الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاح الأمين يدعو لما بعد زمن الكتابة !

صباح محسن جاسم

2009 / 2 / 12
الادب والفن




الاشتغال على استعادة شجاعتنا كي نكون قادرين على المقاومة
الشعر هو هذا التمرد بين السياسة والحياة
في أصبوحة استثنائية ضاجة بالمعنى احتفى نادي الشعر في الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بالأديب والناشط الثقافي الدكتور كفاح الأمين لا بصفته الوظيفية كمستشار للدكتور برهم صالح أو ما عرف عن حرصه واهتمامه بدعم النشاط الثقافي العراقي ، بل بصفته الميلودرامية والفوتوغرافي كفنان صانع لكلمة شعرية مغرقة بالبوح الشعري وبطريقة تقديم جديدة تزاوج ما بين المسرح والشعر ، ما بين الكلمة المنطوقة بموسيقى وحركة الجسد بعذوبته الدالة.
أدار جلسة الأصبوحة الشاعر جاسم بديوي رئيس النادي بإضاءات متلألئة حول الاشتغال على الدراما الشعرية من خلال توظيف اللغة والصوت مع الجسد خلافا لإلقاء القصيدة منبريا.
حيث مثلت نصوص نثرية مشاغبة من ( طعنة الضوء ) موغلة في الجمال. مازجها بنفحات من مجموعته القصصية ( لمن هذه الحرب ) بمتراشقات لونية نافخا في نار كاوا الحداد في دعوة لتواصل تمرده من خلال معاودة مشاكسته للصبيان تحت أشجار الرمان ولينتج بطله الجبلي من ضلع الانتصار للإنسان. وقد مثل النصوص الدرامية حركة وإلقاء كل من الدكتورة عواطف نعيم والمبدع عزيز خيون إذ نجحا فعلا في خلق أجواء التقارب وتفهم النص الشعري لدى المتلقين ( الجمهور ) وهذا ما أسس له الشاعر في تحديث قراءة واستماع النص بجدلية ذات جمالية متقدمة.
ترجع قوة تصويره لعناصر ومفاصل الطبيعة إلى فوتوغرافيته المعالجة للواقع من خلال إعادة خلق اللحظة فتثار من تراتيل يراعه زنابق الورد وحشود الوعول الجبلية وزخات المطر المعاندة رغبة في تطهير ما لم يتطهر بعد .
الجدير بالذكر إن الأمين مصور فوتوغرافي من نوع خاص ( اكتشفته شاعرا وميلودراميا جميلا ) – كما أوضح الأستاذ الناقد فاضل ثامر من مداخلة له. وهو في الوقت الذي يكتشف فيه الكثيرون أنهم شعراء يكتشف أنه ليس بشاعر. وهو لا يعطي مسميات بل يعطي دفاعا عن الخير.
ما قدمه في أصبوحة السبت الموافق 7 شباط 2009 دراما حوارية ذكية جدا كشفت عن اختلاط المسرح بالشعر في روح ونفس الشاعر وبسؤاله الحياتي والفلسفي بمقابل مربع يحاول ابتلاعه ( أيها الطير الجريء قل لي من سينقذنا نحن المفتونون بالحياة ؟ ) وهو يهدي لمن تعلم منه بعض ما أحبه فيه وفي حضرة المستحيل يضيء ذلك البعض من الكلام مثابرا .
في سؤال للمقدم لماذا هاجس النهاية بعد زمن الكتابة ؟ وأين ستذهب الثقافة إذن ؟ يوضح الأمين : أنا فقط أطالب بقضية الانتصار على الذات. إن كل ما أتمناه أن نستعيد شجاعتنا التي تجعلنا قادرين على المقاومة. والمقاومة ليست بالضرورة أن تكون استشهادا أمام الرصاص كما فعل دوبريه . المثقف العراقي ميال للشغب بمعنى العدالة.
ثم يذهب بواقعية مشخصا من بين حقائق عدة : لم يقم الواقع بترجمة فعلية وعملية لـ " سيداتي .. سادتي ". ذلك ما اضطره أن يميل إلى نظرية الانزياح لعناصر الفوتوغرافي وهو ما سيعالجه في مؤلّف سيظهر قريبا بهذه المقاربة.
وهو إذ يقدم الأم العراقية يمنحها صفاتها الفاعلة في أن تكون ملاذه وحريته وقدره الذي يذوب فيه باعتبارها جزء من الطبيعة التي يحبها حد التقديس. بذلك المفهوم الزرادشتي يفلسف الماء والتراب والهواء والنار. فهي ملح الأرض ومن دونها لا يوجد عراق و ( لتذهب المحافظات إلى الجحيم .. ولتبق الأمهات ).
كما نتلمس المثقف الموضوعي في دعوته للمجاهرة بعملية التفكير والتحول باتجاه البوح والإفصاح. فتمرد المثقفين يجب أن يكون باتجاه عضوي " لنخرج في تظاهرة صامتة على الأقل !" ثم يواصل " أنا أفتح النص .. وأعطي قراءة نص يحاول إعادة العملاق العراقي".
باختصار إن هاجس الشاعر كفاح الأمين يشترط :
إن هناك عالم ينبغي أن نكون سعداء فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن فعلا نستحق السعادة
زينب محمد رضا الخفاجي ( 2009 / 2 / 11 - 20:37 )
الاستاذ صباح محسن جاسم
نحن فعلا سيدي نستحق السعادة..لذا تراني اول من يبحث عنها حتى ولو كانت ابرة في كومة قش..سلمت يداك ومتابعتك

اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار


.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها




.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع


.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض




.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا