الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزازيل

طارق قديس

2009 / 4 / 8
الادب والفن


لا يظنن أحدٌ عندما تقع عيناه على عنوان مقالي هذا أني سأشرع بالحديث عن عالم الملائكة باعتبار العنوان يتناغم في موسيقاه والأسماء المعروفة عنهم لدى الناس، كما ولا يظنن أحد أيضاً بأني سأتعرض بالبحث والتمحيص للميتافيزيقيا أو ما تعارف العلماء على تسميته بعالم الغيبيات من قريب أو بعيد.

القصة كلها أني أفتتح مقالي بذات عنوان رواية الكاتب المصري يوسف زيدان التي فازت بجائزة (البوكر) العربية للرواية، وقد نافست روايات أخرى راهن البعض على أن تكون إحداها هي الحصان الأسود في المنافسة لا رواية (عزازيل)، كرواية الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله (زمن الخيول البيضاء).

إن فوز الرواية التي اخترقت حاجز المجهول، فحجزت لها مكاناً بين الروايات العربية المميزة، جاء بمباركة لجنة التحكيم التي أكدت بدورها على أحقية الرواية في الحصول على المركز الأول، في حين أن تلك المباركة قد جوبهت بعاصفة من الانتقادات فور الإعلان عنها، وقد أكدت أقلام كثيرة لها وزنها في العالم العربي أن روايات أخرى منافسة كانت أجدر بالحصول على اللقب، كما أثار حصول ثاني كاتب مصري على هذه الجائزة للسنة التالية على التوالي حفيظة كثير من الكتاب العرب المشاركين وغير المشاركين في المسابقة، وقد شعر هؤلاء في قرارة أنفسهم بالأسى لمحاباة لجنة التحكيم للأقلام المصرية على حساب الأقلام العربية الأخرى.

ورواية عزازيل – بغض النظر عن دعاوى المنتقدين – كانت إضافة مميزة في مسيرة الرواية العربية، وبصمة تحسب لكاتبها الذي جمع بين التراث والحداثة في قالب كلاسيكي جميل، وهي إضاءة جديدة في عالم الروائيين العرب بعد أن غابت عن عالم الرواية نجومها المضيئة في الزمن الجميل، كنجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، يوسف السباعي، وعبد الرحمن منيف، وجبرا إبراهيم جبرا، وأسماء أخرى يطول الحديث عنها لو شئنا الحديث.

ولن أنسى هنا أن نثني على القائمين على هذه المسابقة، لجهودهم المشكورة في توفير الفرصة للأيادي العربية الموهوبة كي تجد لها حافزاً للكتابة بعد أن كانت مواهبهم تتساقط من الإحباط مع مرور الزمن كما تتساقط الأوراق في فصل الخريف، والكتاب هم أيضاً بشر كباقي الناس، بحاجة إلى الدعم وتحفيز الهمم، وتحفيز الهمم لا يأتي بالثناء، والإطراء، والمديح الجاف فقط، وإنما بوجود مقابل مادي لذلك الإبداع، مهما كان ذلك الدعم زهيداً في جو تهيمن عليه الروح التنافسية بين أصحاب الأقلام الموهوبة.

لذا فبغض النظر عن كل ما قيل، فإنه لا يمكننا سوى أن نتوسم خيراً بما قدمه الروائي يوسف زيدان، أملاً بأن يكون ذلك دافعاً للكاتب نفسه كي يطرح في المستقبل رواياتٍ أخرى بنفس المستوى الإبداعي، وأن تكون الجائزة حافزاً لأقلام كثيرة قد أصابها اليأس في السابق، وقد آن الأوان لها بأن تنفض الغبار عن رؤوسها، وأن تُبعث إلى الحياة من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة