الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحساس بالدونية وراء الهجوم على منتظر وليس الحرص على التهذيب

صائب خليل

2008 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ركز مهاجموا منتظر الزيدي على ثلاث نقاط:
النقطة الأولى هي أنه عمل "جبان" لأن منتظر لم يكن سيجرؤ على مثل هذا أمام صدام،.
والنقطة الثانية هي أنه ليس من الأصول معاملة شخص بهذه الطريقة، خاصة الضيف وصاحب فضل تحرير البلاد من الدكتاتورية.
والنقطة الثالثة هي أنه كان بإمكانه بدلاً من ذلك أن يلجأ إلى طريقة أكثر حضارية وتأثيراً ويقدم له سؤالاً محرجاً وبطريقة مهذبة، مثلاً أن يسأله عن مصير عدد كبير من المعتقلين لدى القوات الأمريكية.

النقطة الأولى التي يحاجج منتقدي منتظر بها هي أنه لم يكن سيجرؤ على فعل هذا أمام صدام، ولذا فهو "جبان". وفي الوقت الذي نوافق فيه أن قول الحقيقة أمام صدام أكثر خطراً بكثير، لكن الإستنتاج بأن كل من لم يفعلها هو جبان استنتاج مضحك، لأنه ينطبق قبل كل شيء على أصحاب تلك المقولة! فلم لم يفعل هؤلاء ذلك في وقتها إن لم يكونوا جبناء؟

يستطيع من يتجنب "الشجاعة" أمام قطيع من الذئاب أن يبرر ذلك بأن القيام بحركة غير مناسبة ستقضي عليه وعلى أفراد عائلته وأقربائه إلى الدرجة العاشرة كما قال المنتقدون انفسهم، لكن كيف يفسر هؤلاء الإمتناع عن العمل الشجاع حين يجدوا أنفسهم أمام "كلب" محدود الأذى؟ من هو الأجدر بوصف الجبان من يحجم أمام خطر هائل يشمله ويشمل اهله أم من يجبن أمام خطر محدود نسبياً؟ وكيف يمكن وصف الوحيد الذي تصرف بشجاعة أمام الخطر المحدود، بأنه "الجبان"؟
ولكن هل كان عمل منتظر خالياً فعلاً من الخطر؟ الم يكن محتملاً جداً أن يغيب في سجون القوات الأمريكية أو وزارة الداخلية الغاضبة على كرامتها وكرامة أسيادها التي داسها في الوحل؟ ألم يكن محتملاً أن احد أفراد الحماية الأمريكية أو العراقية المدربين، كان سيطلق النار عليه فور امتداد يد منتظر نحو حذائه مثلاً، خوفاً من أن يكون على وشك استعمال سلاح مخفي فيه؟ الم يكن محتملاً أن يتصور أحدهم أن في الأحذية قنابل مخفية فيقتله قبل أن يطلق الثانية على الأقل؟
حتى المواطنين الأمريكان الكارهين لسياسة بوش صاروا يسألون أنفسهم لماذا لم يكن بيينا من جرؤ على مثل هذا العمل؟ كيف إذن يكون من قام بهذه المخاطرة "جباناً" ومن لم يفعل شيء على الإطلاق، ينفخ صدره باعتباره شجاعاً؟

المسألة الثانية هي حول أصول معاملة "الضيف"، ولنبدأ مناقشتها بطرح السؤال: هل أن بوش ضيف؟
يرى ياسين مجيد المستشار الصحفي لنوري المالكي أن "الزيدي ... قام بالاعتداء على شخصية رسمية ضيفة على الحكومة العراقية"، لكن الصحفي الكبير "باتريك كوكبرن" يقول: "في بغداد، تمكن بوش أن يرى ولأول مرة منذ خمسة سنوات، وبشكل زوج من الأحذية المنطلقة نحوه، رأي الكثير من العراقيين فيه".
فأيهما المحق بتقديره لموقف العراقيين، ياسين مجيد أم كوكبرن؟

صحيح أن بوش كان في بلادنا، لكن هل هو ضيف أم هو محتل؟ هل يبقي فيها جيشه باختيار الناس أم بالتخويف والتهديد والإرهاب والدسائس وكمية هائلة من الأكاذيب وربما بعض القتل؟ ربما يختلف اللائمون لمنتظر معه على هذا التقييم، لكن من أجل تقييم أخلاقية عمل الرجل، لابد من أخذ وجهة نظره في هذا الأمر، فلا تستطيع أن تلوم من يعتبر بوش محتلاً ومجرماً، على أنه لم يعامله كضيف.
إن كان السيد ياسين يرى أنه مادام رئيس الوزراء العراق قد اعتبره ضيفاً فهو كذلك، فله بعض الحق في هذه النقطة، لكن يجب أن نذكر هنا أن قوات بوش سبق واعتقلت ضيوف رسميين آخرين للعراق، ولم تنفع توسلات مضيفيهم من رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية، في إطلاق سراحهم! فأي ضيوف هؤلاء الذين يخطفون ضيوف مضيفيهم؟

على أية حال، مما لاشك فيه أن لمنتظر كل الحق أن يختلف مع من يعتبر بوش ضيفاً، على الأقل لأنه رأى صور أبو غريب وسمع بقصة عبير ورأى في التلفزيون ضحايا الرمادي والقصف على الفلوجة وربما قرأ فضائع ما كان يجري في السجون الأمريكية، هذا إن لم يكن قد عرف بعض ضحايا هذا الضيف شخصياً، خاصة وأنه من مدينة حصلت على حصة "أسد" من "أفضال" الأمريكان أكثر من غيرها. هذه تجربة العراقيين مع بوش وجيشه، وأن محاولة إنكارها ومحوها من الذاكرة لا تستحق حتى المناقشة، لبؤسها، بل هي تسعدنا لأنها تفضح اصحابها. فلا يعتبر المغتصبين الذين يفرضون نفسهم وجرائمهم على البلاد ضيوفاً إلا من فقد الإتصال بالواقع، ولا يقلل من قيمة جرائمهم على أبناء بلده سوى شخص يحس بدونية شديدة لشخصه لتشمل كل ما يتعلق به من أهله وبلده.

أما مسألة تحرير بوش للعراق من الدكتاتورية فهي كلمة حق إن أخذت لوحدها، رغم أن والد بوش نفسه هو من حافظ على صدام من الإنتفاضة, ورغم أن هذا وفريقه ومن سبقه من جماعته هم من دعموا صدام في كل جرائمه على الشعب العراقي بعربه وأكراده ودعمه في حروبه التي يتقف الجميع بأنها كانت إجرامية، بل أنهم حرضوه عليها وأوقعوه في الفخ ليرتكبها وليحصد الشعب العراقي منها الويلات والآلام والفقر والموت...
ومع ذلك كان الشعب العراقي كريم النفس وفرح حين دخل الجيش الأمريكي، وقال "عفا الله عما سلف" شكراً لكم، أخرجوا الآن....لكنهم كانوا مصرين على "صداقتنا" إلى الأبد، ومن يعترض كان يتعرض للرشوة والتهديد وفي إحدى المرات طال القتل حتى البرلمانيين. أما الجماعات التي ترفض بقاء بوش وجيشه فتعرضت لكل أنواع الأهوال التي يمكن تخيلها. كان مصراً على إعادة البعث إلى الحكم ليحكم من خلاله الشعب الذي "حرره" تواً. كان يريد استبدال المستبد الذي استهلك بعد أن قدم له الخدمات الجليلة، بمستبد آخر.
لكن جهود رئيس الوزراء الذي انتخبه الأمريكان "علاوي"، أقرب الشخصيات إلى صدام وطبيعته، ورفيقه القديم الذي اختلف معه، لإعادة "البعثيين الذين لم تتم إدانتهم" إلى الأجهزة الأمنية، لم تحقق النجاح المطلوب، وجرى طرده هو الآخر بالأحذية.

لكن البعض يرى غير ذلك. فارس حامد الزبيدي، نائب رئيس هيئة النزاهة يقول: " ولا ينكر احد هول الجرائم التي ارتكبت في ظل النظام البائد، والفاعل ابن مدينة الصدر ويعرف جيداً كم عانت مدينته عهد الطاغية المقبور وكم قدمت من كواكب الشهداء ، وكم اعتدي في ظل ذلك النظام على أعراض الناس ، وكيف سيقت الآلاف من العراقيات الى سراديب الامن العامة بناءاً على اخبارات مفتعلة ، ليكن بيد وحوش وذئاب جائعة ، ليعذبن حتى تتعرى ملابسهن وسط جلسات السكر والعربدة ، والكل يعرف كم فتاة اختطفت على يد ابن المقبور وزبانيته ، وكم اعدم من خيرة شباب العراق حتى أصبح لبعض العوائل أكثر من خمس شهداء معدومين ."
صحيح ولكن اولاً ما علاقة وحشية النظام السابقة بهذا؟ هل نحن بصدد ضرب بوش لأنه أزال النظام السابق أم لجرائمه في العراق؟ أن محاولة تصوير الأمر وكأنه يعني دفاع عن صدام ليس سوى حيلة دنيئة تبتغي الإساءة إلى هذا العمل الإحتجاجي....اليس رائعاً أن تكون ذاكرة هذا النائب حادة بهذا الشكل البديع لأحداث مرت عليها بضعة سنوات وتتمكن في نفس الوقت من نسيان تام لأحداث قصف وقتل مازالت طرية في ذاكرة كل عراقي؟ ليس لكل شخص هذه القدرة النفاقية الفائقة يا فارس، فهي موهبة نادرة! هنيئاً لـ "النزاهة" بك. إن موهبتك تصلح أكثر لوظيفة "ناطق رسمي"، أما بالنسبة لنا فجريمة مجرم لاتبرر جرائم آخر, والشعب يرفض كل المجرمين بحقه.

يقول عبد الخالق حسين عن الحدث انه : يعكس الأخلاق المنحطة التي غرسها نظام البعث في العراق خلال حكمه لأكثر من ثلاثة عقود. وهو ليس فردياً بل مرض شامل في البلاد العربية، بدليل ما نال هذا الحدث الشنيع من تأييد واسع في الشارع العربي."
وفي هذا أيضاً, وللمرة الألف يمارس الدكتور عبد الخالق هوايته المفضلة في "قلب الحقائق" كما أشرت في جميع مقالتي التي ترد على ما يكتب. فمتى "غرس نظام البعث في العراق" عادة رمي المسؤولين بالأحذية؟ الأحق هو أنه غرس في أنفسهم اعتبار تلك الحركة أمر "شنيع" وجريمة كبرى يجب عدم التفكير بها، كما يفعل عبد الخالق بالضبط!

اعتراف عبد الخالق بأن "الحدث الشنيع" لقي تأييداً واسعاً في الشارع العربي، والحقيقة أنه لقي تأييداً واسعاً في الشارع العراقي والعالمي أيضاً. فلم يستطع بوش، الذي اعترف مؤخراً "بأخطائه" واعترف بسوء شعبيته ان يقنع الشعب العراقي ولا العربي بالصورة الرائعة التي نجح في غرسها في رأس الدكتور عبد الخالق وأيضاً عزيز الحاج: " يخطئ من يتوهم أن صحافة الحذاء تنال قيد شعرة من مكانة رجل عظيم"....ولا أعلق على هذا سوى أن لكل إنسان تقييمه لمن هو عظيم ومن هو حقير، ويذكرني قول الشاعر: فتعظم في عين الـ...


اما النقطة الثالثة، فكانت أن منتظر كان يمكنه أن يتفضل "بتقديم أسئلته إلى "الضيف" بشكل "مهذب" ليتكرم الأخير بتقديم الإجابة عليها بدلاً من هذه الطريقة "الوحشية".
تبنى هذا النقد العديد من الكتاب والمسؤولين مثل مستشار الأمن القومي موفق الربيعي الذي قال:التعبير عن الرأي يجب ألا يكون بهذه الطريقة الهمجية كان يمكن أن يستعمل القلم والصوت والكثير من الوسائل الأخرى ليعبر عن وجهة نظره بطريقة حضارية لكنه فضل اختيار هذه الطريقة الهمجية التي يتبرأ منها الشعب العراقي".
كلام الربيعي صحيح من الناحية النظرية، لكنه ليس دقيق على الإطلاق من الناحية العملية، وهو يعلم جيداً أن الشعب العراقي لم يتبرأ من طريقة منتظر، وهذا بالضبط هو ما يزعج السيد الربيعي. ففي كل البلاد الديمقراطية، حتى أشدها ديمقراطية، لم يبرهن "توجيه الأسئلة" عن كونه كافياً، وهم يضطرون إلى استخدام اساليب أقل "حضارية" لجذب انتباه الساسة الذين يتجاهلون آراء الشعب. في كل ديمقراطية في العالم يمارسون أحياناً ضرب السياسي بالكيك وغيره على وجهه، حين يشعرون أنه بالغ في تجاهل أسئلتهم ومطالبهم.

لقد أورد الزميل خالد صبيح في مقال له أمس على الحوار المتمدن امثلة عديدة على ذلك: "ففي أوربا وقعت العديد من الحوادث المشابهة لرؤساء حكومات ووزراء مثل ساركوزي وبلير ضربوا فيها بأطباق حلوى وغيرها .... وقد وجه احد المواطنين الألمان في الشارع ركلة إلى رئيس الوزراء الألماني في التسعينات هلموت كول أثناء لقاءه بحشد من المواطنين..... رشق بعض الطلبة اليابانيين رئيس وزراء بلادهم بالحذاء وذلك أثناء احتجاجات اليابانيين على سياسة بلادهم المؤيدة لامريكا في أثناء حومة أزمة حرب الخليج والتحشيد الأمريكي ضد العراق في عام1991، وقد كان رئيس الوزراء الياباني حينها يلقي كلمة في البرلمان حينما رموه بالحذاء فسقط أمامه على المنصة."
وأضيف إلى تلك الأمثلة المزيد من الأمثلة من هولندا في السنوات الأخيرة، الأول حدث أثناء نقل تلفزيوني للوضع البائس في مخيمات اللاجئين السياسيين في هولندا حيث وضعوا حينها في خيم تحت المطر، فوجه أحد الناشطين صفعة قوية إلى وجه "ديهوب شخيفر" (الأمين العام لحلف الناتو حالياً) وكان حينها يشغل منصباً كبيراً في الحكومة الهولندية، أثناء زيارته لذلك المخيم، وهو من أكثر الشخصيات السياسية قرباً للأمريكان والتي يمقتها الهولنديين.
وضربت ناشطة من منظمة يسارية، وجه السياسية العنصرية المسؤولة عن اللاجئين "ريتا فردونك" بقطعة كيك كبيرة، وكذلك رمي السياسي الشعبوي الكاره للأجانب "بيم فورتان" بكيكة محشوة بـ "الخراء" في حفل تقديم كتابه.

هذا في هولندا وفي بلدان ديمقراطية أخرى, وليس في بلدان "العربان" كما يحلو لبعض المثقفين تسميتها، ولم تقم الدنيا على من فعل مثل ذلك كما قامت في العراق، فالكل يعلم جيداً أن للسياسيين اساليبهم الملتوية لتجاهل أراء الناس، وأن الناس لا يجب ان تكتفي "بتقديم الأسئلة" بل باللجوء إلى الضغط بأشكاله المختلفة, وحتى المؤذي أحياناً. ويعلم السياسيون في هذه البلدان أنهم يجب أن يكونوا مستعدين أحياناً لمثل هذه الإزعاجات، ويردون عليها عادة بالمزاح قدر الإمكان. وبالفعل ترددت حركة منتظر بشكل مزحات سياسية في العالم ولم يمض عليها سوى أيام قليلة فقد انتزع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ضحكات الصحفيين والسياسيين على حد سواء في بداية مؤتمر صحفي يوم الاربعاء الماضي عندما قال "في هذا الجو الحار .. اذا خلع أحد حذاءه سنعلم على الفور بسبب الرائحة."

الديمقراطية لم تكن في أي من بلدان العالم عبارة عن "تقديم أسئلة" والحصول على "اجوبة" فقط ومن منكم لم ير التظاهرات العنيفة في أشد بلدان العالم ديمقراطية؟ إننا لم نتفوق بعد ديمقراطية على هذه البلدان، علماً انها لم تكن تحت الإحتلال. أضن أنه ليس من العدل مطالبة شاب من مدينة الثورة ورأى ما رأى من اهوال أن يكون أكثر ديمقراطية من الشباب في هولندا أو كوريا الجنوبية.

ويمكننا أن نعود إلى العراق لنرى فعالية "الأسئلة المهذبة" مع بوش، فما الذي فعلته مئات الشكاوى "المهذبة" مع بوش وقادة جيشه, وما الذي اعادته من حق لأصحابه؟ هل منعت اختطاف المجرمين المدانين من ايدي الشرطة العراقية؟ هل منعتهم من تهريبهم الى الخارج؟ هل تمكنت من الضغط عليهم لتسليم المجرمين العراقيين الكبار الذين لايمتلكون أية حجة للإحتفاظ بهم، لا جنسية أمريكية ولا أي مبرر آخر؟ ولعلنا نذكر ما دمنا هنا، تصرف هؤلاء "الضيوف" مع ضيوف دبلوماسيين جاءوا إلى العراق بدعوة من رئيس الجمهورية فاختطفهم هؤلاء "الضيوف" ورفضوا تسليمهم للدولة المضيفة لهم، رغم كل الإحراج والإهانة لتلك الحكومة التي بدت غير قادرة على حماية ضيوفها في بلادها، فأي ضيوف هم هؤلاء "خاطفي الضيوف"؟
ونسأل أيضاً: ما كانت نتيجة "الطلب المهذب" الذي قدمه المالكي بنفسه إلى الرئيس بوش حين شكى له أنه لايستطيع التعامل مع "بترايوس"؟ قال له بوش أن عليه أن يهدأ!!
عندما تكون هذه هي الأجوبة المنتظرة من "السؤال المهذب"، فليس من الغريب أن يلجأ الناس في العراق كما في كل أنحاء العالم إلى طرق أخرى لإرغام الساسة على سماع أصواتهم وتقديم إجابات مقنعة.
لا نظن أن هذه الأمثلة قد انمحت من ذاكرة من يطالب بالإكتفاء بـ "الأسئلة المهذبة" فلماذا تم تجاهلها؟

من الذين لم يتجاهلوا حقائق الإحتلال وقدروا أن هناك دوافع كافية لحركة منتظر، ومع ذلك دعوا إلى عدم الإندفاع في هذا الإتجاه، الأستاذ عبد العالي الحراك، الذي كتب: "ارجو من مثقفينا ان لا يعتبروا الحذاء ثقافة العراقيين .....صحيح انه تعبير عاطفي عن رفض العراقيين للاحتلال ولكنه لا يتحمل كل هذا التمجيد والاطراء والثناء كما لا يستحق التهجم والازدراء..يفترض ان يجير الرفض العاطفي الى رفض علمي مدروس وعملي وليس انفعالي يعم معظم الناس ويقال عنا اننا نرفض الاحتلال بالحذاء ولا نرفضه في البرلمان ولا في الشارع العام.. ايها الكتاب المحترمين لا تعطوا اهتماما اكبر للموضوع بل ركزوا على اهتماماتكم الوطنية الملحة التي يحتاجها المواطن العراقي.. ان لا نضيع وقتنا بالعواطف والانفعالات يحركنا حذاء ويدمرنا احتلال يجب مواجهته بما يستوجب من تنظيم ووحدة وطنية وسلامة موقف......ليكن الاستخدام الاخير للحذاء حتى لا يقال عن ان ثقافتنا ثقافة حذاء."

وفي هذا أود أن أشير أن تعبير "إنها ثقافة حذاء" غير دقيقة، مثلما يكون وصف الديمقراطية الغربية بأنها ثقافة رمي الكيك والطماطة. بل هي "ثقافة احتجاج" ولها أن تستعمل الحذاء والكيك والطماطه إن هي وجدت ضرورة لذلك، وفي ثقافة الإحتجاج هذه ارتفاع حضاري وليس هبوط.

وهنا قد يسأل سائل: أين الحدود في ذلك؟ كيف نعرف أن مثل هذه الإحتجاجات لا تذهب إلى أبعد من اللازم فتمارس حتى حين لايكون لها داع؟
وهناك جواب سهل على ذلك، فأهمية حذاء منتظر وكذلك الكيكة المحشوة بالخراء التي ضربت بيم فورتان، ليس في الكيكة أو الحذاء وأذاهما وإنما في رد فعل الناس عليهما وعلى أفعال الإحتجاج هذه. فإن كانت ردود الفعل الشعبية مؤيدة وقوية كان ذلك يعني أن الشعب يشعر أن الحكومة تتجاهل مطالبه وأسئلته. والخطر على الحكومة أيضاً ليس في الحذاء وإنما في التأييد الشعبي الذي يحصل عليه هذا الفعل. فواحدة من أقوى أسلحة الحكومة على مستوى القطر, وأسلحة الأمريكان على مستوى العالم، هو إعطاء الإحساس بأن الكلام والكتابة والصحف لامعنى لها ولا تأثير، وهي تدفع بالناس في النهاية إلى هجر القراءة والسخرية منها, والإستسلام إلى إرادة القوة السياسية والعسكرية للقوة المتسلطة. لقد كتبت قبل أيام مقالة (أو قصيدة...سمها ما شئت) عن الموضوع تحت عنوان : وهي تعبر بالضبط عن هذه المشكلة, وكان الإحتجاج الحذائي لمنتظر هو بالضبط البلسم الشافي للموقف، كما انتبهت إحدى القارئات (التي لا تريد أن أكتب اسمها) فكتبت لي: كأن منتظر الزيدي سوة هالشي مخصوص لان استاذ صائب جان مقهور ومزعوج من اصحاب الارادة الامريكية وانهزام العقل فقرر يتضامن معه ويجبر بخاطره صرخة مقاتلين بمقاتل واحد الاول ياقباحة النشاز، والاخر قبلة الوداع يا كلب"!

أن ثقافة الإحتجاج هذه سلاح لا مناص من استخدامه مقابل سلاح السياسيين المتمثل في قدرتهم على التهرب من أسئلة الناس واحتجاجاتهم المهذبة، والفاصل الذي يحدد الحدود في استعمال هذه الأسلحة هو تأثيرها، فلو لم يكن هناك مبرر لدى الناس لضربة الزيدي، لأثارت استهجانهم بدلاً من سعادتهم، ولما أدت غرضها بل لكانت في صالح الحكومة وبوش بدلاً من أن ترعبهم كما فعلت ومعهم كل مضطهدي شعوبهم في العالم. ليس عندي شك أن حذاء منتظر سيكون له دور في تردد الحكام الكريهين في العالم في ارتكاب المزيد من الإضطهاد وتجاهل أصوات شعبهم، لأنه سلاح يكاد يستحيل منعه. أعن كل هذا يقال أنه ليس مهم وأنه يجب أن لايكرر؟ بالعكس يجب أن تكون مودة ضد كل حكومة بعيدة عن شعبها فهي لا تخشى الكلمات كما تخشى القنادر! وبالفعل كانت هناك آراء تنادي بأن يصبح ضرب الأحذية ضد من يتجاهل إرادة شعبه وضد المحتلين اكثر، عادة شعبية! أما الحارس الأمين لعدم إساءة استعمال هذا السلاح فكما قلت: هو رد الفعل الجماهيري على استعماله: إن كان سعيداً به، حقق هدفه وكان الحاكم مستحقاً للضربة, وإن لم يكن كذلك فلا يضير الحاكم مثل تلك الحركات.

لماذا توضع "شروط "حضارية" اقسى بكثيراً في العراق لحماية الساسة من غضب الناس؟ " ما هذا التحضر الذي نزل فجأة"؟ كما تقول السيدة سرى الصراف؟ يبدو أنه "ينزل" دائماً عند التصرف أمام "الملوك"، فقد اعتاد الناس أن "الجميع يبدوا مهذباً أمام الملوك" فلماذا يا ترى؟ هل يزداد الأدب هناك؟ هل ترتفع الأخلاق؟ هو هو "تحضر" فعلاً؟

لا ينتظر من العراقيين أن يتصرفوا وهم تحت الإحتلال، "بحضارية" أكبر من تلك التي يتصرف بها الهولنديون والفرنسيون واليابانيون أمام حكوماتهم المنتخبة بحرية، لذا فليس من المعقول أن يكون الحرص على التهذيب وراء هذا الإحتجاج على تصرف منتظر، فما هو الدافع إذن؟
أنا لا أجد له مبرراً سوى استسهال التنازل عن حقوقهم للآخرين و"تسامحهم" معهم حتى في أذيتهم وإهانتهم وارتكاب الجرائم بحقهم. أن الدافع وراء تهذيب هؤلاء لا يختلف عن دافع الكثرة من "المهذبين" أمام الملوك. إنه وبصراحة ليس سوى :الإحساس بالدونية! وليس ادعاء "الشجاعة" و "الحضارة" و "التهذيب" إلا أغطية تهدف إلى أخفاء هذه الحقيقة المخجلة. فـ "الفرق كبير بين من احب التهذيب ومن جبن عن الإتيان بالوقاحة" *، وهذا الفرق هو الفرق بين التصرف المنطلق من الإحساس بالكرامة وبين ذاك المنطلق من الإحساس بالدونية، والذي لا ينتفخ إلا أمام "الملوك"!



* تحوير بسيط لمقولة لنيتشة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تستوحشوا طريق الحق لقة سالكيه
محمد ( 2008 / 12 / 19 - 21:46 )
قال الامام علي عليه السلام لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
انت يااخي صائب اسم على مسمى فانت تسلك الحق ولا تخاف فيه لومة لائم ، اشد على يدك ايها المربي الفاضل ،لو ان كتاب المجاملات ووعاظ السلاطين تخلوا عن الزيف والملك لما سلط الله علينا الوحوش الكاسره عبر تاريخنا الطويل ، تحاول وبكل صدق وامانه ان تكشف لهم الامور ولكنهم يعرفونها جيدا ولكن حب الدنيا راس كل وصيبه ،دمت ودام قلمك نبراسا يضئ الطريق للاعمى والبصير


2 - الحذاء
مازن ( 2008 / 12 / 19 - 21:52 )
والله انى بت اشعر ان منتظر الزيدى الشاب العراقى اليسارى الوطنى لوكنت افهم كثيرافى عالم تصميم المواقع لأنشأت موقه اسميته الحذاء المقاوم المتمدن


3 - سديد جدا
ياسين الحاج صالح ( 2008 / 12 / 19 - 22:04 )
أوقع بسرور على كل حرف من مقالة صائب خليل.
أجد تفكيره في هذه المقالة وفي غيرها سديدا ومنصفا، يحترم خصومه دون أن يتنازل لهم، ويقف في صف من يتعاطف معهم دون ان يذوب فيهم أو يفقد حسه النقدي حيالهم. ويترفع على الردح وأهله دوما.
ما أحوجنا، العراقيين والسوريين والعرب.، إلى مثل هذه الروحية.
صائب خليل.. احييك.


4 - مالذي سنفعله لهم حتى يتخلصو من النظرة الإستعلائية
حميد الحلاوي ( 2008 / 12 / 19 - 22:17 )
أخي صائب
أنت تطرق على رؤوس خاوية ملئت بتنظيرات الأخـلاق البرجوازية التي تجعل من المتعلم وليس المثقف أعلى شـأنا من الآخرين فتراه وضمن ما حشـر في دماغه أثناء الدراسة الأكاديمية يتيه على الناس وكـأنه طاووس وهذا ما سبق وأن تعرضنا له في دراستنا حتى في فترة السبعينات التي تعتبر أفضل نوعا ما مما يدور اليوم من نشر واسع لثقافة الأسـتعلاء
هناك أمثولة تقول وأنت في قمة الجبل تذكر أن من تراهم الآن صغارا هم كانوا قد رأوك كذلك
لكن أنى لهؤلاء أن يعوا ما تقول وأقول وتقول المـلايين
أتذكر بأعتزاز بالغ مقولتك بأننـا سنظل نكتـب ونكتـب إلى أن ينزل هؤلاء من عليائهم ويدينوا بدين الحق دين الأخوة الأنسانية
وإذا ما أراد أحدهم أن يصمنـا بالتخلف فما عليه إلا أن يتذكر لوهلة من أين أتى هو وساعتها لا بأس في أن ينظر لنا كشعب بأي نظرة يريد ... لأننـا ساعتها لا نمتلك سوى ردا واحـدا .. الأنـاء ينضح بما فيه
دمت لأخيك بصحة وعافية وسداد رأي دائم


5 - القياس باونصة الذهب ...يختلف عن القياس ب(الجارك ) العراقي
ابراهيم البهرزي ( 2008 / 12 / 19 - 22:44 )
شكرا يا صائب ..لقد اصبت (طحال الحقيقة ) ..وطبيا هو اهم من كبدها ..ولكنك لو قرات موضوعي المنشور في الحوار المتمدن عن هذه الواقعة لاستذكرت انكاري لمن يدعون على هذا اليساري الشاب (همجية الفعل الغريبة عن مهنة الصحافة )بان ال150000الف امريكي الذين لاشك بينهم الطبيب المجند والمهندس المجند والصحافي المجند قد ارتكب اغلبهم (الا من اسعفه الانتحار ) فعلا

همجيا(اقله اغتصاب وحرق الصبية عبير قاسم حمزة )مثلاابسط من وقائع مضمرة ..!!..
الغريب ان البعض من (مثقفينا )يقيس همجية هؤلاء بالاونصة الدقيقة ...ويقيس (همجية !!!)منتظر (بالجارك العراقي )المحمل بربع وزنه هبة للشراة ...
شكرا صائب لصدقيتك الجسورة


6 - رد وشكر من الكاتب
صائب خليل ( 2008 / 12 / 19 - 23:46 )
احبتي، أشكركم واقبلكم جميعاً، واعتذر عن تأخر ردي عليكم..كنت مشغولاً بارسال نشرتي التي تتضمن قراءاتي المختارة إلى احبة مثلكم وكانت طويلة هذه المرة، ليس إلا بفضل منتظر أيضاً..

أخي العزيز محمد، الف شكر لك على مشاعرك الجميلة وعلى ارسالها لي ولقراء مقالتي . ماذا استطيع ان اقول لك بالمقابل...اتمنى ان احتفظ بحسن ضنك ..شكراً لك.

أخي العزيز مازن، شكراً لك...إنها فكرة رائعة..اقف معك في الدعوة إليها: موقع باسم -الحذاء المقاوم المتمدن-!!

الأستاذ الكبير والزميل العزيز ياسين الحاج صالح، أسعدني رأيك وكلماتك الجميلة كثيراً. يكفي أن يستلم المرء مثلها من أي قارئ لينسى تعبه، فكيف حين تأتي من أستاذ يكن له اكبر الإحترام والتقدير؟

صديقي العزيز حميد الحلاوي، أشكرك لمرورك وإضافتك لمقالي، وأذكر توارد خواطرنا في المقالات وتسابقنا في نشرها دون أن يعلم اي منا بما يفعل الآخر...قبلاتي لك وشكراً...الف شكر

اما أنت يا صاحبي العزيز إبراهيم الرهيب (تيمناً بإيفان الرهيب) فاحتضنك واقبلك واعتذر منك لإنقطاعي عنك، وأيضاً لتأخر ردي على رسالتك الأخيرة ...صدقني يا صاحبي أني في وضع يمكن مسامحتي فيه ولا أقول لك هنا أكثر من ذلك..
أما مقالتك التي ذكرتها أعلاه فهي مخيفة مثلك، وجميلة مثلك...ا


7 - فتش عن المصلحة
جمال محمد تقي ( 2008 / 12 / 19 - 23:46 )
الاخ المحترم صائب خليل اشد على يديك واقول لو تفتش عن خلفيات كل واحد من كتبة المشروع الاحتلالي وعمليته السياسية ستجد هناك وشيجة مادية او روحية وهي مرتبطة لدى اكثريتهم بموقف الشيوعية الانتهازية والليبرالية الجديدة الطايفة على ماء الكروش والاختلاف معهم ليس خلاف معرفي وانما خلاف حركي فاغلبهم وضع كل بيضاته بالمشروع الجاري في العراق وفشل هذا المشروع يعني افلاسهم التام فكريا وروحيا وحركياان اي مناسبة ستشهد هذا الاختلاف والتباين والذي يشبه خلاف الماديين والمثاليين وتذكر كيف كان الخلاف حول الموقف من الدستور والانتخابات والاتفاقية الامنية وغدا حول قانون النفط والغاز وهكذا وافلاسهم يدفعهم لاتهام كل مخالف لهم بالبعثية وغيرها من التهم الجاهزة


8 - الا تجده تناقضا ؟
محمد ( 2008 / 12 / 19 - 23:51 )
اعرف انك ومن خلال مقالات كثيرة انتقدت رئيس البرلمان العراقي لانه استخدم مفردة -القندرة - في احد ردوده البرلمانية فلماذا لم تعذره وقتها على قياس ان الشتائم والتقاذف بالاشياء وحتى التضارب امر وارد جدا في برلمانات العالم ؟ ..مثال اخر:الم تعتبر ان قبول المعاهدة على مبدأ القياس على الدول التي وقعت اتفاقيات مثل المانيا واليابان مبدا مرفوض ولا يقاس عليه وضع العراق لقبول المعاهدة فلماذا تقبل هذا القياس الان وتعبر موقف الزيدي عادي قياسا الى ردود الافعال التي ينتهجها الناس في الغرب اليس الاجدى ان نقيس فعله نسبة الى ردود افعال العراقيين التقليدية ليكون القياس اكثر واقعية وصدق؟ , اكتب تعليقي ليس عن رغبة في انتقاد او تشجيع موقف الزيدي لان الموقف لا يهمني كثيرا ولا اعتبره اكثر من زوبعة لن تقدم ولن تؤخر وستاخذ وقتها ليطويها النسيان دون اي تأثير ايجابي (ربما سيكون هناك تأثيرات سلبية ( على الشعب العراقي ولكن قصدت التنبيه الى تناقض وضحته !


9 - يعرفون ويحرفون
جمال محمد تقي ( 2008 / 12 / 20 - 00:09 )
الاخ المحترم صائب خليل اشد على يديك واقول ان الشعور بالدونية هو احد الاسباب لانهم يجدون انفسهم مجبرين على الدفاع عن خيار قد اختاروه وراهنوا عليه ووضعوا كل بيضاتهم في سلته ربما سيكون بمقدورهم اعادة النظر بمواقفهم عندما يتكسر كل البيض ودون ان يفقس تقبل فائق تقديري واحترامي


10 - زعة دغل ...مو زرعة نخل
مارسيل فيليب ( 2008 / 12 / 20 - 00:13 )
أعتقد أنه من المخجل أن يستمر هذا الجدل من أجل ( قندرة ) .. وكأن هذا الحذاء غير كل بنود الأتفاقية وتأريخ العراق الحديث ، وخطط لأعادة بناء سليمة لهذا الوطن المضام ، وأن الكثير من
مثقفينا من المدافعين عن فكر الأحذية والقنادر كانوا بأنتظار أشارة من قندرة منتظر الزيدي للبدء في طرح تصوراتهم لكيفية إصلاح كل الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا .. وقد تم حل ما كان يعرقل تطبيقها عن طريق رمية هذا الحذاء الذي يتفاخر به الكثير
هناك حكمة رائعة قالها الكاتب المعروف حازم صاغية في مقاله .. الموسوم - الحذاء عنوان المرحلة في صحيفة الحياة 18 الجاري

من يدخل التاريخ بحذاء... فبالأحذية يخرج منه
ومثل ماكال ابو المثل ...ترى سواية منتظر زرعة دغل ... مو زرعة نخل


11 - الرد الثاني من الكاتب
صائب خليل ( 2008 / 12 / 20 - 01:25 )
قبل كل شيء اخي إبراهيم اعتذر عن عدم تعليقي على تعليقك التهينا بالسوالف..نعم فعلاً لم اقرأ مقالتك قبل ان تكتب لي ولا أدري كيف حدث فأنا اقرأ كل اجده لك دائماً..
انت محق تماماً في ردك على -همجية الصحفي- ويا أخي هناك مليون رد، ولكثرة الردود قد ينسى الإنسان بعض اهمها..

اخي العزيز الزميل الذي طالما اسعدني بمقالاته الجميلة جمال محمد تقي،تحيتي لك وأهلاً بك. لقد كانت مقالتك الأخيرة عن الإرهاب جميلة كالعادة..
ربما اختلف معك قليلاً في تعليقك على -المشروع الجاري في العراق- حيث انني مع هذا المشروع بالمعنى المعلن له: الديمقراطية, وأؤمن أن لدى العراق فرصة لبناء الديمقراطية فعلاً رغم ان الأمريكان لم يريدوا مثل هذا في اعتقادي، لكن الرياح قد تجري بما لاتشتهي سفنهم، ولدى العراق اوراق جيدة (وكانت افضل قبل المعاهدة) للعب بها. أنا اقف بالضد من كل من الإحتلال والدكتاتورية تماماً كما تعلم, ولا أظن اننا نختلف في ذلك، لذا يجب ان نحدد بوضوح ما نقصد بـ -المشروع الجاري في العراق-.
ومن ناحية أخرى أنا ما أزال آمل ان يكسب مشروعنا للديمقراطية الكثير ممن يعرقلونه حالياً وهم يعتقدون أنهم يبنوه. انا اعتقد ان الإنسان غير كامل وأنه يجب أن يقبل تلك الحقيقة ويبني عليها، ولدى صديقي سعدون مقالة جميلة في المو


12 - تسديده رائعه
علي الهنداوي ( 2008 / 12 / 20 - 02:57 )
عزيزي صائب
أطلعت على مقالتك في موقع البديل وبقيت سهران لكي أدخل على موقعك حيث أن النت أسرع ليلا على اي حال كنت أتحدث الى صديق في العطيفيه عن مقالالتك ودخل على النت قال بحقك كلمه وهي أمانه أن أوصلها قال نحتاج الى أمثاله في العراق الكلمه سلسه الفكره تصل الى العقل والقلب دون تعقيد قرات بعض الاراء التي تهاجم أسلوب منتظر أنا أعذرهم الي عايش باوربا مو مثل العايش بقطاع 55 طبعا كل شئ هناك رائع وجميل وهادئ هنا نضرب بالنعال من أجل الحصول على قنينة غاز ....فماذا يتوقعون الجندي الامريكي بضع بسطاله على صدرونا ويبصق علينا هذا أمر لا بأس به وأمر عادي لكن عراقي من ولد الملحه يتجرأ ويرفع نعاله على أمريكي هنا تحققت الكارثه كيف يجرؤ أنه اليانكي المحرر !!والله يا سيدي


13 - ثقافة الأحذية أشرف من ثقافة تمجيد المحتل
يحيى السماوي ( 2008 / 12 / 20 - 03:06 )
ليطلق عشاق بوش على فعل الوطني الغيور منتظر الزيدي- ثقافة الأحذية- ـ فهي أشرف ألف مرة من - ثقافة تمجيد الإحتلال -

بوركت عراقيا نبيلا لا تأخذه في حب العراق لومة متأمرك يا صديقي الحبيب صائب .


14 - الطيور على اشكالها تقع
سلام الشمري ( 2008 / 12 / 20 - 04:07 )
تجمع القندريون المتمدنون حول احد منظريهم يصفقون له ويصفق لهم, في احتفالية عطرة بموضوعها لغرض البدا بتشكيل موقعهم الجديد الحذاء المتمدن وهم ينعقون بالرفض والتنديد لاصحاب المشاعر الدونية والرؤوس الخاوية الممتلئة بتنظيرات الاخلاق البرجوازية واهل الردح واصحاب الخيار الخاطيء وممارسي قلب الحقائق والمُخْتَلَف معهم..هه.. حركياً
هنيئاً لكم قراركم الشجاع بالتجمع وسط احذية المقاومة من حذاء الطنبوري حتى حذاء الزيدي مرورا بحذاء خرشوف
واخلوا لطفا مكانكم بين من لا يفقه رمزية الفعل الحذائي التي تسموعلى جلده وليبقى تصرفكم المنطلق من احساسكم بالكرامة نابعا من قلب احذية الفخار والمجد
وكل اناء... قصدي, كل حذاء ينضح بما فيه, لامراء


15 - المشكلة ليس الفعل المشكلة رد الفعل
خالد عبد الحميد العاني ( 2008 / 12 / 20 - 05:27 )
قد أختلف مع الصحفي في رميه للحذاء وهذا ليس مهما ولكني أرى أن المشكلة قد تم تسيسها من قبل الفضائيات العربية وبعض الصحفيين العرب الذين لا يستطيعون النظر الى العلم الأسرائيلى وهو يرفرف ليس بعيدا عن مقارهم الصحفية. الفضائية السورية ومنذ يوم الأحد والخبر الأول في نشراتها هو حذاء منتظر وكأن الجولان قد تم تحريره بحذاء منتظر الزيدي. بعض الصحفيين المصريين طالب [أن يكون 14 ديسمبر عيدا للصحافة العربية فأي بؤس نعيشه في هذا العالم العربي الذي يبحث مثقفوه عن عن أي إنتصار وهمي يلهيهم عن خيباتهم المتكررة. شمعون بييرز وتسيفي لفني رايحيين جايين على الدوحة وعمان والقاهرة خري مري وين الشهامة العربية وأين الكرامة العربية التي يتحدث عنها أشباه المثقفيين.


16 - رد الكاتب 3
صائب خليل ( 2008 / 12 / 20 - 09:28 )
أخي الغالي علي الهنداوي، أشكرك على جهودك وعلى إيصال الرسالة وتحيتي لصديقك الذي في العطيفية وإن كان هناك مشكلة في النت أرسل لكما المقالات بالبريد الإلكتروني مستقبلاً، إن ارسلتما العنوان.

يا أخي ماتقوله عن الذين في أوروبا وتحاول أن تجد لهم عذراً، حتى هذا العذر ليس لهم ابداً ، فهم يرون كل يوم تقريباً سياسياً يضرب بشيء ما، لذا ليس صحيح ان هذا هو السبب، إنه ليس سوى شعور بالدونية متغلغل في الإعماق حتى لم يعد ممكناً التعرف عليه خاصة بعد أن ارتدى ثيات الحضارة والتهذيب.. اما احبتنا في العراق فهم تاج راسنا وفخرنا، ولا يمكن ان نقبل أن يكون للأوروبيين حقوق أكبر من حقوقهم بأي شكل. ربما يفرضون تلك الحقوق لكن قبولها أمر دوني مرفوض.
تقبل تحياتي وسلامي إلى صديقك.

أخي الكريم يحيى السماوي الف شكر لطلتك البهية عليّ.
اتصلت بك أمس وردت إبنتك وأخبرتها أن تسلم لي عليك وتخبرك أن إيميلك ملآن ويرفض إيميلاتي ، فارجو افراغه قليلاً. قبلاتي لك.

الأخ سلام الشمري، ليس ما تقوله صحيح تماماً فهناك بضعة إيميلات مخالفة للرأي السائد في المناقشة، وكنت آمل أن يغنينا المزيد ممن هم على خلاف معنا، لكن للأسف حتى عندما يأتي هؤلاء البعض فأنهم، خاصة من كانت رسائله كملثل رسالتك، لا يكونون مفيدين في النقا


17 - اهم فريقين من تناول الموضوع ومشاعر العراقيين الحقيقية
ميلاد محمد ( 2008 / 12 / 20 - 11:12 )
الاستاذ صائب خليل المحترم ...السلام عليكم

اعتقد ان فريق من الكتاب الذي تناول تصرف منتضر من الجانب الاخلاقي ...قام بدور صحيح من حيث تذكير الجماهير بالمباديء الدينية والاخلاقية والمهنية ...بحيث يكون التعامل بفرح مع الحدث حالة استثنائية لا يجب تكرارها ...كما ان عليهم من الان الاستمرار بهذا الدور الارشادي باعتبار تصرف منتضر ورد فعل الشارع المهلل مؤشر خطر لديهم ...هذا طبعا انطلاقا من ايماننا وافتراضنا اهتمامهم وحرصم على هذا الجانب وليس الحدث

الفريق الثاني ...عاش تحت جلد المواطن بكل ما يعانيه من مشاعر غضب والم وظلم واهانة وخوف ...هذا ان لم تكن تعيش تحت جلده كذلك ....فحلل وسلط الضوء على الحدث من هذا الجانب بجراة ودون ادعاء
واعتقد ان هذه اهم الفرق التي تناولت الموضوع

( لما ندخل كلاب تفتشنا ولما نخرج كلاب تشمشمنا )
هذه مقولة لاحد رجال الحكومة الكبار تعبيرا عن طريقة تعامل
الامريكي معهم ...الى وقت قريب

فالعراقيون ان اختلفوا بكرههم لصدام فانهم متفقين على كرههم لامريكا مهما اختلفوا بتبني طرق التعامل معها

واجزم بان اي عراقي اي عراقي ...بما فيهم رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي لو اغلق الباب بهدء وجلس معترفا مع نفسه ...مسترجعا من


18 - تحليل دقيق لمن فهم معنى الحذاء الطائر ولمن لم يرد فهمه
MUNIR CHALABI ( 2008 / 12 / 20 - 11:57 )
الاخ العزيز صائب

تحليلكم المفصل و العميق لمغزا ما قام به هذا الشاب العراقي الجرئ كان مساعدة قيمه لمن فهم ما يعنية استخدام الحذاء للتعبير عن الف كلمة لتوضيح مفهوم الاحتلال

لقد تجلت عبقريه منتضر في مقدرته عن التعبير من خلال حركة واحده عن ماسي شعب عان الكثير و الكثير من 40 عام من جراءم البعث الفاشي و 6 دهور من احتلال بشع عندما شعر بان الكلمه وحدها غير كافيه وهو كان من احد اساتذه استخدام الكلمه في عمله كمواطن غيور اولا ثم كصحفي مبدع ثانيا

احتراماتي للراي الوطني المخالف والمنطلق حسب اعتقادي من فهم خاطء لهذا الرد المفحم للمحتلين وتعازي الساره للذين ارتبطه مصالحهم الانية بالاحتلال بعد ان كان معضمهم مرتبطين بالبعث من قبله

و اشكرك ثانيه على كتاباتك

منير الجلبي


19 - أيها المنتظرون بوركتم
تانيا جعفر ( 2008 / 12 / 20 - 12:13 )
عذرا سيدي 000
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام
قدر البعض عشق ذلة بوش ولو على حساب كراماتهم(إن وجدت)0


20 - ؟؟؟الاحتجاج حق مشروع فكيف بعراقي وطنه محتل
عبد الخالق البهرزي ( 2008 / 12 / 20 - 13:49 )
الاستاذ صائب خليل المحترم
شكرا لك في كل ماتكتب دفاعا عن عراقنا واهلنا. ان منتقدي (ثقافة القنادر؟!) هم اول من يمارسوها في حياتهم مع اهلهم او مع من يخالفهم بالرائ علنا ام كرغبة ذاتية للتعبير عن امر لايعجبهم. اما اداناتهم للعمل البطولي واطلاق التسميات التي لاتدل على رقي ثقافي و حضاري بمقدار ما تدل على ردود فعل دفاعا عن سيدهم المحرر الذي اعاد لهم الرجولة الذكورية التي اخفوها عهد الدكتاتور. بوش لم يكن ضيفاً على الشعب العراقي بل دخل العراق باعتبارة اقطاعي العولمة ومحتل البلد وصاحبه، اما من يسمون انفسهم بالحكومة فما هم الا سراكيل لهذا السيد فهو من نصبهم تحت خدعة الانتخابات التي تمت ضمن الاطار الذي رسمه المحتل فمن فاز هو نفسه من جاء مع المحتل او بايع الاحتلال اول يوم. من يطلقون على منتظر التسميات واتهامه بالبعث والتخلف والتصرف الاحمق هم من ربطوا مصيرهم واقلامهم بالمحتل باعتباره والي النعمة. واعتقد ان الكثيرين منا من عاشوا المنفى قبل الاحتلال يعرفون هؤلاء جيداً، وعلى اية موائد كانت تعتاش الى ان فتح لها الاحتلال ابواب رزق جديدة وربطوا مصيرهم به كابواق لدعم مسيرة ( العراق الجديد!!!؟؟) العراق المهانة كرامته تحت البسطال الامريكي.
اما الاتهامات الجاهزة التي تلصق بمن يناهض المحتل فهي اسطو


21 - سلام الشمري عيب والله عيب
محمد ( 2008 / 12 / 20 - 17:10 )
لقد دافع سلام الشمري عن بوش باستماته ، اظنه ابنه البار ، كفى والله اخجلتم الشرفاء بافعالكم الدنئيه ، لقد كان بالمرصاد لكل الاقلام الشريفه ولكن لي كلام واحد له ينضح الاناء بما فيه ،


22 - شان كل حدث كبيـــــــــر
كنعان ايرميا موشي ( 2008 / 12 / 20 - 17:52 )
الخلاصة من الذي انتصر وكسب من الحدث . بلا مجاملة ان بوش ارتفع رصيده باعتبار ان هذه اخلاق الفرسان الكبار خاصة باعلانه انه لن يقاضي الفاعل . وهناك قصص في التوراة والقران لتلقين البشر قيمة اكرام الضيف تصـــــعق ومنها ق
ا صة لوط واسوق الكلمتين من القران عسى ان تلصم من يدعي االنخلاف (( انهم ضيفي فلاتفضحـــــــون ))


23 - رد الكاتب 4
صائب خليل ( 2008 / 12 / 20 - 17:55 )
الاخت العزيزة ميلاد محمد، شكرا لمداخلتك وتحليلك.
في تصوري أن ما حدث لايفترض أن يؤخذ بهذا الشكل لا من الناحية الأخلاقية ولا من ناحية معاناة الشعب العراقي، فمعاناة الشعب العراقي تستحق أن ترسل إلى مسببها رصاصة إلى رأسه وليس حذاء يطير فوقه، كما أن العمل من المنظور السياسي ليس لا اخلاقياً تماماً فهي طريقة معروفة في الإحتجاج الجماهيري حينما لا تجد تلك الجماهير طريقة تجبر حكامها او المتسلطين عليها ان يستمعوا إلى صوتها.

اعتقد جازماً أيضاً أن العراقيين متفقين على كرههم لصدام بقدر إتفاقهم على كرههم لبوش والإحتلال إن لم يكن أكثر، واعتقد أن علينا أن نتوقف عن المفاضلة بينهما وأن نلقي بهما معاً في سلة الأزبال.
شكرا لك ثانية.

الأستاذ العزيز منير الجلبي ، مرحباً بك ..وشكرا جزيلاً لتعليقك الجميل الذي ليس لدي ما اضيفه عليه.تحياتي لك

الأخت العزيزة تانيا جعفر، شكراً لك على التعليق ، مما لاشك فيه أن في عمل منتظر استعادة للكثير من الكرامة العراقية، واعادة بعض اعتزاز الناس بانفسهم اليهم، واتمنى ان يكون تطور عادات مناسبة للإحتجاج عندما لا تكفي الكلمة، وان تصبح تراثاً عراقياً، يعرفه الشعب ويحسب له الحكام حساباً.

اخي الغالي عبد الخالق البهرزي، مرحباً بك دائماً..
سؤالك وج


24 - لا فض فوك
ابو عيسى ( 2008 / 12 / 20 - 19:22 )
الاستاذ صائب اكتب سيدي الفاضل لا فض فوك نحن هنا في الداخل نتواصل مع الناس تضامنا مع مأثرة الزيدي ومثل قلمكم يكمل معنا والمناضلين الابطال المآثر البطولية وقد اثلج صدري بيان لكتلة تصحيح مسار الحزب الشيوعي العراقي وانها وقلمكم والاخرين تجعلنا نتيقن ان العراق بخير بأبنائه البرره ومناضليه اليساريين صناع الحياة شكرا لك من شيوعي يتجدد دمه كل يوم

اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة