الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة

مهدي سعد

2009 / 2 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مع إسدال الستار عن انتخابات الكنيست وتحقيق الجبهة نصرًا مظفرًا فيها تبدأ مرحلة بناء اليسار الجديد في إسرائيل الذي ستكون الجبهة القوة المركزية فيه، وذلك نابع من أنها أصبحت "الحركة اليسارية الأكبر في البلاد" وفق تعبير النائب الجبهوي د. دوف حنين. زيادة قوة الجبهة في الوسطين العربي واليهودي وحصولها على أربعة مقاعد وتجاوزها لحزب ميرتس من حيث عدد الأصوات والتمثيل البرلماني يلقي على كاهلها مهمة بناء اليسار الإسرائيلي الجديد بالتعاون مع مختلف القوى والحركات اليسارية العربية واليهودية في البلاد.

مهمة بناء اليسار الجديد تتطلب تكثيف العمل العربي- اليهودي المشترك الذي يحوي في داخله كمية كبيرة من شرائح المجتمع الإسرائيلي تمهيدًا لتشكيل جسم موحد لكافة الأحزاب والأطر اليسارية التي تؤمن بالسلام العادل والمساواة المدنية والقومية والعدالة الاجتماعية والبيئية. إن هذه المهمة أصبحت ضرورة حتمية بسبب فشل اليسار التقليدي القديم في تشكيل بديل حقيقي لليمين الإسرائيلي، لا بل تواطأ معه في العدوان على لبنان وغزة ووقف إلى جانب سياسة القتل والإرهاب التي انتهجتها حكومة إسرائيل بحق شعوب المنطقة.

إن اليسار الجديد يجب أن يؤسس على أجندة سياسية واجتماعية واضحة، في صلبها العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل تحقيقًا للشعار الجبهوي الشهير "دولتان لشعبين" وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، تمهيدًا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. أضف إلى ذلك أن هذا اليسار يجب أن يضع في مركز اهتمامه العمل على تحقيق المساواة المدنية والقومية للأقلية العربية في إسرائيل والاعتراف بها كأقلية قومية يجب أن تحصل على كامل حقوقها مثلها مثل الأغلبية اليهودية.

وفي الجانب الاقتصادي- الاجتماعي لا بد لهذا اليسار الجديد أن يتبنى طرحًا اشتراكيًا يقوم على دعم ورعاية الطبقات المسحوقة والشرائح الضعيفة التي تعتبر المتضرر الأكبر من السياسة الرأسمالية المتوحشة التي تمارسها الحكومة، ويأتي في مقدمة هذه الطبقات الفقراء والمعاقون والأرامل والأيتام الذين يعانون الأمرين جراء ما تقوم به الحكومة من إجراءات تطال أبسط حقوقهم. زد على ذلك أهمية تقديم توجه بيئي تقدمي يهدف إلى الحفاظ على البيئة وتحقيق العدالة البيئية.

إن القضايا التي تطرقت إليها والتي كانت ولا زالت على رأس سلم أولويات الجبهة بدأت تجمع حولها العديد من المؤيدين في الشارعين العربي واليهودي الذين يتوقون إلى بناء مستقبل مشرق تتحقق فيه آمالهم في الحرية والإخاء والسلام. هذا يترافق مع ارتفاع منسوب العنصرية والفاشية في صفوف المجتمع الإسرائيلي والذي تُرجم في الانتخابات بزيادة قوة اليمين وحصوله على غالبية مقاعد الكنيست. من أجل صد هذا المد العنصري ومحاربته والتغلب عليه لا بد من بناء اليسار الجديد الذي يمثل بديلا حقيقيًا لليسار القديم واليمين المتطرف في ذات الوقت.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل