الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية

طارق قديس

2009 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا بد في أي حضورٍ للرئيس الفنزويلي هوغو شافير أن يضع بصمته الخاصة إبَّان ذلك الحضور كيفما كانت، فكلماته، وعباراته، وأسلوبه اللاذع في نقد خصومه هي ما يدع كاميرات التصوير تلتف حوله كلما أوشك على الحديث من فوق المنصة، أو مصافحة رئيس دولة ما.

ولربما أرشيف التاريخ يحفظ لنا عدداً المواقف المثيرة للجدل في حضور الرئيس الفنزويلي، ومنها :

أكتوبر من عام 2007 : الرئيس الفنزويلي يعتبر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يصلح كنزيل في مستشفى المجانين، وذلك في تعليق له على تصريحات بوش المتعلقة بـضرورة حصول أوروبا على الدرع المضادة للصواريخ.

نوفمبر من عام 2007 : ملك إسبانيا خوان كارلوس يتوجه بالحديث في القمة الأيبرية المنعقدة في تشيلي إلى الرئيس الفنزويلي قائلاً له (لماذا لا تصمت؟) بعد أن قاطع الأخير كلمة رئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو.

هذا غيضٌ من الماضي، أما في الوقت الحاضر فإن مصافحة الرئيس الفنزويلي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة الأمريكيتين كان بإمكانها أن تمر برداً وسلاماً على علاقات البلدين - والتي لطالما شارف فتيلها على الاشتعال في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش - لولا قيام الرئيس الفنزويلي بإهدائه كتاب "العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة" للكاتب الأورغواياني إدواردو جاليانو، فإهداء مثل هكذا كتاب يمكنه أن يأتي بمفعول عكسي على العلاقات بين البلدين، فتعود إلى التوتر أكثر مما سبق بدلاً من العمل على تعزيزها. خاصة وأن الكتاب يقوم بتشريح فترة الاستعمار الأوروبي والأمريكي لأمريكا اللاتينية، حيث يقوم المؤلف باتهام الولايات المتحدة وأوروبا بنهب ثروات قارة أمريكا الجنوبية خلال الحقبة المذكورة.

لذا فإن تقديم هكذا كتاب للرئيس الأمريكي الديمقراطي كان كفيلاً بأن يُحفز الحزب الجمهوري لانتقاده على قبوله الهدية تلك، فضلاً عن قيامه بمصافحة رئيس دولة عدوة لطالما ناصبها الكراهية، وهو الذي دعا البعض لوصف الموقف الأمريكي بعد عملية المصافحة بأنه انعكاسٌ لضعف الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة السياسية، وقوة الموقف الفنزويلي.

ولعل هذا التحليل يصل من منظور البعض الآخر إلى حد المثالية، لأن مجرد المصافحة لا تنم عن أبعاد سياسية بعيدة، فهي من بروتوكولات النظام الاجتماعي الحضاري، حتى أنه إذا ما أراد أحد أن يضفي مدلولاً على أبعاد المصافحة فإنه بإمكانه أن يشتق منها الناحية الإجابية في النوايا الأمريكية متمثلة فيالرئيس أوباما، بحيث يعطي ذلك الحدث مؤشراً لإمكانية التوصل إلى اتفاقات سلمية ما بين البلدين الشقيقين جغرافياً في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية في المستقبل المنظور.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف