الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أجبرت أمريكا المالكي لإرجاع البعث؟

عباس النوري

2009 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قد يســـتغرب البعض من هذا السؤال، ويتخيل أن حرب أمريكا على العراق كان من أجل تحرير الشعب العراقي من حكم صدام.

نعم، أقول صحيح لحدٍ ما، وذلك لأن مهمة الدكتاتور نفذت وهو لم ينجح لذلك حق عليه القصاص...ولكن لم نسمع أن أمريكا أو بريطانيا أو أي دولة عربية قد انتقدت حزب البعث ومجمل الكوارث التي سببتها للشعب العراقي ولدول الجيران...

عند تأسيس مجلس الحكم في المرحلة الأولى بعد سقوط الصنم، بعد الاحتلال، بعد التحرير...وضعت جرثومة ومرض مزمن بقصد أو بدون قصد وبدراية أو بغفلة عن العواقب الخيمة والذي دفع ثمنها الشعب العراقي البريء من عشرات الآلف وتهجير الملايين إضافة لما قتل خلال خمسة وثلاثون عاماً، وملايين المهجرين...والحروب الداخلية الخارجية...حيث أصبح العراق مرتع لأكثر الأمراض والأوبئة التي كانت تعد من التاريخ. لكن بقبول الأطراف (بالمحاصصة) وفرض الأمر على (بريمر) على أساس الخلاص من الحاكم المدني واستلام السلطة. لكنهم ولحد الآن أخفقوا في إدارة البلد...ولم تعد نجاحات المالكي بخصوص الأمن الهش، أو القضاء على المليشيات والعصابات والخارجين عن القانون لوحده بل كان نتيجة اتفاق بين أغلب القوى السياسية المشاركة وبحماية أمريكية.

ومازال العراق حينئذ منعزل عن العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي المؤثر سياسياً واقتصاديا...وانطلقت الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية خصوصا وبقيت دول العالم للتعامل مع العراق الجديد من أجل تحقيق النجاح الأمريكي قبل انتهاء فترة حكم (بوش)...والجميع يستذكر التسرع والضغوطات من أجل توقيع الاتفاقية الأمريكية العراقية...وما كان سبب تغيير أسمها من الاتفاقية الإستراتيجية لاتفاقية أمنية...وهذا ما حدث...وهنا يمكن القول ما تفرضه أمريكا يطبق عاجلاً أم آجل.

ولم تأتي التوجهات العربية بفتح سفاراتها في بغداد عبطاً، ولا حباً بالعملية السياسية ولا تضامناً مع الشعب العراقي... لكن في أي مفاوضات هناك أوراق تطرح من الطرفين، ولا يمكنني الجزم أن أغلب الحكام العرب قد أصروا على قبول حزب البعث في العملية السياسية...وتغيير والوجهة السياسية العراقية لدى الأحزاب الكبيرة النافذة من إيران لأحضان الأمة العربية، ولم يجدوا حركة معارضة أو داخل العملية السياسية لها النفس القومي العربي مثل حزب البعث.

لكن القيادات العراقية الفاعلة تعرف مدى المرارة التي عانى منها أغلبية الشعب العراقي من ويلات حزب البعث، فمن غير المنطقي إطلاق تصريح قبولهم في العملية السياسية بصورة واضحة ومفاجئة...بل أقنعوا الجميع أنهم بحاجة لفترة زمنية وبحاجة لحالة أمنية مقنعة تجعلهم الدخول في هذا المدخل الخطير...لأن أي سياسي عراقي ينطق بحرفٍ لجانب حزب البعث يحكم على وضعه السياسي بالخسارة إن لم أقل بنهايته لمدى الحياة.
لكن الخطة نجحت...المؤتمرات واللقاءات السرية والعلنية أحياناً تمهد الطريق أمام القيادات لإقناع القواعد الجماهيرية بالمصالحة الوطنية...والجميع يتذكر أنه كان من شبه المستحيل أن نحصل على جواب صريح من السياسيين ...عن المصالحة بين من ومن؟

المالكي أظهر قوته بعد أن تأكد أن الأمريكان له سند بلا منافس...وبعد أن تأكد أن له قاعدة عريضة من خلال مجالس الإسناد وبعض من مجاميع (الصحوة). أعلن تصريحه المشهور...ولكن تعالت الأصوات، وبدأت بعض تجميل الصور يدخل في الخطاب...(الملطخة أيديهم بدماء العراقيين) ولم يذكر أحد منهم أن هناك من تلطخت أيديهم هم ليسوا بعثيين...!

الآن تغير الناس الذين كانوا يحسبون مظلومين من قبل النظام البائد...يدافعون بطريقة أخرى عن إرادة المالكي وهم لا يعلمون أنها ليست إرادته، ولكنه قبلها وسوف يدفع الثمن...ولكن الشعب العراقي يدفع الثمن الصاع صاعين.

مجرد سؤال... هل من جواب!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصالحة ضرورية
فيصل آورفــاي ( 2009 / 3 / 21 - 22:54 )
أخي عباس، امريكا لم تجبره بعد ، لكنها طلبت ذلك اذا كان بالامكان ، او بالأحرى ، العمل على ان يحدث ذلك بشكل يبدو فيه ان المصالحة هي عمل ابداعي و انساني و اخلاقي . و كما ارى فان المصالحة هي نتاج اجمالي لكثير من الضغوطات و المصالح . فهناك المصالح العربية المجاورة للعراق ، دول الخليج مثلا . و هناك مصلحة امريكية في ان يعود للسنة دور قوي مواز للدور الشيعي في العراق ،و الا فان العراق سيصبح لقمة لذيذة في يد الايراتنيين يتلاعبون فيه بالشيعة كما يتلاعبون بشيعة لبنان و و يدمرلاون استقراره و يفرضون قراراتهم السياسية باسم العراق و قادته .
اذا ففكرة عودة البعث للعراق معززا مكرما ، مقبولة من وجهة نظر التسامح و التناسي و التجاهل و التقبل ، لاجل عيون السلم الاهلي ،و التقدم الاقتصادي ،و استقلالية القرار السياسي العراقي !

للاطلاع :
http://www.menber-alhewar1.info/forum.php?action=view&id=7182&cat_id=37


تحياتي .


2 - نحن غير قاصرين
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 22 - 08:04 )
لا يمكن لايران ان تتلاعب بشيعة العراق ابدا وهذا القول المراد منه ارجاع قتلة الشعب العراقي الى الحياة السياسيه ليبا من جديد مسلسل الانقلابات العسكريه سوف يكون وصمة عار في جبين اي سياسي مهما كان فلا عوده لهؤلاء القتله والمجرمين ابدا


3 - البعث قادم
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 3 / 22 - 12:24 )
الأستاذ عباس النوري المحترم :إذا جاز تلخيص العقل الأمريكي في عبارة واحدة ، أو بتعبير أدق الفلسفة البراغماتية ،تقول هذه الفلسفة أن الفكرة الصحيحة هي التي تطابق المصلحة وليس المنطق. هذا هو جوهر الفلسفة البراغماتية و الفكر الأنجلوساكسوني عموما التي نجد تجسيدها سياسيا في تلك المقولة لتشرشل الذي قال لا توجد صداقة أبدية ولا عداوة أبدية ، إنما توجد مصلحة أبدية .إن أمريكا تسعي فعلا لإعادة حزب البعث إلى الحياة السياسية ،بل أكثر من ذلك هي الآن بصدد إعادة بناء العلاقةبين حزب البعث السوري و العراقي ،بل أكثر من ذلك يا عزيزي هي الأن تعمل على تشجيع التيارات القومية علىامتداد الساحة العربية من أجل مهمة مزدوجة الأولى للوقوف في وجه الحركات الأصولية المتنامية و الثانية للوقوف في وجه ما تسميه المد الفارسي اما تمويل هذه الحركات فستتكفل به أسرة آل سعود .هذه هي السياسة والمصالح

اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران