الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفواً يا قادة حماس

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2009 / 1 / 15
القضية الفلسطينية


بعد مرور أكثر من أسبوعين على العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وبعد هذا الحصاد الهائل من الشهداء من الفلسطينيين والذي بلغ 858 شهيد في مقابل 3 إسرائيليين قتلتهم صواريخ حماس ، فمع هذا الكم الهائل من القتلى والجرحى من الفلسطينيين فمن حق المواطن العربي من المحيط إلى الخليج أن يقرا ما حدث قراءة سياسية لما قبل العدوان وما بعده ، وحتى لا تطلق الاتهامات وعبارات التخوين الجاهزة لدى البعض فعلينا هنا إن نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلى حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وكذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين ولكن من المهم أيضا إن نؤكد إن تأييد المقاومة الفلسطينية لا يعنى بالضرورة تأييد حركة حماس ومن جانب أخر فان حماس هي جزء وليس كل المقاومة الفلسطينية ، لذلك فان الجماهير العربية التي خرجت للشوارع بعد العدوان الاسرائيلى على غزة هي خرجت لنصرة الفلسطينيين ورفض العدوان وليس تأييدا لحركة حماس ، ولكن ما حدث يستلزم التوقف عند بعض المحطات وهى :
أولا : يبدو أن إسرائيل وحركة حماس كانتا بحاجه إلى هذه الحرب المدمرة فباراك وليفنى يحتاجون هذه الحرب لرفع رصيدهما الانتخابي وهو ما حصل فعلاً بزيادة شعبية حزب العمل واحتمال زيادة مقاعده في الكنسيت الاسرائيلى بمعدل 20% في الانتخابات القادمة بسبب قتله للفلسطينيين !! ، وحركة حماس كانت تشعر بعزلة قبل الحرب وخصوصاً أنها فشلت في تسويق نفسها كسلطة حاكمه لقطاع غزة والمعابر مغلقة ولا يوجد اعتراف اقليمى أو دولي بها وبالتالي فهي تحتاج إلى تحريك الأجواء حتى تستطيع من خلاله تحريك المسائل سياسياً فقادة حماس يعرفون إن الحرب يعقبها مفاوضات وتسويات ولذلك هم رفضوا وتشددوا في تمديد الهدنة بعكس المرات السابقة لان هذه الهدنة لم تحقق لهم فتح المعابر ورفع الحصار ولكن الذي لم يتوقعوه هو حجم العدوان الاسرائيلى الذي فاق تصوراتهم وخططهم باتجاه التسوية التي تخدم مصالحهم .
ثانياً : إن قضية فتح المعابر الذي تذرعت بها حماس لعدم التجديد للتهدئة ليست هي كل الحقيقية ففتح المعابر بما فيها معبر رفح ليس مشكلة ولكن حماس تريد فتح المعابر على أساس الاعتراف بها كسلطة حاكمة في غزة أو لا تفتح المعابر ولذلك فالمهم عند حماس هو الاعتراف بها وليس فتح المعبر لخدمة الفلسطينيين ويمكن هنا إن نستدل على ذلك من تأكيد وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط على استعداد مصر لفتح معبر رفح على أساس اتفاق 2005 وهو ما يعنى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية والاتحاد الاوروبى ولكن هنا زعيم حماس خالد مشعل له رأى واضح في رفض فتح المعبر إلا على أساس واحد وهو إن يكون بين مصر والاوروربيين مع حماس بمفردها أو مع وجود السلطة وحماس وبشأن معبر رفح الحدودي؛ قال مشعل في حديثه الثاني "آن الأوان لإعادة اتفاقية معبر رفح، ونحن عرضنا صيغة منطقية، وأنا أطالب محمود عباس أن يقول للعالم نعم نريد أن نتفاهم على شراكة فلسطينية بينه وبين حماس في غزة لترتيبات على معبر رفح تشارك فيها مصر والأوروبيون " ، ولذلك فهذا الكلام لمشعل يؤكد على هدف حماس كونها تسعى من خلال معبر رفح لإجبار الدول الإقليمية والدولية للتعامل معها كسلطة حاكمة وليس غير ذلك بما فيها كقوة مقاومة والتي هي بالنسبة لحماس مرحلة تجاوزها الزمن كما جاء في خطاب اسماعيل هنية بمناسبة ذكرى تأسيس حماس وقال بان حماس قد انتقلت من الدعوة إلى المقاومة ثم السلطة ويجب التعامل معها على أساس ذلك .
ثالثاً : وضع حماس يختلف عن حزب الله ومن يشبه بين الحالتين فهو مخطئ فحماس لديها هدف واحد هو الحفاظ على السلطة في غزة وإجبار الدول الأخرى على الاعتراف بها ومعبر رفح هو احد وسائلها في ذلك ولذلك فقادتها لديهم حساسية مفرطة من هذا الموضوع حتى من جامعة الدول العربية التي اتهمها القيادي في حماس محمد نزال بأنها لا تمثل الفلسطينيين وذلك فقط لكونها لا تتشاور مع حماس وبناءً على ذلك فان اى جهة تعترف وتتشاور مع حماس هي تمثل الفلسطينيين وغير ذلك فان اى طرف لا يتشاور معهم فهو لا يمثل الفلسطينيين فحتى لو تشاور مع جميع الفصائل الفلسطينية ولم يتشاور مع حماس فهو من وجهة نظر قادة حماس لا يمثل الفلسطينيين لان من المؤسف إن الوصول إلى السلطة عند حماس جعلها تعتقد أنها وحدها من تمثل الفلسطينيين ، بينما حزب الله كحركة مقاومة كان أكثر انفتاحاً في حرب تموز على الداخل اللبناني واستطاع خلق إجماع وطني معه حتى من قوى 14 آذار التي تختلف معه وكان الرئيس نبيه برى ورئيس الوزراء السنيورة يفاوضان مجلس الأمن والدول الكبرى باسم كل لبنان وهذا حدث لان حزب الله ليست لديه سلطة في منطقة جغرافية يسعى للحفاظ عليها كما تفعل حماس ويؤكد ذلك اسماعيل هنية ، وهذه السلطة التي يذهب ضحيتها الفلسطينيون في قطاع غزة
رابعاً : خالد مشعل وفى تصريح قبل أيام من العدوان الاسرائيلى على غزة قال: نريد دولة في حدود العام 1967 وهذا يتفق مع وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني الموقعة في العام 2006 من قبل جميع الفصائل باستثناء حركة الجهاد الاسلامى فإذا كان مشعل يريد دولة في حدود 67 وهو ما يعنى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ، فقطاع غزة لم يكن تحت الاحتلال بل كان محرراً وتحت سلطة حماس بينما الجزء الذي يحتاج إلى تحرير ومقاومة هي الضفة الغربية والقدس الشرقية فلماذا تطلق حماس الصواريخ من غزة وهى محررة ولا تقوم بعمليات فدائية في القدس حتى تحريرها وخصوصاً أنها تؤيد دولة على حدود 67 وهذا يعنى أنها لا ترغب بتحرير أراضى 48 حتى تطلق الصواريخ من غزة !! ، وهذا يؤكد على أن المسالة والهدف هو الاعتراف بسلطة حماس وليس شيء أخر ، فهل يستحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يكون قرباناً في سبيل الاعتراف بسلطة حماس على القطاع ورفع شعبية الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اثر لأحترام الديمقراطية في كلامك
صائب خليل ( 2009 / 1 / 14 - 23:48 )
اخي العزيز تقول ان حماس:
-فشلت في تسويق نفسها كسلطة حاكمه لقطاع غزة والمعابر مغلقة ولا يوجد اعتراف اقليمى أو دولي بها -
بالمقابل عباس نجح في -تسويق نفسه- لكن لمن يفترض ان تسوق الحكومة نفسها؟ لشعبها أم الإعتراف الإقليمي؟ إن كان لشعبها فالفارق شاسع بين حماس وغيرها ولنتوقف عن هذا الكلام الذي لايحترم لا الديمقراطية ولا القارئ

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر