الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذن فقد هزمنا.....

صائب خليل

2008 / 12 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هاقد وقعت المعاهدة – عفواً – معاهدتين، لربط العراق بأميركا, وصار للعنف الأمريكي حجة "قانونية" ....

لقد هزمنا فعلاً....ولامناص من الإقرار....ربما أنقذ صمودكم الأسطوري أيها الصدريون شرفكم، لكنه لم يكن كافياً ليفلت بلدكم من فم الذئب أيضاً...

هزمنا، إلى درجة أن وزير الدفاع لم يكن يخجل أن يخيفنا بالقراصنة إن لم نصبح "عاقلين"...!!
ورئيس وزرائنا لم يجد بأساً بأن يهددنا بأنه سيطلب انسحاب "حماتنا" و"فوراً!!" إن لم نسمع كلامه!!
و"مثقفون" لا يستحون أن يكتبوا : "المعاهدة أو الطوفان"...
ونريد بمثل هذا الوزير وهذا الرئيس وهذه الثقافة أن نفلت من أكبر الذئاب واشدها مكراً؟

لا عجب إن هزمنا...
وهزمنا إلى درجة أنهم لم يحتاجوا إلى استخدام التصويت السري...
وهزمنا إلى درجة أنهم مرروا معاهدتين ليس أي منهما باسم المعاهدة التي كانت تناقش بين الناس...!

هل نصوت بالبسيطة أم بالثلثين؟ ...وما الذي يناسب الأمريكان؟
هل نصوت لقانون المعاهدات أم نسمي أنفسنا "مجلس قيادة ثورة"؟.. أنظر ما يقول الأمريكان....
ما الذي يقصد السيستاني عندما قال لاتصوتوا عليها بلا إجماع؟ أسأل الأمريكان عن القصد....دائماً!
متى نوقشت الإتفاقيتان الأخرتين؟ ناقشها الأمريكان...
هل يناقش البرلمان أم يصوت فقط؟ يصوت فقط... قال الأمريكان...
هل يمكننا أن نسأل الشعب؟ ...آه حسناً لكن فيما بعد، فيما بعد، يقول الأمريكان!!
لماذا يحل كل إشكال أو اشتباه بالطريقة التي تناسب الأمريكان؟

الشعب قال بأغلبية ساحقة ضد الإتفاقية، حتى أنهم قالوا أن من يرفضها يفعل ذلك لأسباب إنتخابية...
لكن البرلمان قبلها بأغلبية كبيرة، رافضاً بإباء أن "يتم ابتزازه" من قبل الشعب لأسباب انتخابية.....!!
وقبل أن يتهمهم أحد بالعمالة للمحتل، إتهموا من يختلف معهم بالعمالة "لخصوم المحتل"....
لعلها المرة الأولى التي يحدث فيها في التاريخ أن يسقط رافضوا الإحتلال في تهمة العمالة ويفلت الموافقون عليه!
اقنعوا الجميع أن الحكومة ترفض مصلحة الشعب لأنها "عميلة لإيران" فإذا بهذه "العميلة لإيران" تصوت بشبه إجماع بالضد مما أرادته إيران! ومن صوت ضد المعاهدة كان بعيد كل البعد عن إيران....كيف ذلك؟
هزمنا لتحطيم بقايا ثقة الشعب وأمله بجمرة الديمقراطية وبالقانون....قلنا له إنها ستشتعل إن اطال النفخ فيها..
فكيف سنقنعه بمحاولة ثانية؟ كيف سنقول للناس أن الدكتاتورية ليست هي الحل دون أن نبدو مضحكين؟

هزمنا...وسيقتدي بالعراق هذه المرة... المرشحات الجدد للمهنة القديمة...
سيقول آخرين للمعترضين على الرذيلة: أنظروا...حتى العراق وقعها...فلم ترفضون؟

كيف لم تكف مجلدات من التأريخ الأمريكي المرعب في كل العالم الثالث، لتتفوق على مخاوف غامضة لادليل عليها؟
لماذا فضل حتى الكبار والمثقفين والأحزاب العريقة أن يسترشدوا بإعلانات الخوف التي تبثها "ألشرقية" و"العراقية" بين البرامج، بدلاً من التشكك الجريء، وأن يصدقوا قصص "الزرقاوي" و"القاعدة" بدلاً من التاريخ المثبت الموثق بالأسماء والأرقام والشهود؟
ولم التاريخ؟ الم يكن في الحاضر من عشرات الحوادث تزن الواحدة منها أكثر من الف قصة لايقبلها العقل ولا دليل عليها؟
كيف استطاعوا إرعاب الحكومة والبرلمان حتى القوا بأنفسهم في فم الوحش، خوفاً من "السعلوة" والقراصنة التي ستأكلهم بشكل "يفوق الخيال"!!

يقول حصان البرلمان ان قراءةً الإتفاق كانت غير قانونية، ورغم ذلك يعود ليعترف بالتصويت الذي جرى على أساسها!!
وأين حدث على الأرض أن يأتي الإستفتاء بعد توقيع القرار بنصف عام؟ ....اليس ذاك إبداع يستحق الإعجاب!
وكيف يخرجون الناس في تظاهرات تطالب "باتفاقية لخروج الأمريكان" ليحصلوا على التوقيع على "إتفاقية أمنية" و"أتفاقية إطار إستراتيجي" معهم!!
إذن لوأرادوا غداً، فلن يعجزوا أن يجعلوا البرلمان يناقش "قانوناً للتقاعد"، ويوقع على اربعة قوانين للبيئة!!

أيها الأمريكان...هل لي ان اسألكم بود....كيف جعلتموهم يهتفون باسمكم، من اليسار إلى اليمين؟ ومن الجنوب إلى الشمال؟ قولو لي أرجوكم...كيف تحققون معجزاتكم هذه؟
كيف تجعلونهم ينسون كل تلك الأكوام من الحقائق "غير المناسبة" وكأنها لم تر النور، ونحن نكتب ونعيد ونذكر دون جدوى؟ لو تقولون لنا ربما نقتنع نحن أيضاً ونتوقف عن هذه الحراثة في الهواء، فتكسبون أجراً بنا؟...
وقبل كل شيء أخبروني: كيف يكون القرار لكم دائماً، عند مفترقات الطرق؟

لكن الأمر ليس هكذا تماماً...نعم هزمنا، ولكن....آه.. دعونا الآن من اللواكن، سيكون لدينا الوقت لحساب اللواكن، أما اليوم فهو يومكم ولكم مني تهنئة بلا شوائب، ولن أنغص عليكم عرسكم باعتراف بالهزيمة متردد،..."إن أغنياء الروح لايفعلون ذلك" * ....



(*) العبارة مقتبسة من نيتشة: "هكذا تكلم زرادشت".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن