الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام والسجالات الديمقراطية

سلام خماط

2009 / 3 / 31
الصحافة والاعلام


إن الالتفاف على المفاهيم الديمقراطية أدى تعثرها في رسم مشروع قادر على الإقناع بالنسبة للإفراد كان ام للجماعات ,أحزاب وجمعيات وكتل مما أدى إلى تقوية أعدائها من خلال تطويرهم لأساليب الخداع والتضليل واستغلال خطابها الإعلامي لخلق او إضفاء صفة العبادة الشخصية التي تسعى للزعامة على طريقة الدكتاتور المقبور معتقدين انه سوف يجدد آمال الأمة ويحقق إرادتها ولم تعلم هذه الوسائل ان تجديد الآمال وتحقيق الإرادة لا يتم إلا بالحوار وتبادل الآراء من خلال المفاهيم الديمقراطية التي تعترف بالآخر والقبول به وليس من خلال تجميل وجه الدكتاتورية القبيح .
ان الأحزاب السياسية والقوى الوطنية العقائدية منها والمستقلة ليس لها الخبرة والممارسة كذلك في التعاطي بمفاهيم الديمقراطية مما زاد من التباعد بين هذه القوى والمواطن,وقد أصبح ذلك واضحا من خلال السجالات الحوارية التي تعرضها اغلب القنوات الفضائية , هذه السجالات التي تتم بين الفئات التي تتصدر المشهد السياسي او الإعلامي او الثقافي والتي يغلب عليها التشبث بالرأي ورفض الآخر .
فقد تحول الحوار بين هذه الفئات الى ما يشبه الصراع من اجل إثبات الأنا واثبات الغلبة لترجيح كفه حزبية او عقائدية وبالتالي سيزيد هذا النوع من الحوارات من حدة الانشقاق الذي يؤدي الى اتساع الفواصل بين القوى المتحاورة والتي ستؤثر بالتالي على المتلقي ذو التركيبة المهزوزة ثقافيا والتي تتحول بالنهاية إلى ما يشبه البركان الذي يفجر الواقع الاجتماعي ويفقده توازنه وأمنه , وهذا هو الهدف الحقيقي الذي يسعى من اجله كل الإعلام المعادي للديمقراطية والذي يوظف الأموال الطائلة لشراء ذمم وضمائر ميتة لا يهمها سوى الكسب المادي القذر على حساب أرواح العراقيين الذين يسقطون صرعى نتيجة للإعمال الإرهابية التي يساندها هذا الإعلام .بل والتي يشجع عليها كذلك ,وما تحريض شيوخ الإرهاب لأهالي منطقة الفضل ببغداد ودعوتهم لما يسمى بمقاومة القوات العراقية إلا دليل على ذلك, ناهيك ما تفعله القنوات الفضائية من مهازل بهذا الصدد أمثال الجزيرة والعربية والمستقلة وغيرها من القنوات التي وضع عليها المواطن العراقي الشريف علامة اكس .
وهكذا يتحول الحوار إلى الى نوع من أنواع الجدل العقيم بسبب الأسلوب المفتقر للأسس والضوابط التي يبنى عليها الحوار الديمقراطي السليم , فالكل يدعي بأنه يمتلك الحقيقة ولا يعلم هؤلاء المتحاورون ان بلوغ الحقيقة يحتاج إلى الموضوعية والتجرد بعيدا عن المعاندة والمباغضة , فالحوار يتطلب مستوى رفيع من الثقافة التي تساعد على بناء الإنسان الديمقراطي ولو بعد حين , من هنا نستطيع القول يجب على النخب المثقفة ان تكون بمستوى مسؤولياتها وذلك بإشاعة روح الحوار والمحبة والتسامح .

سلام خماط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص