الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبخة السلام جاهزة ولكن

خالد الكساسبه

2009 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قبل عامين وتحديدا في الاسبوع الاخير من فبراير (شباط) 2007 القى الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن خطابا (نادرا) في الكونغرس الامريكي احتفلت به الصحافة الاردنية بشكل واسع وحمل من المضامين السياسية الكثير فيما يتعلق بضرورة انهماك الادارة الامريكية بشكل اوسع في عملية السلام وصولا الى حل الدولتين الا ان اليمين المحافظ الامريكي الذي كان يسيطر على البيت الابيض انذاك وبالتحالف مع اللوبي الاسرائيلي في واشنطون جعلا من خطاب الملك مجرد ملف تم حفظه في الارشيف .
اليوم الثلاثاء يلتقي الملك مع الرئيس الامريكي باراك اوباما محملا بدعم عربي ورسالة وان لم تكن خطية بل عبارة عن افكار حول الرؤية العربية للحل وهي افكار تدور في الاساس حول المبادرة العربية للسلام (او ما يطلق عليه البعض مبادرة الملك عبدالله عاهل السعودية ) التي تم تبنيها في القمة العربية في بيروت عام 2003 التي تدعو الى الى حل الدولتين والانسحاب من الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل بعد 1967 مقابل السلام والتطبيع وهي تحمل نفس الافكار التي تم التوصل اليها في انابوليس والمعروضة في خارطة الطريق.
رسالة الملك لن تكون رسالة خطية بل رسالة شفهية سينقل خلالها الملك رغبة العرب بالسلام وسيعرض عليه خطة السلام العربية كالتالي :"انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية القدس الشرقية مقابل تبادل للاراضي التي تبقى فيها اسرائيل في المستوطنات باراضي من اسرائيل فيما يقوم الفلسطينيون بتشكيل حكومة وحدة توافق على قبول قوات اردنية ومصرية في الضفة وغزة لتدريب الفلسطينيين على ان تتعهد السعودية بدفع التكاليف".
ما سيقوله الملك لاوباما هو ما يعرفه اوباما سلفا وهو موجود اصلا في خارطة الطريق الامريكية فمن هنا فان المطلوب ليس طرح الافكار وانما مطالبة البيت الابيض بالضغط على اسرائيل عندما يلتقي اوباما مع نتنياهو بعد اسبوعين كي لا يتحول اللقاء الى مثل غيره من اللقاءات كما المطلوب ايضا هو الطلب من البيت الابيض اشراك اللاعبين الاساسين في العملية حماس و حزب الله وبشار الاسد اما غير ذلك فان اوباما يسير على نهج سلفه الذي قسم العالم الى اخيار واشرار.

الصحافة الاردنية بدات بالاحتفال باللقاء حتى قبل عقده وهي ستفرد له مئات المقالات ولكننا نرى بان هذا اللقاء لن يؤدي ورغم انهماك البيت الابيض جديا في عملية السلام هذه المرة عبر تعيين مبعوث خاص ورحلات مكوكية الى اكثر فيما ادى اليه خطاب الكونغرس الشهير ذلك ان وجود اليمين الاسرائيلي في السلطة سيؤدي الى افشال اي تقدم في عملية السلام ذلك انه حتى لو وافق نتنياهو على حل الدولتين فان حلفائه (النتنياهيون اكثر من نتنياهو) في الحكومة والكنيست لن يسمحو له بتمرير الصفقة حيث يبدو لنا السيناريو واضحا مما ستؤول اله حكومة نتنياهو وهو السقوط قبل نهاية هذا العام والذهاب الى انتخابات جديدة ، واستباقا لاي ضغط امريكي سارع الاسرائيليون بتبني مشروع(يهودية) الدولة للايحاء بان الفلسطينيين هم من يرفضون حل الدولتين.
أن الحكومة الاسرائيلية التي يقودها اليمينيون لا تبحث عن سلام مع الشعب الفلسطيني بقدر ما تسعى إلى فرض الاستسلام عليه بمشروع تسوية على مراحل لا يقدم للفلسطينيين سوى حكم إداري ذاتي للسكان على اقل من نصف مساحة الضفة الغربية وقطاع غزه فحكومة إسرائيل تواصل الادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني تتفاوض معه من اجل التوصل الى اتفاق سلام كما انها تعلن موافقتها على خطة خارطة الطريق وفي الوقت نفسه تضع على المشروع أربعة عشر تحفظاً لنقضه ونسفه من أساسه وهي تضع شروطا تعجيزية لقيام دولة فلسطينية .

هذا على الجانب الاسرائيلي اما على الجانب العربي فان تحييد سوريا التي تملك كل اوراق اللعبة ومعظم مفاتيح الحل لن يؤدي الى اي تقدم فسوريا التي تحتضن القيادة السياسية ل (حماس) وتملك الكثير من التاثير على حزب الله تستطيع عبر هاتين المنظمتين وضع العصي في دواليب اي عملية سلمية ان لم تروق لها وما يروق للسورين ليس اقل من اعادة هضبة الجولان كمنطلق لاي حل الى جانب قيام الدولة الفلسطينية كاساس لاي حل مستقبلي
عدم اشراك سوريا في عملية السلام حتى من قبل العرب انفسهم عبر استبعاد وزير الخارجية السوري من اجتماع عمان الذي جمع وزراء خارجية السعودية،مصر،لبنان، الاردن والسلطة الفلسطينية سيجعل كل التحركات مثل سابقاتها مجرد افكار على الورق لاسيما وسط هذا الانقسام العربي-العربي ومن بعده الانسام الفلسطيني الفلسطيني وايضا الانقسام الاسرائيلي الاسرائيلي .
ان استبعاد العرب (الاشرار) حسب واشنطن( سوريا، حزب الله ، حماس) واقتصار دعوات المشاركة على العرب (الاخيار) الاردن مصر السعودية والسلطة الفلسطينية) لن يعطي واشنطون اكثر مما ترغب بالاستماع اليه وليس ما يجدر بها معرفته.
ان التهدئة الحالية على جبهة المحادثات السورية الاسرائيلية التي بدات العام الماضي برعاية تركية والمتوقفة منذ حرب غزة ليس بسب التوتر الذي اصاب علاقات الاتراك مع الاسرائيليين وانما بعد ان بدا الامريكان انفسهم الاتصال بسوريا وارسال مسؤولين رفيعي المستوى الى دمشق يوكد ذلك لكن الامريكان يعون انه لن يتم التوصل الى سلام بين دمشق وئل ابيب قبل حل القضية المركزية في الشرق الاوسط وهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلى
ان سوريا التي تعرضت لعزلة دولية بعيد اغتيال الحريري تعود اليوم بقوة للساحة ونعتقد بان العاهل الاردني لا يحمل رسال من وزراء الخارجية العرب فقط بل ايضا رساله مماثلة من الاسد الذي زار عمان الشهر الماضي للامريكان تعبر عن رغبة سوريا بالانخراط في العملية السلمية اما ان كان الامر غير ذلك فان هذا يجعل طبخة السلام جاهزة لكنها تفتقد لاهم عنصر لانجازها موقد الغاز وهو في هذه الحالة سوريا وحماس وحزب الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يواجه محاكمة جنائية بقضية شراء الصمت| #أميركا_اليوم


.. القناة 12 الإسرائيلية: القيادة السياسية والأمنية قررت الرد ب




.. رئيس الوزراء العراقي: نحث على الالتزام بالقوانين الدولية الت


.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها أو تغير مسارها بسبب التوتر ب




.. تحقيق باحتمالية معرفة طاقم سفينة دالي بعطل فيها والتغاضي عنه