الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لو عرضت علي الجنسية السعودية لقبلتها بسرور-

وجيهة الحويدر

2009 / 3 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في صحيفة الرياض في عددها الصادر في 4 مارس، نقلت على صفحتها الاخيرة خبر مؤتمر صحفي عُقد في الثالث من مارس في الرياض مع نائبة وزير الخارجية الايطالي الدكتورة ستيفانيا كراكسي، والتي نالت بجدارة بعد ذاك المؤتمر لقب سيدة المتملقيات الاوروبيات الاولى للسعوديين.

تلك الدكتورة اتت من اجل ابرام عقود بين حكومتها والحكومة السعودية، جاءت بأجندة المتملقة التي لا تحمل شيئا في داخلها سوى احراز اكبر عدد من الصفقات التجارية. وضعت ضميرها في قالب من ثلج هذا على افتراض انها تحمل في طياتها ضميرا، وظهرت منافقة من الطراز الاول امام الكاميرات.

الدكتورة كراكسي والتي ربما كان جزء من تعليمها كيفية التحدث بلغة ناعمة مطعمة بالرياء من اجل ان تكسب، كانت تلك المرأة الايطالية على استعداد على قول كل شيء، وربما تقديم كل شيء، من اجل ان تجلب لحكومتها اتفاقيات وعقودا مربحة، ومن اجل ان تحصل على موافقة الحكومة السعودية على مشروع التبادل التجاري بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون بعد مفاوضات دامت 19 عاما.

انهيار الاقتصادي العالمي افرز وجوها كثيرة جشعة ونائبة وزير الخارجية الايطالي واحدة منهم.

الدكتورة ستيفانيا كراكسي حين زارت السعودية كان لا يهمها سوى شيء واحد وهو ان تنعش اقتصاد دولتها بأي وسيلة كانت، حتى لو قامت بلوي عنق الحقائق، وتجميل البشاعة التي تعيشها المرأة السعودية. فقد اثنت على الدور الذي تقوم به المرأة السعودية، وعلى حضورها المتميز في المحافل الدولية، ولم تذكر اي تميز واي محافل، ومن ثم اسهبت في المديح، ولم تنسَ ان تذكر الخطوة العظيمة التي تمثلت في تعيين نائبة لوزير التعليم السعودي.

ومن بعدها ضحكت بسماجة وربما بسخرية واستخفاف بعقول من كانوا حولها من الاعلاميين السعوديين وقالت: انني سعيدة جدا بكوني في السعودية. ما الداعي لعبارة مثل تلك؟؟؟ وما هو مصدر سعادتها سوى انها تنافق وتمثل ادوارا من اجل تحقيق اهدافها؟؟

بعدها اضافت بكل استهتار بأوضاع المرأة المزرية في السعودية حيث قالت بكل برود وقلة حياء "لو عُرضت علي الجنسية السعودية لقبلتها بسرور" كأنها بهذه العبارة تجيز جميع الانتهاكات التي تُمارس ضد النساء في السعودية، وتبعث لهن رسالة مضمونها من المفترض ان يقبلن بأوضاعهن اللا انسانية بسرور. بعبارتها تلك تدعو تلك النائبة النساء السعوديات ان يشعرن بالسعادة، لانهن مواطنات من الدرجة الثانية، ولأن حياتهن مرهونة في ايدي محارمهن الذكور.

هذه المرأة الايطالية المتعلمة الغت كل مبادئها وقيمها والمثل الانسانية التي تربت عليها في وطنها من اجل ان تحصل على عقود تجارية، وربما منصبا اعلى في المستقبل القريب. تبا لهكذا نساء سياسيات يصعدن ويلمعن ويتقلدن المناصب على حساب شقاء نساء اخريات مجردات من كيانهن ومن أبسط حقوقهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة مصالح
علي ( 2009 / 3 / 9 - 21:08 )
يا سيدة وجيهة هل تعتقدين بأن وزيرة الخارجية الإيطالية هي رئيسة جمعية خيرية أتت لكي تدافع عن المرأة السعودية لكي تنال
تلك الأخيرة حقوقها بكل بساطة هذه المرأة أتت لمصلحة بلدها وهذا هو المطلوب منها ولعلمك السياسة لايوجد فيها مباديء والحقوق لن يأتي أحد ليعطيك إياها


2 - زمن طوفان المصالح
رياض الحبيّب ( 2009 / 3 / 9 - 23:24 )
أحسنت موقفاً سيّدتي
ومن جهتي أرى أن يتعظ العالم المتملّق الذي على شاكلتها بقول السيّد المسيح له المجد: وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه
وخسر نفسه!
نعم، لقد خسرت هذه الدكتورة نفسَها بسبب تصريحها المقيت. وهذا ما يعكس أيضاً أنّ الشهادة الجامعيّة ليست مقياساً للخلُق القويم ولا تنفع دليلاً لطريق مستقيم! إنما سلامة العقل ورُقيّ الفكر.
مع فائق التقدير


3 - الجنسية السعودية
john angel ( 2009 / 3 / 9 - 23:51 )
سيدتي العزيزة
لقد كتبت لحضرتك من مدة وقلت ان عدوة المرأة هي المرأة نفسها


4 - أحبك يابطلة التاريخ
ياسمين ‎&‎ يحيى ( 2009 / 3 / 10 - 19:22 )
التعليق والملاحظات : أستاذة وجيهة المحترمة انا من أشد المعجبات بنضالك من أجل حرية وحقوق المرأة . أنت بنظري بطلة لأنك قمتي بأعمال لأجلنا لم يجرأ أحد على الأقتراب منها . وانا أعتبرك قدوتي في الحياة وأتمنى أن أفعل مافعلتي ولاكنني مقيدة بقيود المحرم الحديدية وليس بمقدرتي سوى الكلام لأنني لا أخطو خطوة واحده بدون المحرم . كم أحبك ياأختي الكبيرة والعظيمة استاذة وجيهة . أستمري يابطلة بالنضال من أجل أسترداد حريتنا الأسيرة وحقوقنا المسروقة . وسيري في هذا الطريق الشائك من أجلنا ونحن في معك وورائك. . ياسمين يحيى.. كاتبة هاوية

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها