الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزاهة بين الجنون والعقل

غالب الدعمي

2009 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قبل سنوات قليلة اجريت استبيانا على خمسين عينة مختارة ووجهت في هذا الاستبيان سؤالا واحدا فقط هو ماذا سيكون تصرفك لو ان أحد المارة صفعك (عجلا) من الدرجة الأولى ومن الصنف العسكري ومن بين اللذين شملهم الاستبيان خمسة عشر يحملون الشهادة الاعدادية وخمسة عشرة يحملون شهادة الدبلوم بعد الاعدادية وعشرة يحملون شهادة البكلوريوس وسبعة يحملون شهادة الماجستير وثلاثة يحملون الدكتوراه وقد اختيرت العينات من مستويات اجتماعية ومالية متباينة من الارياف والمدينة وغيرها وقد أجمعت كل الأجوبة من غالبية العينات انهم سيردون بالمثل وقد يطلبون الفصل العشائري واخرين أكتفوا بضرب الفاعل بأقرب فأس او بلوكة او مطرقة او اي شئ اخر يمكن ان يفجر دماغه ومن بين الخمسين عينة حصلت على جواب واحد فقط يبدو لي انه استسلامي ، هذه العينة تقول انها ستسال عن السبب الذي دعى الفاعل ان يرتكب مثل هذا الفعل ولعله يكون قد اختار الخد الخطأ ، وأذا تأكد لي انه متعمدا مع سبق الاصرار والترصد فأني سألجأ الى اقرب مركزللشرطة لتسجيل دعوة قضائية واذا كان مخطأ فأني اكتفي بقبول الاعتذار . ثم عرضت هذه النتائج على طبيب مختص في الحالات النفسية وبدراسة السلوك الانفعالي وعرضت عليه النتائج فقال ان جميع اللذين اخضعتهم للاستبيان هم مجانين وواحدا فقط يتحلى بتصرف مقبول، وان هذا الحكم نابع من اخضاع العينات الى المعاير التي تحدد عقلانية الشخص ويضيف الدكتور ان كل منا يحمل في طيات نفسه نسبة من الجنون كما يحمل الذهب نسبة من الشوائب من اجل تحقيق امكانية استعماله ،ولو ان نفس هذا السؤال اخضعت له عينات اخرى ولكن بطريقة أخرى تسأل عن سبب جنوح البعض لأبتزاز الاخرين من اجل الحصول على المال العام او الخاص او الحصول على المنافع وخلصنا الى جواب واحد ان كل انسان او شخص مكلف بخدمة عامة يحاول الانتفاع من جراء أشغاله مناصبا او ادارة لابد وانه غير متوازن ويخضع لمعاير المرض النفسي او انه يحمل في طيات نفسه نسبة من الجنون تتناسب مع رغبته الجانحة في تحقيق المنافع كلما اتيحت له الفرصة المناسبة ، وقد يكون من المناسب ان نسأل السؤال التالي. لماذا يسعى بعض المكلفين بتقديم خدمة عامة لأبتزاز الاخرين ولماذا تتملكنا الرغبة احيانا لتأخير معاملة مواطن ما ،بينما وفي الجانب الاخر نجد في انفسنا رغبة في انجاز معاملة اخرى برغم انها غير مطابقة للمعاير ولماذا نحب فلانا ونكره علانا رغما أن الذي نبغضه ذو عيون زرقاء وشعره سرح والذي نهواه قد لايمتلك من المواصفات التشغيلة والتصميمية شيأ يذكر ، ولماذا نحاول الانتفاع من المال العام رغم ان كل المكلفين بتقديم خدمة عامة يرتبطون مع المؤسسة التي يعملون فيها ا وفق عقد واضع وان العقد شريعة المتعاقدين ولايسمح لاحد ان يتجاوز عليه، اسئلة واستفسارات كثيرة من هذا النوع عرضتها على نفس الطبيب المختص بدراسة المحركات التي تؤثر في السلوك الانساني ، فأجاب ان الكثير من المكلفين بخدمة عامة يحاولون بأي وسيلة الحصول على المنافع رغم ان حالتهم المادية وطبقتهم الاجتماعية مرتفعة واخرين وبرغم من انخفاض مستواهم المعاشي ويعانون من صعوبات كثيرة لكنهم حريصون جدا على المال العام بشكل متفاني وكأنك تشعر ان هذا المال العام لهم فقط، ويبدعون في حمايته من الفاسدين ،والكلام للطبيب النفسي ويشير الى ان الشعوب النامية التي تماثل العراق من حيث المستوى التعليمي والثقافي يسعى ابنائه الى المحاكات والتقليد للطبقات الاجتماعية واصحاب النفوذ والقيادات العليا ، في كل الازمنه، اذن فالخراب والدمار والقتل والتدمير والسرقة والتجاوز على المال العام يبدأ من الاعلى وكما يقول ابو نؤاس للخليفة هارون الرشيد حينما ضبطه متسلسلا الى غرفة ابو طوق ( قد هزني الشوق لابي طوق فتدحرجت من اسفل الى فوق ) رغم ان التدحرج دائما من الاعلى بأتجاه الاسفل ولكن ابي نوأس ومن شدة شوقه تدحرج من الاسفل الى فوق، وكذلك بعض الفاسدين فانهم يتدحرجون وراء المنافع باشكال غربية وعجيبة وخلص الى ان كل اولئك الفاسدين هم مرضى نفسيا بدرجة ما تتناسب كما قلنا مع نوع الفساد ودرجة الاستهانه بالشعب وهنا قد تكون دعوة رئيس الوزراء الاخيرة في منع سيارات المسؤولين وحماياتهم من تجاوز القانون والسير عكس الاتجاه الصحيح بداية في طريق صلاح الاعوج منا وتحديد الطالح من الصالح ولكنه للاسف ولحد الان مازالت سيارات المسؤولين تسرح وتمرح وتعربد وتشتم خلق الله والضعفاء والمساكين وكم سنكون سعداء لو إننا سمعنا من خلال وسائل الأعلام انه تم معاقبة موكب احد الوزراء اوالمسؤولين من قبل عريف مرور دون ( أن ينتف ريثه وتسلب رتبته ) من قبل هذا الكبير المتعالي ،لأنهم- استخفوا بالقانون ونتمنى ان نسمع ان رجل مرور مغمور استطاع ان يوقف موكب سماحة الشيخ الفلاني من التجاوز على الابرياء والارصفة والاشجار ونتمنى ان نرى حمايات بعض المسؤلين وهي تخلو من ( المدكدكين والحلوين والشقاوات ) مثلما أتمنى أن تزيل السفارة الإيرانية- عوائقها عن طريق خلق الله واقسم بالله الواحد الاحد ان في قريب الايام الماضية وفي الصباح الباكر راعني منظرا لحمايات احد المسؤولين بشكلهم وهندامهم الذي لاتنطبق عليه ابسط معاير العقل بل أقول أنهم ( مخابيل من الشماعية ) أو أنهم (عمالة باب المعظم )فأحدهم يرتدي ( تراك سوت ) والثاني بجامة وسخة والثالث (مدكدك من أسفل إلى فوق ) كأنه ابو طوق غلام( أبو نؤاس ) فقلت أن هذه الحمايات تحتاج الى وزير للمدكديكين ) وانا مستعد للقسم بالانجيل والتورات والقرأن ان هذا المنظر رأيته في صباحات احد الايام في الباب الشرقي وتأكدو اني رجعت الى البيت دون أن اكمل مشواري لانه يوم نحس ان ترى فيه مثل هؤلاء وهم يعملون بقرب مسؤول كبير دون ان يراهم او يسعى لتوجيههم علما ان المسؤول ليس وزيرا اوبدرجة وزير أو أمام جامع أو يرتدي طربوش أو عمامة أو طويل وقصير أو انه من سكنه الخضراء أو انه مديرا عاما أو معاون مدير أو انه شرطي أو حتى حارس ليلي لم يستلم راتبه وفي الحقيقة اعتقد إني لم أرى المشهد أبدا وأن الموضوع مجرد أحلام في الطريق واضح ( وفق نظام التقية) .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة