الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2008 / 11 / 5
القضية الفلسطينية


ليس من الغريب في ظل وضع سياسي متدهور , ووضع اقتصادي رديء سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أن تسيطر المناكفات والتحديات بين طرفي الصراع على سياساتهما كلٌ بحق الآخر , لكن الغريب والمؤسف أن يسمح حزبان سياسيان يعتبرا القطبين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية بأن يصبح المواطن هو ضحية الصراع الدائر بينهما وأن يصبح الشعب الفلسطيني هو القمح المطحون بين شقي الرحى , فيأكل كلاهما خبزا والشعب وحده يحترق بنار التنور.
ورغم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تجد الكثيرين من الوصوليين الذين عهدت مثلهم كل الثورات عبر التاريخ , أولئك الذين يعيشون على حساب طعن هذا والغدر بذاك فيلبس كل منهم قميصا غير قميصه ويسلب حقا ليس أهلا له , بل ويصرح بأنه حامل الراية وأنه الساهر على رد اعتبار حركة ذات تاريخ ثوري عريق رغم أن مثل هؤلاء هم من جعلوا من تلك الحركة جسدا تملأه الثغرات والطعنات التي نزفت من أبنائها حتى أوشكت أن تسقط للأسف. فقد حوّل هؤلاء المنتفعون حركة فتح إلى قطة تأكل أبناءها بشراهة دون تفكير إمعانا في الخوف من مجهول , وبدلا من مجابهة الحقائق ومعالجة الخلل فإنها تعطي الفرصة للمتسلقين ورعاع الثورة المزيفين فرصة التربع على عرش الأمن الفتحاوي ناسين أن هذه الحجارة لا تبني وإنما ترجم تاريخ حركة فتح وثورتها الكبيرة .
لقد تسبب هؤلاء العسس بنشر الرعب بين أبناء فتح في قطاع غزة وكأنه لا يكفيهم ما يحدث بحقهم بسبب الصراع السياسي اللعين حتى باتوا يشكون في أنفسهم , فهم حقا لا يسمعون عن قطع راتب موظف غير فتحاوي ! ويحتاج بعدها ابن فتح للرجاء لينال صكوك المغفرة ويثبت انتماءه وكأن مدبرو هذه المكائد يريدون جعل الانتماء لفتح من خلال راتب هزيل دون أن يدركوا أن الانتماء لفتح انتماء لثورة , انتماء لتاريخ , انتماء لوطن , انتماء لقائد أفنى حياته في سبيل حمل القضية إلى العالم وفرض حقوق الشعب الفلسطيني في شتى المحافل الدولية .
نسى هؤلاء أو تناسوا أن الانتماء لا يكون بمذلة أبناء الحركة وإجبارهم على العيش خائفين دون حتى أن يفكر أي منهم بتغيير انتمائه . لقد بلغت هذه المهزلة أشدّها وأصبح هؤلاء المتحكمون برقاب الخلق آفة تطارد حياة كل موظف رسمي حتى لو كان ملتزما بالقرارات الرسمية للسلطة الفلسطينية , وأصبحوا هم أسياد العيش والسيف المسلط على رقاب الناس , والمؤسف جدا أن يكون في الضفة الغربية من يتعاطى مع التقارير الكيدية بل ويصادق عليها دون حتى أن يتأكد من صحة ما ورد فيها ويخرج المسؤولون للتصريح بأن كل شيء يخضع للمراجعة والتمحيص وأن هنالك لجنة للتأكد من صحة المعلومات و رغم أن هذا لا يعدو عن كونه هراء إعلامي بحت , إذ أن الجميع يدرك أنه يكفي أن ترسل تقريرا على أي رقم فاكس لأي شخص لا يتمتع بمصداقية عن زيد من الناس فيتم قطع الراتب ويبدأ رحلة الجوع مع أبنائه ويبحث عمن يعطيه صكا يثبت فتحاويته , لذلك وعلى فرض أن سيطرة حركة حماس على غزة بعد الأحداث الدامية استمرت أعواما فمعنى ذلك أن تصفى حركة فتح في غزة ويبقى أصحاب المقالب هم أصحاب المكاسب يتجسسون على أنفسهم ويقطعون رواتب بعضهم بعضا !! .وتنتقل العدوى للضفة الغربية وقل على تاريخ الثورة السلام حينها .
فهل هذا ما يدبره ويطمح إليه قاطعو الرواتب ومن كلفهم بتلك المهام ؟
وأخيرا أقول لهؤلاء كفى عبثا بأرزاق الناس على هواكم , وأقول لمن يتلقى التقارير في الضفة الغربية تريثوا ولا تكتفوا بالقول أن في غزة ملاعين يطعنون بعضهم زورا ورغم ذلك تنفذون القتل البطيء بحق من لا ذنب لهم ولا شائبة تشوبهم , وكفى عبثا بتاريخ فتح ونضالاتها , ويكفي أبناؤها ما يتعرضون له من إهانات بسبب بعض من عاثوا فسادا في تلك الحركة الغرّاء .
التاريخ سيكون شاهدا على كل شيء , وكتبة التقارير الكيدية الذين نسوا مخافة الله وحيّدوا ضمائرهم لن يكونوا إلا أصحاب الخسارة بعد أن جعلوا الانتماء لفتح محض تجارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا