الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذن... (محمود)....مفكر وشهيد لثورة وطنية......!!!!!

عبد الفتاح بيضاب

2009 / 1 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


تأتلق البشارة مجيئا بمئوية ميلاده (1909م) والذكرى (24) لاستشهاده في أروع وأعمق لوحة لجسارة بطل سوداني وإفريقي بل كوني، راسما أبهي صورة لإيمان رجل بقضية بلده وإنسانها عربيا وزنجيا، مسلما أو مسيحيا، دليلا ساطعا على أن الوطن للجميع ولله للمجد والدين في الاعالى..يسميه الأستاذ المستوى الفلسفي للرسالة.بيد أن الكفاءة الشخصية لازمة حتمية وضرورة موضوعية عند الإنسان الرسالى، فمؤشرات نبوغه في خلوة رفاعة ومدرسة كتابها والوسطي،حيث أن لم يكن كذلك لما تهيأت له مع قلائل اختياره لكلية غردون وفي مدرسة نوعية مثل هندسة المساحة هذا من جهة حياته العلمية،كما انجلت بوضوح مبتدأ في حياته العملية نشاطه المشهود في مدينة عطبرة في أنديتها وسائر سوح نضالها، دأب تعيينه في مصلحة السكك الحديدية، مما أربك المستعمر حين لا سبيل إلا نقله التعسفي لمدينة كسلا، حيث عافا العمل تحت أمرة الأجنبي، تاركا بهاء الوظيفة للعمل الحر، كون انه أول سجين سياسي، في مناهضة الغزاة، كما دفاعه المستميت ضد الختان الفرعوني، لم يجعله يتوارى من مصادمة الانجليز في قضية خاتنة فرعونية برفاعة... رغم ذات الهدف عنده...غير انه أبا تحقيقه بقانون وأيادي استعماريه، جهة أن التنوير والوعي والأيادي الوطنية أقيم وأخير ولها حزمة دلالات استقلالية، كون انه والتني والمجذوب وعبد الحميد ..كأنما أجابوا على سؤال لينين ما العمل؟؟؟.....حيث أسسوا أول حزبا سياسيا في أكتوبر 1945م كانت نقلة نوعية في أدب التحرر الوطني رغم انه كان بدافع الحماس والشهامة السودانية، لكن الانتباهة الباكرة من الأستاذ أجل أن الحماس وحده لا يكفي لبناء آلية للنضال أن لم تخصب بمبدأ مذهبي حيث اختار حينها المذهبية الإسلامية لتسد ما بين الفكر والممارسة من فراغ، في منهج جعلت القراءة العلمية والمعاصرة بوسطية الإسلام بأميز ما يكون عن جملة ومطلق التيارات الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي، وكأنما تطابق مع هيغل في جدل تطور الفكر والمجتمع، كما انه لا ينكر دور المادة في إحداث الثورة العلمية،والتقنية في رفاه الإنسان فيما يشابه فورباخ. يسرت له هذه القراءة العميقة والمتأنية لوسطية الإسلام إحداث تجديد غير مسبوق لتطوير الشريعة الإسلامية حيث أتاحت من الجرأة القول بأن دولة المدينة أصلت حرية المعتقد والرأي في إشارة لصحيفة يثرب، والتزام المعصوم صلى الله عليه وسلم بالنص في قوله تعالى(لكل جعلنا شرعة ومنهاجا) مستشرفا أفق التطوير باستدلاله على شمولية القران ووحدة الدين في مثل طرفي أية القصاص (والعين بالعين والسن بالسن) في مطابقة التوراة التي حكاها المسيح، وفي الآية نفسها (فمن عفا وأصلح فاجرة على الله) كأبلغ من التسامح الذي عند المسيح، أما المسلم فحر أي طرف يختار، (راجع كتابه الإسلام أغسطس 1968م).لمزيد من إثراء مفهوم الوسطية كأكثر ما يبين الإطار النظري والفلسفي للفكر الجمهوري، في استعلاء قيمة الوسطية وعالمية طرحها الراهن كأحد أهم الوسائل المفضية لسلام عالمي، في بيان أهميتها كمؤتمرات حوار الأديان في مدريد والسعودية ...الخ.في منهج مقاوم لايدولوجيا الرأسمالية والاستعمار الحديث والتي جعلت من الأديان أداة لشعار فرق تسد،أيضا كون أن أهم القضايا الوطنية التي دافع عنها الشهيد تتقاطع...مع ماركس وانجلز في مقاصدها الكلية الاشتراكية...الديمقراطية، إزالة الفروق ،في مثل قضية الجنوب والمرأة والإصلاح الزراعي والتي كانت أس وأساس برنامج الفكر الجمهوري فاستباق الرؤية في مثل هذه المحاور ليس غير انه نموذج على تقدمية ذاك الفكر وليس بعيد المنال لمن أراد المزيد من التدقيق وعمق حلولها المقدمة الرجوع للموقع على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان(الفكرة دوت كوم) حتى لا نتهم بكيل المديح على العواهل. والشاهد الناصع على غايته في وحدة التراب والهوية والذي مازال جل شهوده على قيد الحياة الموقف الباسل والشجاع من قوانين سبتمبر 1983م إذ يقول عنها:(أنها لا تمت للإسلام بأي صلة، بل شوهت الإسلام ونفرت الناس عنه،زد على ذلك أنها هددت وحدة البلاد، والقضاة المعينين بموجبها غير مؤهلين فنيا، وضعاف أخلاقيا، من أن يمتنعوا أن يكونوا أداة في يد السلطة التنفيذية لضرب حرمة القضاء الحر المستقل والتنكيل بالخصوم السياسيين) فأي من ذلك لم يحدث!!!؟؟؟ فعقب شهور من هذا البيان الشهير حدث الطوفان الذي تنبأ به في انتفاضة مارس/ابريل 1985م هذا وحده ساق الشهيد العالم الجليل والمفكر الهرم للمشنقة في أبشع وأخر مسلسل لجرائم مايو وسفاحها نميري وحلفائه المتأسلمين، في مسلسل اغتيالات من الجزيرة أبا وودنباوي ويوليو 1971 وسبتمبر 1995 ويوليو 1976م ويناير 1982م،هذا وفي يناير 1985م كانت المحكمة الشهيرة بإعدامه.هاهي تهب رياح ذكريات بطل أرجفت شجاعته القتلة وهو يصلى ركعتين لله والوطن فارقت روحه الجسد غير أبهة بالحبل،جوهر الانتقال الآن ليس يقال ولكن في النهار المستعاد يكون حجم الشمس أكبر وينعم العامة بالأسرار أوهكذا يقول أصدقائي من الإخوان الجمهوريين.شكرا للدكتور عمر القراي،شكرا للدكتور عبد الله على النعيم،شكرا لصحيفة الصحافة الغراء، شكرا لجامعة أوهايو،بإنعاش الذاكرة والاحتفاء بذكرى هذه القامة الوطنية والفكرية،أمنياتنا أن تعود ذكراه القادمة والوطن ينعم بالرفاه والسلام والوحدة والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي