الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مؤتمر اربيل .. بين -المصالحة الوطنية- ومطالبة الجماهيرالكوردية باجراء استفتاء عام

صلاح كرميان

2004 / 3 / 30
القضية الكردية


بينما تجري محاولات جدية لايصال رأي الشارع الكوردي الى اسماع العالم من خلال الحركة الجماهيرية الواسعة، التي تبنتها شريحة واسعة من المثقفين في داخل كوردستان والدول التي تتواجد فيها الجاليات الكوردية التي تطالب باجراء استفتاء عام بين ابناء الشعب الكوردي، بغية ابداء الرأي في تقرير مصيره وتحديد نوع العلاقة التي تختارها في التعامل مع الواقع العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، والتي كانت حصيلتها جمع ما يزيد على 1.7 مليون توقيع مؤيد لاجراء مثل هذه الاستفتاء. فيما تعد هذه النتائج دليلا قاطعا على ما تبتغيها الجماهير الكوردية في مطالبتها بممارسة حق يعتبرمن ابسط الحقوق الشرعية بكل المقايس والمعايير الدولية والانسانية، دون وصاية اية جهة او طرف سواء داخل كوردستان او خارجه. فالبرغم من تلك النتائج التي تعكس رغبة الجماهير الاّ ان مواقف الجهات والاحزاب العراقية بصورة عامة والاحزاب الكوردستانية الرئيسية بصورة خاصة تظهر بما لا يقبل التأويل عدم ايلاءها اية الاهتمام يذكر بمطاليب جماهير الشعب الكوردي في اجراء مثل هذه الاستفتاء رغم ان بعض الاطراف حاول بطريقة ما الظهور ببعض مظاهر التأييد لغايات لم تعلن عنها، خلافا لمواقفهم الرسمية وتصريحات وخطب المسؤولين الكبار في تلك الاحزاب. الاّ اننا نرى ان ما تجرى على الساحة العراقية والكوردستانية تتجه باتجاه معاكس لرغبات الشعب الكوردي. فبدلا من دعم ومساندة هذه الحركة الجماهير وضمان تحقيق رغبات الشعب وطليعتها المثقفة، تقوم التيارات المناوئة لعملية الاستفتاء بايجاد وسائل من شأنها افشال هذه الحركة ووضع العراقيل امام تحقيقها وتحاول اعطاء صورة مشوهة الى الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي عن ما يجري على ارض الواقع في كوردستان.

يأتي انعقاد مؤتمر ما يسمى بالمصالحة الوطنية الذي افتتح في اربيل قبل ايام بدعوة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبمشاركة مباشرة من الاتحاد الوطني الكردستاني ضمن تلك المواقف والاجراءات التي تهدف الى تشويه الحقائق وتحاول اظهار خلاف الواقع. بالرغم ان عقد المؤتمر جاء تحت يافطة المصالحة الوطنية، الاّ ان دعوته لكبار قادة الجيش من امثال ابراهيم فيصل الانصاري المعروف بارتكابه جرائم حرب اثناء قيادته للفرقة الثانية في كركوك ورئاسته لاركان الجيش العراقي ووفيق السامرائي مدير الاستخبارات العسكرية العراقية سابقا ومشعان الجبوري واعضاء سابقين اخرين في حزب البعث الفاشي والنظام المنهار يعطي تفسيرا مغايرا تماما للشعار الذي رفعه المؤتمر. ويتسائل المرء عن المعايير الوطنية لدى اناس ساهموا بشكل مباشر في خراب الوطن وقتل الالاف من الابرياء من ابناء الوطن بكل شرائحه بما فيهاعمليات الانفال الوحشية والابادة بالغازات الكيمياوية.

كما وان توقيت انعقاد المؤتمر بعد ظهور نتائج حملة المطالبة باجراء الاستفتاء واحداث القامشلي والمدن الكوردية الاخرى في سوريا ومظاهر الابتهاج التي عمت مدن كوردستان ايران اثر اعلان قانون ادارة الدولة المؤقت في العراق الذي تضمن نوع من الفيدرالية للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحزب الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني منذ 1991، جاء لتأكيد الحرص على وحدة العراق و بمثابة توجيه رسالة الى الدول الاقليمية والتيارات السياسية القومية والمذهبية العراقية بغية اطمئنانهم وازالة المخاوف والقلق الذي ينتابهم من مطالبة الجماهير الكوردية باقرار حق تقرير مصيرهم، للحيلولة دون مواجهة الاحتمالات التي من شأنها تكرار التجارب المأساوية التي خاضتها خلال تاريخها الشاق والتي تعرضت خلالها الى ابشع الجرائم بهدف ابادتها ومحو كيانها.

ان ما يلفت النظر ويدعو الى الاستغراب هو توجيه المؤتمر دعوة الى مجلس الحكم لاصدار قرار يلغي قراره السابق حول اجتثاث البعث وذلك لزوال الاسباب التي استدعت ذلك وتجسيدا لمبدأ العفو عند المقدرة ( حسب ما جاء في مقررات المؤتمر) وكذلك دعوته لمجلس الحكم لمطالبة قوات التحالف باطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات من فلول النظام البعثي المنهار اللذين القي القبض عليهم بعد سقوط النظام من السجون.

ان هذه المواقف والمحاولات المكشوفة لاتخدم قضية شعب عاني من اشد انواع القهر والاستبداد على ايدي التابعين الاذلاء لاقبح نظام دكتاتوري وان شعار المصالحة الوطنية والعفو عند المقدرة لاينطلي على احد ولا يخدم قضايا الشعب المصيرية بل يأتي للحفاظ على مصالح حزبية ضيقة وان على الناشطين في حركة نحو الاستفتاء ان يضاعف جهودهم ونشاطاتهم على كل الاصعدة بغية ايصال صوت الشعب الكوردي الى اسماع العالم والوقوف ضد كل المحاولات التي من شأنها ثبط هممهم وعرقلة مسيرة تلك الحركة النابعة من صميم الجماهير الواسعة.

28/3/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل