الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آهات قاتلة

رائد قاسم

2008 / 11 / 22
الادب والفن



اليوم أكمل 10 سنين في السجن وبقي لي 5 سنوات أخرى، في مثل هذا اليوم قبل عقد من الزمن جرت آخر أحداث قصتي التي ابتدأت منذ أن كان عمري 12 عاما وانتهت وعمري في بداية الثلاثين من حياتي الرمادية ، كنت شابا كباقي الشبان مرح وسعيد وفرح ، اجلس مع بنات عمي وخالاتي واستمتع بالتحدث إليهن ، في ذلك اليوم وعندما قارب عمري ال13 جاءني والدي وقال لي لا تتحدث بعد اليوم مع الفتيات أبدا! صدمت مما أمرني به ولكني ظللت اسلم عليهن وأتحدث إليهن ، وأتبادل معهن الحوارات الجميلة ، إلا إني وجدت أنهن بدأن مع مرور الوقت يتجنبنني واحدة تلو الأخرى ، دخلت مرة إلى البيت ورأيت زوجتي عمي وخالي وبعض النساء فغطين وجوههن عني ! ألقيت التحية على أبنت خالي أمل فغطت وجهها ولم ترد على سلامي ! دخلت إلى غرفتي حزينا وجاءني أبي ناهرا وقال لي: لقد كبرت اليوم يا ولدي وظهرت شواربك وليس لك أن تجالس الفتيات والنساء أبدا... استسلمت للأمر الواقع الغريب على فطرتي فأكملت وقتي مع أصدقائي ، كنت اعمد إلى اختيار أصدقاء من أصحاب الوجوه الجميلة! علهم يعوضونني عن فقدان المرأة في حياتي، وكنت اذهب إلى المجمعات التجارية والأسواق معهم لإكمال نقصا حاد في داخلي ولكن رجال الأمن يمنعوننا من دخولها بحجة إننا عزاب ! ,,, بدأت استنجد بالانترنت وبالتحديد مواقع الشات للتحدث والتواصل مع الآخرين خاصة من الفتيات فعرف أبي بأمري فقطع الانترنت عني ! انشغلت بعد ذلك بالثانوية العامة ، إلا إنني في العطل الصيفية كنت أسافر إلى الخارج وأقيم علاقات إنسانية رائعة، تعرفت على شبان عن طريق الشات فسافرت إليهم في الصيف ، هناك جلست في ديوانية عامرة بالرجال والنساء والفتية والفتيات وتعرفت على الجميع ، شعرت بالسعادة لأني بينهم وكنت أتمنى لو كنت واحدا من مواطنيهم ، إنهم يعيشون في مرح ويحيون حياة طبيعية ، أما أنا فكل شي في حياتي يدعو للكآبة والحزن، مرة نظرت في عيني فتاة فجاءني شقيقها مهددا بضربي إن عدت إلى مثلها! وذات مرة سالت فتاة عن اقرب دورة مياه للرجال ! فهجم علي والدها واتهمني باني تحرشت بها ولم تحل القضية إلا بتنازله عن الاتهام في قسم الشرطة!
حتى الحدائق حرمت من ارتيادها وشرط علي أن ارتادها برفقة إحدى محارمي ! لكن ماذا افعل؟ فليس لدي أخوات ! تحدثت إلى رجال الأمن وقلت لهم أنا ممنوع من دخول الأسواق والحدائق والمنتزهات وليس لي أخت لأذهب معها إلى هذه الأماكن وما زلت صغيرا على الزواج، اسمحوا لي بدخولها فان فعلت شيئا مخالفا للقانون فعاقبوني ! إلا أنهم لم يسمعوا لكلامي رغم منطقتيه ، ذات مرة قال لي احدهم إن المرأة عندنا جوهرة فان كسرت لا يمكن أن نعيدها إلى حالتها الأصلية أبدا لذلك فنحن نسد أي ذريعة تؤدي إلى إلحاق الأذى بها !!
مرة واحدة أو مرتين أقنعت أمي بان تذهب معي إلى مجمع تجاري افتتح حديثا، استغليت الأمر وأخذت أصور أرجائه قليلا، فجاءت امرأة ضخمة الجثة واتهمني باني أصوره بناتها ! اخذت مني الجوال وحطمته على الأرض ! ثم أبلغت الشرطة، قلت لهم أنا لم أصور بناتها أبدا إلا أنهم طالبوني بان أتبث بأنني لم افعل ذلك! قلت لهم فلتثبت هي باني صورت بناتها! فقالوا لي كيف لها ذلك وقد حطمت الجوال! جاء زوجها أخيرا وتنازل عن الاتهام وعدت إلى البيت وأمي ما تزال تلعن تلك الساعة التي وافقت على الخروج معي !!
... إن حياتي موحشة وقاسية حقا ، ليس فيها جمال وروعة وبهاء ، أنها مليئة بالعقد والمطبات التي تكفي لجعلها داكنة وبائسة ... ولكوني لا أرى المرأة إلا نادرا فقد أصبحت انظر إليها على أنها كائن غريب الأطوار ، في بعض الأحيان جوهرة ثمينة على الرجل أن يحصل عليها ويحفظها لأنها ثمينة جدا ، وفي أحيان أخرى كنت انظر للمرأة على أنها كائن اقل إنسانية مني بل أنها في حقيقتها أنثى الإنسان وليست إنسان ! ذات مرة وعندما كنت أقود سيارتي بعد انتهاء محاضرتي الجامعية سقطت أمطار غير اعتيادية فرأيت فتيات يمشين وقد بللهن المطر فوقفت لهم ولم أكن اقصد شيئا غير أنقادهن من البلل فلم أرى إلا وسيارة أمنية ورائي تأمرني بالوقوف ! قلت للشرطي لم اقصد سوى أنقادهن من المطر إلا انه أصر على أني كنت أتحرش بهن ،حتى جاءت أحداهن وتنازلت عن الدعوى!! في يوم ما طلب مني عمي بان أوصل بنات احد أصدقائه إلى الجامعة وانتظرهن لعدة أيام، قال لي سأدفع: لك مبلغا جيدا.. أثناء الطريق سألتهن عن حياتهن الجامعية وطموحاتهن، فأجبنني باقتضاب ! وما أن ترجلن عن سيارتي حتى تلقيت اتصال من عمي وهو في قمة الغضب! كيف تجرا على التحدث إليهن والتحاور معهن؟! هل جننت ؟!
... لم اعد أرى المرأة التي هي نصف المجتمع كما يقولون حتى في القنوات الفضائية، فقد منعني أبي من معظمها بدعوى أنها مفسدة للأخلاق ! لقد حرمت من الأنثى وأصبحت بالنسبة لي طيفا نادرا يمر بسرعة البرق أو حلما عابرا في عالم النوم ، لم يعد أمامي سوى الشبان الجميلين الذين بدئوا يتقلصون بسبب تقدمي في العمر ، ولكني عمدت إلى الذهاب في رحلات شبابية للتعرف على شبان ذو وجوه جميلة نضرة ويتمتعون بأجساد قريبة من الفتيات ، وقد نجحت في ذلك قليلا ، إلا إن أشقائهم الكبار وآبائهم شكوني عند والدي! وطلبوا منه أن يأمرني بان اقطع علاقتي بأبنائهم لأنهم ما يزالون صغارا مراهقين وأنا أصبحت شابا وعلاقتي بهم مفسدة لهم ! لم امتثل في بداية الأمر لأوامره واستمريت في إقامة روابط الصداقة معهم ، إلا إن شقيق احدهم ضبطه معي ونحن نأكل الشوارما! فاسمعني كلاما مهينا وامسك بيد أخيه وأرجعه إلى البيت، لمحت نظرات الاحتقار في عيون الجالسين في المطعم، أكملت بقية العشاء وخرجت حزينا وحيدا وقد عاهدت نفسي على أن ابتعد عن الناس واهتم بما تبقى من دراستي.
... درست حتى تخرجت من الجامعة، تركت الأصدقاء الذين كانوا يصغروني سنا وأقمت علاقات مع من هم في مثل سني حتى لا أثير غضب مجتمعي المحافظ جدا !! عينت مدرسا في إحدى المدارس، في المدرسة بدأت حياة أخرى، أصبحت في فترة قياسية محبوبا من قبل الطلبة وكنت اخرج مهم في رحلات ترفيهية وتعليمية وكان الطلاب يترددون علي كثيرا، استدعاني المدير وقال لي إن بعض المدرسين تقدموا بشكوى ضدك ! قلت له أنا لم افعل شي تجاههم . قال لي إن مكتبك لا يخلو من الطلاب الجميلين وأنت تتسامر معهم وتتحدث باستمرار! وعندما تذهب في رحلات معهم يحيطون بك أيضا! و هذا سلوك غير مقبول. قلت له أنا لم اقصد أي شي أبدا. أجابني: قصدت أو لم تقصد هل ننتظرك لتفعل ما يخالف الشرع والعفة والشرف؟ عليك بان تقلل من علاقاتك بالطلبة عموما أتفهم ؟ . قلت له : بأمرك سأفعل ما تريدون . ثم الفت إلي قائلا: أظنك غير متزوج أليس كذلك ؟ . قلت له : نعم هذا صحيح . قال: إذن عليك بان تتزوج ، فهذا أفضل لك ، بل يجب عليك أن تتزوج حالا ، لا أريد أن أراك في الفصل القادم إلا وأنت متزوج .
.. ذهبت إلى أبي وقلت هل حان الوقت، أريد امرأة تملا حياتي الفارغة. فقال لي: يا بني إنني لا امتلك المال الكافي، عليك أن تذخر من راتبك لفترة معينة حتى تتمكن من الزواج. قلت له: أليس هناك طريقة أخرى ؟ . أجابني غاضبا: مثلما ماذا ؟ هل تريد امرأة مجانا مثلا!!
.. انتظرت سنة كاملة ثم اقترضت مبلغا من المال، وذهبنا خاطبين لإحدى الفتيات من بنات أصدقاء والدي، نظر إلي عمي المفترض بتجهم! ثم شرط شروطه الكثيرة وقد بلغت أكثر من مائة ألف ريال، قلت له هذا كثير ! قال لي: هل تريد أن تتزوج أم لا؟ ابنتي ليست اقل من غيرها. قلت له: أنا أريد امرأة لتكون لي زوجة ولا أريد أن اشتري امرأة !! . علق أبي ساخرا على كلامي: سيان يا بني صدقني ! ادفع لتحصل على ما تريد وترتاح !!
.. قلت في داخلي:أأدفع كل هذا المال لأحصل على امرأة ؟! .. ولكني رضيت بالأمر الواقع، لم استطع حتى رؤية وجه الفتاة إلا أنها أرسلت لي صورتها خلسة! .. قبل إجرائنا العقد الشرعي في تلك الليلة الوردية التفت لي والداها قائلا بصرامة أمام الحضور: اشهدوا يا قوم لا أريدك أن تخرج معها أو تختلي بها أبدا، أنها محرمة عليك حتى ليلة الزفاف! ماذا قلت؟ . أجبته: بأمرك يا عمي. !! وهنا أذن بإجراء العقد الشرعي !
.. قضيت بقية الليلة أتحدث معها بالتلفون، وظللنا على هذه الحال فترة حتى أقنعتها بان نخرج سويا، فوافقت على أن يكون ذلك لمدة قصيرة، فخرجنا لتناول وجبة العشاء... ما أروعها، أنثاي جميلة حقا لكنها متحفظة كثيرا.. عند عودتنا مررنا بنقطة تفتيش ، أوقفني الشرطي وطلب مني بان أسلمه هوياتنا فأعطيته إياها فطب مني أن أتبث علاقتي بزوجتي! فقلت له دونك دفتر الأسرة الذي بين يديك ! إلا انه لم يقتنع وقال لي وما يدريني بأنها زوجتك !! قبض علينا بتهمة الخلوة اللاشرعية !ولم نخرج ألا في منتصف الليل ، عندما جاء والدها واخبرهم بالحقيقة ! ثم عنفني وشتمني ثم ضربها وسحب هاتفها النقال.. تحدث معها بعد ذلك عن طريق الماسنجر فعرف والداه بذلك فقطع الانترنت عتها! لم يبقى أمامي سوى تعجيل الزواج فتزوجنا ودخلت على زوجتي بعد أكثر من عام من التعقيدات والمبالغات والتشدد العجيب المحير الذي لم كن أتوقعه ، إذ كنت أظن انه بمجرد إجرائي عقد الزوج ستكون هذه الفتاة زوجتي ولن يقف أحدا في طريقنا إلا إنني كنت واهما للأسف الشديد !.
... دخلت على زوجتي بشوق ولهفة عارمة ، لم اعتد على وجود أنثى في حياتي وجسد غض ينام إلى جانبي وروح أنثوية أعيش معها بقية عمري، ولكني لم أجد منها ذلك التفاعل الذي كنت آمله ، حتى انه يتهيأ لي باني أمارس الحب مع نفسي في بعض الأحيان ! قلت لها : أنت روح وجسد ،أنا لا أتعامل مع صورة صماء ، أريد منك تفاعل حيوي يعوضني عن حرمان طالما آلمني وأشقاني . قالت لي : هذا ما استطيع فعله ... عرضنا الأمر على طبية نساء فصدمت عندما قالت لي بان زوجتك مختنة !! . قلت لها : وماذا يعني ذلك؟ . أجابتني: يعمد الكثير من الآباء في مجتمعنا إلى استئصال جزء من أعضاء بناتهم التناسلية لتقل شهوتهن الجنسية وبالتالي يتقلص احتمال انحرافهن ويحافظن على شرفهن !!... عدت إلى فراش زوجتي مهموما ومنهكا .. لماذا يحدث لي ذلك؟ كنت قد عانيت سنوات طويلة من حياتي بسبب حرماني من الأنثى ، واليوم عندما تزوجت وأصبحت املكها يكون حضي مع فتاة فقدت جزء من انوثثها وحيويتها ! لماذا دفعت كل هذه المال ؟ أمن اجل امرأة اتضح لي أخيرا بان جزء من أعضائها التناسلية أزيلت التزاما بقيم رعناء ظلت تتحكم بحياتنا فحولتها إلى حياة موحشة كئيبة يتناثر السواد في كافة أجزائها .. لقد عانيت سنوات طويلة من الحرمان والكبت وفي النهاية احصل على امرأة خرجت من رحم ثقافة تجبل الإنسان على الخضوع والخنوع والتلذذ بالألم وتعتبره ذلك فضيلة وتميزا !!.. ... قبلت على مضض بان أعيش مع نصف أنثى تحقق لي نصف رغباتي وطموحاتي العاطفية والإنسانية والجنسية، كنت اصبر عنها بالأيام الطويلة المتعاقبة فلا تراودني عن نفسها أبدا ! كانت أحاول اثارثها بالكلام والعبارات المغرية ولكنها تميل إلى الجفاف والتصلب ، حثتها على تطوير ذاتها وتنمية مهاراتها ، قلت أنها إن الحياة واسعة وتستطيعين عمل الكثير، إلا أنها ظلت متمسكة بتقاليدها وعاداتها ودائما ما تقول لي : قيمي لا تسمح بذلك!
.. حتى ملابسها لا تغيرها أمامي فما زالت تخجل مني ! أمارس معها الجنس وكأني أمارسه مع نفسي! قلت لها: لم ادفع كل هذه الاموال لكي أحظى بامرأة لا تكون لي غانية ! أريدك غانيتي ومومستي وأنثاي وصديقتي وزوجتي! . قالت لي : لا استطيع أن أكون لك كل ذلك ، عاداتي وتقاليدي وتربيتي تمنعني من الكثير مما تقول ، الححت عليها بان تتغير إلا أنها اجابتني بصراحة قائلة : لا امتلك القدرة على ذلك ، كل من حولي هكذا ، أرجوك اقبلني على ما أعانيه من عيوب . قلت لها: أنت طالق ! لا حاجة لي بنصف امرأة ونصف أنثى ونصف زوجة والأصعب من ذلك نصف إنسانة!
...بعد طلاقي عشت في فراغ اجتماعي ونفسي كبير، كثير من الناس أصبحوا يتجنبونني، حتى الطلاب في المدرسة شعرت بأنهم يتهربون مني، كانوا يعتقدون باني مريضا نفسيا وبعض المعلمين يرى بان سبب فشل زواجي لكوني شاد جنسيا ! لذلك طلبت زوجتي الطلاق.. عشت في غربة اجتماعية وإنسانية شديدة ، معظم معارفي وأصدقائي تزوجوا ومشغولين بعائلاتهم ، شعرت أثناء غربتي المتواصلة بسياط الرغبة الجامحة ، فقررت الاقتراض مجددا لأعيد الكرة وأتزوج مرة أخرى ، إلا إني جوبهت برفض بعض العائلات لي ورفضي لبعضها الأخر ، فقد كنت اسأل خفية من خلال والدتي عن فتياتها فكانت الإجابة أنهن مثل زوجتي السابقة ! أي إناث فاقدات لنصف طاقاتهن الحيوية التي أودعها الله فيهن ، فكنت ارفض الاقتران بإحداهن وأعود إلى عزلتي بما تحمله من الم وتعاسة وشقاء ! .. في ذلك اليوم ذهبت لشراء وجبة إفطار من احد المطاعم في شارع عمومي، ما أن اقترب من سيارتي حتى وجدت فتاة اتخذت لها مكانا في المقعد الأمامي... لم اصدق عيناي ! أيعقل أن تكون زوجتي السابقة مثلا! أم أنها أنثى ملائكية هبطت علي من السماء! أم أنها فتاة تكونت من دموي وألمي وأحزاني ! من هي هذه الفتاة وما هويتها؟ أيعقل أن تكون السماء قد رأفت بي وبعثت لي أنثى أحلامي وزوجة غدي المشرق البراق وامرأة حلمي الوردي الجميل؟ .. قلت لها من أنت وماذا تريدين ولماذا أنت في سيارتي ؟ .. ظننت باني سأسمع صوتا ملائكيا حنونا إلا أنها أجابتني بصوت جاف ولهجة قاسية وبنبرات شيطانية لم أألفها... : اسمع إذا كنت تريد الستر على نفسك فادفع لي ألف ريال ألان وإلا سأفضحك على رؤؤس الأشهاد ! ماذا ترومين مني بالضبط؟ . قلت لك ادفع لي مالا حتى أترجل عن سياراتك القذرة..
- نعم فهمت أنت فتاة تتاجرين بانوثثك وتستغلين بذكاء فساد البيئة التي تعيشين فيها لتحصلي على المال أليس كذلك؟
- بالضبط يا بطيء الفهم!
- وان لم ادفع لك ؟
- سأصرخ ألان وادعي بأنك تريد اغتصابي وحينها سيسجونك أكثر من 5 سنوات! ادفع لي المال واذهب إلى حال سبيلك .
... حينها شعرت بغضب إبليسي وثورة شيطانية عارمة .. أحسست بان هذه الدنيا لم يعد لي مكانا فيها أبدا وان حياتي لم تعد ذات جذوا وانه يجب أن أضع حدا للمأساة التي أعيشها والتي ظلت تلاحقني وتعذبني طوال سنوات طويلة.. قلت لها أرجوك اخرجي من سيارتي فلن أعطيك أي مال. قالت لي: خلال دقيقة واحدة سأبدأ بالصراخ. قلت لها ليس عندي أي مال صدقني. قالت لي دبر أمرك! أنت رجل أم أنا متوهمة ؟ هيا بسرعة الدقيقة شارفت على الانتهاء!! .
...حينها شعرت بأنه يجب علي أن انتقم من القيم الحاكمة التي سيطرتي على منذ صغري .. يجب أن انتقم ممن جعل حياتي كئيبة وتعيسة وموحشة وحرمني من أن أعيش كبقية البشر المنتشرين في أرجاء هذه الأرض.. أيتها الأنثى عشت طوال عمري بعيدا عنك... لم أكن لأسمع حتى صوتك.. في بعض الأحيان اشعر بأنك لست سوى طيفا أو شبحا أو كائنا فيروسيا على هيئة بشرية ! كنت وما زلت محروما من صوتك ووجهك وكيانك الآدمي...كلما حاولت الاقتراب منك أعاقب عقابا شديدا.. وعندما حصلت عليك بعد أن دفعت كل ما املك في سبيل الحصول على أنثى أكمل بها هيئتي البشرية ولتضفي على حياتي طعما طبيعيا لم اهنأ بك ، لأنك كنت عبارة عن كائن مشوه مثلي ، مسخته معامل التهجين الحاقدة التي أنشت بغرض تدمير كينونتنا البشرية ومحو هويتنا الإنسانية وتحويلنا إلى أشباه بشر ... مددت يدي إلى قطعة من الحديد كنت احتفظ بها وأنهلت على الفتاة ضربا وهي تصرخ من شدة الألم وفرط العذاب.. قالت لي دعني لا أريد منك شيئا.. إلا إني ظللت اضربها بعنف ووحشية.. جرت منها الدماء وخارت قواها وهي تستغيث بي، إلا إنني لم ارحمها، قلت أمثالك وأمثالي ليس لهم أن يعشوا في هذا العالم، نحن عار على البشرية.. فتحت باب السيارة وقذفتها على الأرض.. شعرت بأنها ما تزال تتحرك فأنهلت عليها ضربا أكثر من ذي قبل.. تجمع الناس حولنا، حذرت أي شخص يقترب مني باني سوف أشبعه ضربا هو الآخر.. أصبحت الفتاة جثة هادمة والناس محيطة بي من كل جانب ، جلست بالقرب من جثثها بكل برود، جاءتني رجال الأمن وقبضوا علي ، أثناء التحقيق كشف أمر الفتاة وإنها جزء من عصابة أسرية تعمد إلى ابتزاز السائقين للحصول على المال ، وبسبب ذلك حكم علي بالسجن 15 عاما فقط .. اليوم قررت كتابتي قصتي بكل ما تحمله من أهات سيطرة علي ودفعتني لارتكاب جريمة قتل مروعة ، ولكني ما زلت أتساءل : هل أنا من قتلت هذه الفتاة أم أنها مقتولة أصلا وموءودة منذ ولادتها؟! .. هل كنت طوال عمري إنسان حي أم إنني كنت ميتا في ظل هذه القيود التي كبلتني وسيطرة على وجودي وجردت حياتي من عنفوانها وحيويتها ؟ هل الرجل في بلادي حي؟ وهل هو إنسان مكتمل الإنسانية ؟ وهل المرأة إنسانة وأنثى حقيقية في ظل كل ما يعانيانه من قهر واذلال وطغيان ؟ .. هل الحياة عبارة عن قلب ينبض وجسد تتدفق فيه الدماء أم الحياة الحقة لا تكون إلا بالكرامة والحرية والعنفوان ؟ آهاتي القاتلة شكرا لك فقد قتلتي في داخلي إنسان مسخ واعدتي لي إنسانيتي الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى