الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيم المجتمع تتحدى قيم النزاهة

غالب الدعمي

2009 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


افتراضا أن تكون قيم النزاهة هي جزء من قيم وأعراف المجتمع وان الصفات والسلوكيات للإفراد هي لاتتعارض مع القوانين السائدة في البلاد الديمقراطية بينما يختلف الأمر في البلدان النامية من انه لايوجد مقياس ممكن نعتمده في تأكيد رأي حقيقي لأي مواطن اعتمادا منهج الاستطلاع أوالاستبيان وحين أجريت استبيانا ذات يوم ضم سؤالاواحدا عن التصرفات الغير عقلانية وكيف يتصرف الإنسان فيما لو تعرض لموقف معين ، وكان مفاد السؤال ماذا تفعل لو إن صعلوكا ( نتفك ) صفعك على خدك وكانت الأجوبة تظهر سلبية المواطن العراقي وحينما أخبرت البروفسور فيصل الكعود بنتائج هذا الاستبيان قال بالحرف الواحد انه من الصعوبة بمكان ان نعتبر تلك النتائج معتبرة لان العينة هي جزء من شعب لايدلي بآرائه بشكل صريح خوفا وتجنبا للمشاكل ،والطريقة الناجعة والفاعلة في شعب مثل العراق هو أن تخضع العينة الى ( اختبار حقيقي ) أي انك إذا أردت أن تعرف الرأي الحقيقي للعينة عليك ان تحول السؤال الافتراضي الى فعل وعلى سبيل المثال يمكن ان تأخذ من احد أزقة ( درا بين ) الباب الشرقي وتسأل اول شخص يصادفك عن تحصيله الدراسي ويفترض انه ( قصاب) ثم تصفعه صفعة قوية على خده وتنتظر منه ردة الفعل ومن ثم تسجلها في دفترك وبعد ان سمعت هذا الجواب تخيلت نفسي استوقف قصابا مختص بالعجول يحمل ساطورا وانأ استوقفه في مدينة (الشعلة )مثلا او في محلة (الحيدر خانة) او محلة( ابو سيفين ) واسأله عن تحصيله الدراسي ثم اصفعه وبعدها أقول له أنا مختص في الأبحاث الإنسانية واني انتظر ردك من اجل ان اعتبره مقياس نعتمده في الدراسات القادمة ، سادتي القراء انأ اعتقد أن اقل شي ممكن اخرج به من هذا السؤال هو ان اكتب وصيتي وأقدم كشف حساباتي الى هيئة النزاهة باعتباري جزءا من منظومة المشمولين بتقديم كشف الحساب ومن ثم اذكر الشهادتين وانتظر منكر ونكير وبذلك يسجل الباحثين ان القصاب لو تعرض الى صفعة يكون جوابه ( يصلخ جلدك ) ، ونقل لي صديقي بعد عودته من جمهورية ألمانيا انه وإثناء زيارته لشقيقه المتزوج من ألمانية وتسكن معه حماته وفي طريقه الى شقة اخيه المنزوية في تقاطع قلما تأتي إليه مركبة او دراجة نارية أو هوائية ومن زاوية (العرق دساس )استدار صديقي العراقي باتجاه الخطأ رغم أن الفرق بين الخطأ والصحيح لايتعدى بضعة ثواني وقد جاءت الشرطة الوطنية بعد دقائق من دخوله شقة أخيه عفوا الشرطة الفدرالية لتغرم صديقي العراقي أمام أنظار شقيقه الذي قال لايوجد غيرها أنها هي (....القح.........بنت القح ...)؟ فعلتها ولم تحترمني ثم توجه باتجاه غرفة حماته التي تطل على هذه الاستدارة وحاول تأنيبها لكنها سبقته بالكلام وقالت يأتي من العراق لكي يخالف هنا في بلدنا ، نعم أنا اتصلت بالشرطة ولن اسمح لأي إنسان ان يخالف القوانين في جمهورية ألمانيا ، ماذا لو فعلت حماتي بشقيقي نفس مافعلة الألمانية بشقيق زوج ابنتها ، من المؤكد وبدون تردد إني سأطلق زوجتي بالثلاثة دون رجعة وغير متأسف عليها رغم اني سأكون سعيدا لونهرت شقيقي وليس ان تخبر عنه الشرطة لانها لو فعلت فسيكون بيدي المبرر لتطبيق ماورد في شرع الله مثنى وثلاث ورباع ....؟ وقد تجذرت في المجتمع العراقي قيم تتناقض تماما مع قيم النزاهة فالرجل الذي يتوسط كثيرا خلاف القانون يسمى ( أبو الغيرة ) والذي يحمي الجاني من جريمته يعتبر شهما وبطلا والذي يحمي لصا ويتستر على مختلس ويساعده على النجاة يعد من الإبطال التاريخين ، وأكيد إن هذه القيم تكونت بسب الطواغيت والجبابرة على مر الزمن الذي كمموا الأفواه ومنعوا الناس من قول الحقيقة ؟ وذات مرة سألنا إستاد الاجتماع في كلية الإعلام عن الدوافع التي جعلت من أبناء الريف يتصفون بالكرم وانحسار هذه الصفة في المدينة . الأستاذ أشار الى تطابق جواب واحد كان اقرب الى رؤيته هو لان ابن الريف يعلم حقا انه لو لم يكرم ضيفه وهو منقطع بالصحراء فأنه لابد أن يهلك لأنه لاسبيل له غير الطعام الذي يقدم له من القبائل ولكن ابن المدينة يعلم ان هذا الرجل لو لم يحتفي به فان ( مطاعم العزائم والبطيخ) وغيرها يمكن لها تقدم له مايشتهي ومن هذا أصبح يشار لابن المدينة بالبخل وابن العشيرة بالكرم وكذلك قيم التي تربى عليها الإنسان العراقي وهي مخالفة تماما لأبسط ضوابط النزاهة ، ولكن يبدوان مؤشرات الحفاظ على القيم يبدأ من الأعلى وفي مقال سابق قلت ان الناس دائما تنحى باتجاه التقليد والمحاكاة للشخصيات الاجتماعية والسياسية وبالفعل كم رأيا تأثير تقديم رئيس الوزراء كشف ذمته المالية الى هيئة النزاهة على قوة وفعالية هيئة النزاهة بحيث اصحب هناك واجب على الآخرين بتقديم ذممهم المالية لهيئة النزاهة واذا لم يفعلو وكما يقول زميلي اياد الزملي فأن القاضي سيشوي البصل على اذانهم؟ وساعد أيضا على زيادة احترام القانون وبالنتيجة يعود بالفائدة على نفس الحكومة وقوة تأثيرها وهيبتها على ابنائها ولا اكشف سرا لو قلت لكم ان احترامي ارتفع وثقتي ارتفعت بدولتي وحكومة بلدي بعد ان قدم رئيسها كشفا بالذمة المالية











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي