الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام يحتاج قادة حقيقيين راغبين ب (المصافحة)

خالد الكساسبه

2009 / 3 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


العام 2009سيكون صعبا.
في صيف 1996 بينما كان مصورو التلفزيون يستعدون لادارة مسجلاتهم وكاميراتهم لتسجيل لقاء بين الملك الراحل الحسين وعدد من الكتاب طلب الملك منهم اغلاقها وقال " هذا اللقاء ليس للنشر".
كان الحسين العائد قبل سنتين من رحلة العلاج الشهيرة قد اشعل سيجارته مخالفا نصيحة الاطباء وتنهد تنهيدة طويلة وقال ان الاوضاع لا تبشر بالخير بعد فوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات ضد شريك السلام شمعون بيريز وقال حرفيا "انا محبط".
كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية انذاك قد اعلنت للتو وحملت صناديق الاقتراع بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء على حساب بيريز الذي كانت استفتاءات الراي العام حتى قبل عدة اشهر ترجح فوزه بالانتخابات الا ان اغتيال المهندس يحيى عياش وما تلاه من عمليات انتحارية حصدت ارواح عشرات الاسرائيليين دفع بالناخب الاسرائيلي لترجيح كفة نتنياهو صاحب النظرة الامنية الحديدية على حساب بيريز شريك اسحق رابين في اتفاقيتي اوسلو و وادي عربة حديثتي التوقيع انذاك.
الان مع بدء نتنياهو محاولات تشكيل حكومته لا اتوقع ان يتم انجاز اي تقدم في عملية السلام بين الاسرائليين والفلسطينيين او بين الاسرائيليين والسوريين رغم ان (ادارة اوباما) اقحمت نفسها في عملية السلام منذ البداية عبر تعيين مبعوث خاص (ميتشيل) بدا عمله عشية دخول اوباما البيت الابيض على عكس ادارة جورج بوش التي لم تقحم نفسها بالمسالة بتاتا او ادارة كلينتون الثانية التي اهملت العملية بفعل قضية لوينسكي ولم تلها اي اهتمام باستثناء الاشهر الاخيرة فقط التي توجت ب كامب ديفيد الثانية التي كادت ان تنتهي بمعاهدة تاريخية لولا رفض ياسر عرفات لما قدم له رغم اقتناعه بالعرض لانه لم يرد ان يسجل التاريخ له انه من تنازل عن ارض فلسطينية مشترطا ان يحظى بتغطية عربية لانجازها الا ان الزعماء العرب اعادوا الكرة لملعب عرفات ففشلت القمة وحصل ما حصل بعد ذلك من قدوم ادارة يمينية للبيت الابيض (جورج بوش) الذي تماهت سياسته مع سياسة اليمين الاسرائيلي ( اريل شارون ) فاعتبر عرفات المنتخب شرعيا غير ذي صلة واقتحم الاسرائيليون الضفة الغربية وتمت محاصرة عرفات في المقاطعة حتى موعد وفاته .
لا يوجد حاليا باستثناء الطرف الامريكي اطرف ذات صلة لعملية السلام فاسرائيل ستتخبط في حكومة يمينية لا تحظى بتاييد الوسط او اليسار مما قد يدخلها بدوامة انتخابية جديدة قبل نهاية العام ، والفلسطيينين لا يملكون سلطة شرعية منذ اانتهاء مدة رئاسة محمود عباس والسلطة الشرعية (حماس)لا تحظى ب (الاعتراف الدولي ).
على المسار الاسرائيلي السوري لا نتوقع اي تقدم مع وجود نتنياهو على راس حكومة يمينية في اسرائيل ، و برود العلاقات بين اسرائيل وتركيا التي لعبت دور العراب في فترة ما قبل حرب غزة بين السوريين والاسرائيليين في اعقاب حادثة دافوس رغم ان الاتراك والاسرائيليين قللوا من شأنها الا ان الاسرائيليين يرون في حكومة تركية يرأسها طيب رجب اردوغان وسيطا غير عادل.
ورغم ذلك ورغم وجود عقدة ايران الحليف القوي ل سوريا فان عام 2009 يحمل فرصا لبدء جولة جديدة من المفاوضات بين السوريين والاسرائيليين اكثر من فرص احياء المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية مع وجود رغبة لدى بشار الاسد للعودة للمجتمع الدولي رغم قرب موعد بدء محمكة اغتيال رفيق الحريري وهي محكمة نرى انها ستكون شبيهة بمحكمة لوكربي تستغرق اشهرا بل سنوات وتحمل نتائجا سيتم من خلالها التضحية ببعض المتورطين الصغار مقابل تنازلات يقدمها المتورطون الكبار .
مهما يكن من امر فان التوصل الى سلام بين الاسرائيليين والسوريين لن يحل ازمة الشرق الاوسط وعلى اوباما ان يتعلم من تجربة كارتر الذي قاد بقوة مفاوضات بين السادات وبيغن ادت الى التوصل الى كامب ديفيد لكنها اغفلت اقحام الفلسطينيين بهذه المفاوضات فاستمر الصراع حتى اليوم رغم مرور ثلاثين عاما على كامب ديفيد.
وجود رغبة امريكية صادقة ودفع دولي صادق باتجاه احلال السلام، ورغم ان امريكا كما قال السادات في السبعينيات تملك 99% من اوراق اللعبة الا ان عدم وجود شركاء حقيقين راغبين ب (المصافحة) يجعلنا غير متفائلين للعام 2009
السلام يريد شركاء حقيقيين يملكون الشرعية كما كان الحال مع عرفات ،رابين، الملك حسين،السادات و بيغين كما يحتاج الى رغبة حقيقية بالسلام مع ادراك ما يتطلبه من تنازلات الى جانب رغبة امريكية كما كان الحال معه في حالة جيمي كارتر او بيل كلينتون ابان رئاسته الاولى.
على جميع الاطراف ان تتقدم خطوة للالتقاء في دائرة السلام اما البقاء واقفين بعيدين ينتظرون الاخر ان يتقدم بهذه الخطوة فهذا يبقي الجميع بعيدا عن السلام.
امريكا اليوم مكسورة الجناح بفعل الازمة الاقتصادية تختلف عن امريكا قائدة العالم احادي القطب في بداية التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لذا فاننا اليوم نشك بان امريكا لا زالت تملك 99% من اوراق العبة االتي لا تستقيم الا بوجود اللاعبين الاخرين.
السلام ليس لعبة كميوتر تستطيع ان تمارسها بلاعب واحد انه مثل لعبة التنس تريد لاعبين اثنين على الاقل مع حكم عادل.

2009 مثل 1996 لن يحمل اي جديد.
واليوم اكثر مما مضى ارى الملك عبدالله الثاني محبطا من نتائج الانتخابات الاسرائيلية مثلماكان الملك حسين محبطا قبل ثلاثة عشر عاما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح