الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون العراقيون والقضية الفلسطنية وحق العودة

محمد جواد فارس

2008 / 11 / 26
القضية الفلسطينية


( الانكليز حرموا علي دخول فلسطين ، لأنهم يعرفونني وطنيا معاديا للصهيونية ) يوسف سلمان يوسف (فهد )

لاشك أن قضية فلسطين هي القضية المركزية في نضال الشعوب العربية ، في القرن العشرين وعلى اثرالهجمة الصهيونية بدفع من الاستعمار الانكليزي حيث وعد بلفور المشؤوم وتطبيق معاهدة سايكس بيكو في تقسيم مناطق النفوذ الاستعماري ، وفي ظل الانظمة الرجعية العربية أ شتدت الهجمة الشرسة ضد قوى التقدم والسلام وتمثلت الهجمة بمعاداة الشيوعية وبث السموم ضد الافكار الداعية الى رفع استغلال الانسان لأخيه الانسان ، وقد التحق في هذا الركب من المطبلين والمزمرين من ذوي الافكار القومية الضيقة والشوفنية النزعة . حيث اتهمت الاحزاب الشيوعية بأنها وقفت مع مواقف كانت ضارة بحركة التحررالوطني الفلسطيني ، وقد شكلت هذه الاتهامات مصدر قلق لدى الكثير من القوى المحبة للتحرر والديمقراطية والعدالة والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها ، ومن هذه القوى التي اصابها الغبن الحزب الشيوعي العراقي احد ابرز القوى الوطنية في المنطقة ومن اجل توضيح الموقف وهو كما التالي :
فمنذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في ربيع 1934 في 31 اذار كانت مواقف الحزب وسياساته وتقاليده النضالية في التضامن والتأيد لحركة التحررالوطني العربية ومقاومة الاستعمار والصهيونية وخلال هذه الحقبة الزمنية وجهت الاتهامات للحزب الشيوعي العراقي بشأن القضايا القومية وقضيتي الوحدة العربية ،وقضية فلسطين ، فأن الحزب الشيوعي طرح في البداية العمل التضامني المشترك بين الشعوب العربية ورفع شعار الاتحاد بين الدول العربية كخطوة اولى تدفع باتجاه الوحدة العربية ففي كتاب عصبة مكافحة الصهيونية للدكتور عبد الطيف الراوي يكتب: ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نشط فهد بشكل أوسع لصالح القضية الفلسطنية وضد الصهيونية . وعندما طرح بعض الشيوعيين من يهود ومسلمين أعضاء في إحدى خلايا الحزب في بغداد مقترحا بتكوين منظمة تعمل على فضح أهداف الصهيونية ، وعلى غرار ما حصل في كل من بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية ، تبنى فهد هذه الفكرة وشجع الشيوعيين والديمقراطيين اليهود وغير اليهود على السعي لتشكيل عصبة مكافحة الصهيونية في العراق ، حيث بدأالعمل من أجل ذلك وشكلت هيئة مؤسسة قامت بوضع نظام داخلي وبرنامج عمل لهذه المنظمة السياسية غير الحكومية وغير الحزبية .
وفي 21 / 11/ 1945قدم فهد مذكرة إلى رئيس الدولة العراقية وإلى البرلمان العراقي وإلى رؤساء الدول الكبرى والعربية أوضح فيها " أن الحكومة الحكومة تدعي مناصرة عرب فلسطين ضد الصهيونية لكن هذه المناصرة غير ملموسة لدى الشعب العراقي بل ما هو ملموس عكس ذلك تماما . وقد اشار فهد في عدة مقالات كتبها عن القضية الفلسطنية لفضح طبيعة الصهيونية باعتبارها حركة سياسية عنصرية تهدف الى تجريد الفلسطنيين من وطنهم ، وان هذه الحركة تتناغم مع الاهداف الاستعمارية ومناهضة لحركات التحرر الوطني وحركة الشعب الفلسطني الرامية للاستقلال . ولكن في الوقت نفسه ان موقف الحكام في العراق من الصهيونية العالمية ومن الهجرة اليهودية الى فلسطين يختزل بما كتبه فيصل ابن الحسين في عام 1919 ، أي قبل ان يصبح ملكا على العراق ، إلى أحد قادة الحركة الصهيونية يقول فيها : " نحن العرب ، وعلى الاخص المثقفين منا ، ننظر إلى الحركة الصهيونية بعطف عميق .....ولسوف نرحب بقدوم اليهود إلى فلسطين ونقول لهم أهلا"وسهلا" . وهو الذي يدرك جيدا فحوى تصريح مؤسس الحركة الصهيونية العالمية تيودر هيرتسل والذي قال فيه ، معبرا" عن قرارات المؤتمر اليهودي الدولي بأن هدف الصهيونية هو " تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين " . أن فهد ركز على شعارات أساسية واضحة جدا بشأن القضية الفلسطنية لاتقبل التحريف او التأويل ، وهي الاتية : *منح الشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ورفع الوصاية البريطانية عنه . * إيقاف الهجرة اليهودية الى فلسطين . * التضامن مع الشعب الفلسطيني لمواجهة المؤامرات التي تستهدف وطنه ، وفضح الأهداف العنصرية والعدوانية للحركة الصهيونية . تعبئة الرأي العام العراقي والعربي إلى جانب الشعب الفلسطيني من خلال النشاط الفكري والسياسي . * محاولة كسب المزيد من اليهود إلى جانب الحركات المعادية للصهيونية في سائر أرجاء العالم العربي . * فضح طبيعة الحركة الصهيونية وأهدافها في فلسطين والمنطقة العربية وتحالفاتها الدولية المناهظة لحركات التحرروالمرتبطة عضويا" بالرأسمال المالي العالمي..
كتب فهد مقالا يوضح من خلاله موقفه من الصهيونية ورفضه لمحاولات التقسيم التي كانت تسعى إليها الصهيونية العالمية مستلهما فكر الاممية وربطه في العلاقة القائمة بين الامبريالية والصهيونية على الصعيد الدولي ومما كتبة الرفيق الخالد فهد في جريدة العصبة في عام 1946 يقول : إننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحد ، هي العنصرية محظية الاستعمار . إن الفاشية والصهيونية تنهجان خطين منحرفين يلتقي طرفهما وتتشابه أهدافهما ، وكل منها نصبت نفسها منقذة وحامية لعنصرها ، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها واشعلت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها . والثانية الصهيونية بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من ابناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادهاالمستعمرين الإنكليز والأمريكان ، فتشعل بهم نيران الاضطراب في البلاد العربية . وقد كان من أعمالهاأن حولت فلسطيننا إلى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء وتهددت الأقطار العربية بأخطارها وبأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاءوتثبيت النفوذ الاستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تحاول إثارتها . وهنا لابد من ان اشير الى ما كتبه الشيوعي المخضرم زكي خيري بصدد قرار التقسيم كاتبا " قبل خروجي من السجن ، ونهاية تشرين الثاني 1947 ، سمعنا قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الامم المتحدة . نزل الخبر على الشيوعيين نزول الصاعقة ولاسيما لان الاتحاد السوفيتي كان من الموافقين على التقسيم . وقد لاحظت محمد حسين أبو العيس ( عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي استشهد على يد انقلابيي شباط عام 1963 ) وكأنه أصيب بدوار ، واستسلم إلى النوم في فراشه في وضح النهار . وعندما استيقظ من نومه شرع على الفور يجادل ضد التقسيم . ويضيف كان الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه يثقف ضد الوطن القومي لليهود وضد الصهيونية التي نمت وترعرعت تحت رعاية الامبريالية . وكان تثقيفه هذا يسترشد بالماركسية اللينينية التي كانت تدين الصهيونية باعتبارها حركة انشقاقية تعزل العمال اليهود عن سائر العمال الذين يتعايشون معهم في بلدانهم وتضعهم تحت هيمنة رأسماليتهم . وكان استيطان اليهود في فلسطين يعني في الوقت ذاته أغتصاب الأرض من أصحابها الشرعيين الذين عمروها بدمائهم وعرقهم طوال أربعة عشر قرنا ولم يهجروا أراضيهم في فلسطين إلا بالاكراه .
الكونفرنس الثالث للحزب عام 1956 والقضية الفلسطنية
شغلت القضيةالفلسطينية حيزا واسعا في التقرير السياسي المقدم من الجنة المركزية للحزب وكان الكونفرنس بقيادة الرفيق الخالد حسين احمد الرضي ( سلام عادل ) والذي استشهد نتيجة التعذيب على أيدي انقلابي شباط الدموي عام 1963 . وقد اخذ الكونفرنس الطابع العروبي وقد انتقد التقرير المواقف الخاطئة والضارة بشأن القضية الفلسطنية منتقدا الوثيقة ( ضوء على القضية الفلسطنية ) قائلا جاءت هذه المواقف تنافي الخط السليم الذي رسمه يوسف سلمان فهد حيث تمثل انجرارا وراء الدعوات الاممية التي صدرت عن الاتحاد السوفيتي او الحزب الشيوعي الفرنسي ، فالتقرير يشخص وبحق أن خطة تحويل فلسطين إلى ( وطن قومي لليهود ) على حساب العرب كانت من الأساس خطة استعمارية ، كما اشار إلى ان " الحرب الفلسطنية " عام 1948 قد رسمت ونفذت وفقا" لمخطط أستعماري حيث ان اسرائيل أغتصبت المزيد من الارض وشردت مليون فلسطيني عن ديارهم ونحن اليوم نطالب بعودتهم في هذا المؤتمر. ويؤكد الكونفرنس الثاني حول القضية الفلسطنية : "إنها لن تحل حلا"جذريا"عادلا" إلا بالقضاء على الاستعمار في الشرق الأوسط وعلى حكم عملائه وصنيعته الصهيونية المجرمة " ، وقد سار الحزب في سياسيه مقرا الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وداعما للمقاومة المسلحة التي انطلقت منذ عام 1965 كحق مشروع للشعب في استرجاع حقوقه المشروعة ، وفي عام 1970 شارك الحزب الشيوعي العراقي اشقاءه الاحزاب الشيوعية في المنطقة حيثوا شكل فصائل الانصار المسلحة مع الحزب الشيوعي السوري والاردني واللبناني وقامت فصائل الانصار ببعض من العمليات المسلحة ولم يكتب لها ديمومة البقاء على الساحة لأن هناك قوى فلسطينية لا تريد لهذا الفصيل البقاء على الساحة الفلسطنية .وبقيت هذه الاحزاب ترفد قوى المقاومة وخاصة التي تدعي اليسار حيثوا عملوا معهم واستشهدا الكثير منهم وسجل الخالدين من ابناء المقاومة وكذلك مقابر الشهداء في لبنان وسوريا تشهد على ذلك فقد ابلى الشيوعيون بلاء جيدا في الاجتياح الاسرائلي عام 1982 حيث استشهد منهم من استشهد ووقع في الاسر اخرين جرى اعتقالهم في معسكر انصارالمعد من قبل العدو الصهيوني، وقد ضم الكثير من العرب الذين قاتلوا الى جانب الثورة الفلسطنية المعاصرة ولم يتخلوا عن عروبتهم بالدفاح عن الحلقة المركزية في النضال هكذا كانوا يسمون قضية فلسطين ولازالت تشكل الحلقة المركزية في نضال الشعوب العربية التواقة الى الاستقلال والتحرر واقامة مجتمع الكفاية والعدل والاشتراكية وان قضية العودة هي حق مشروع لشعب شرد من دياره وجيئ بشذاذآفاق من دول عاشو فيها مواطنين في هذه البلدان منفذين وعد بلفور المشؤوم ، ان نضال الشعب الفلسطيني والمدعوم من قبل كل قوى حركة التحرر الوطني العربية والعالمية والتي وقفت وتقف الى جانب الشعب العربي الفلسطيني والذي حتما سوف يكتب له النصر في عودته واقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وتكون عاصمته القدس الشريف . وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة ، الشيوعين العراقيين الوطنين ومنهم اعضاء وموازري الحزب الشيوعي العراقي –أتحاد الشعب يجدون ان هناك قواسم مشتركة بين المقاومة العراقية الباسلة والمقاومة الفلسطنية حيث أن العدو واحد مشترك الامبريالية الامريكية ورببيبتها الصهوينة ، يتمنون على الاخوة الفلسطنيين نبذالخلافات والتوجه والتوجه نحو الصراع الرئيسي مع الامبريالية والضهيونية والنضال من أجل عودة اللاجئين الفلسطنين الى ديارهم ونبذ وإسقاط مؤمرة التوطنين وتصعيد النضال من اجل ذلك وسيكون النصر حليف حركات المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران