الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جني في المتحف البغدادي

غالب الدعمي

2009 / 5 / 6
كتابات ساخرة


بدأت حياتي الجامعية عام 1984 في جامعة بغداد قسم الإعلام ( كلية الإعلام حاليا ) وبعد إكمالي متطلبات التسجيل وتهيئة السكن المناسب بانتظار ظهور قوائم السكن المركزية في الأقسام الداخلية الخاصة بالطلبة القادمين من المحافظات ، ومن مبدأ حب الاستطلاع والفضول التي من المفترض أن يتميز بها طلاب الدراسات الإعلامية ومن اجل مسك خيوط خارطة بغداد الجميلة بكل جوانبها اتفقنا كمجموعة من الطلبة ان نستقل سيارات ذات الطابقين من خط الشروع وصولا خط النهاية والعودة مرة أخرى لخط الشروع وهكذا كنا يوميا مع محطة جديدة وجزء جميل من جسد بغداد حتى أصبحت أمامنا صغيرة ونحيط بكل أحياءها وذات مرة ركبنا سيارات ذات الطابقين من منطقة الميدان الحيوية باتجاه مدينة الكاظمية وذكر لنا احد الزملاء ( نكتة )من إن إحدى النساء كانت قاصدة الإمام الكاظم في هم وغم واتخذت من الطابق الثاني محلا لجلوسها الذي لايمكن لمن يصعد فيه أن يرى السائق وحينما تحركت السيارة أمام ذهول هذه المرأة القادمة من أعماق الجنوب بدون سائق تراه ( فبدأت تهلهل وتصيح مشاها الكاظم ، مشاها الكاظم ) وبتنا خلال مدة وجيزة وقياسية نحيط بكل بغداد وخلال شهرين زرت كل الأماكن السياحية والمتاحف البغدادية وقاعات العرض السينمائية وشاهدت الفلم التركي المشهور(ازرق . ازرق) والذي أصبح فيما بعد (احمر.احمر)بسبب اللقطات المثيرة التي احتواها الفلم ومررها الرقيب، ومن بين ما أثار اهتمامي من المواقع التي زرتها هو المتحف البغدادي وفي أمسية احد الأيام وانأ أسير في شارع النهر نذرت في نفسي بأن اصحب شريكة العمر المرتقبة لكي أطلعها على هذا المتحف الرائع والذي يجسد الحياة البغدادية بكل إشكالها الأصيلة، وحين أكملت نصف ديني بعد التخرج من فتاة وقع الاختيار عليها شرعت بتنفيذ فقرات شهر العسل كما يقول (الإخوة المصريون) قررت أن أفي بوعدي تجاه شريكة حياتي في أن استصحبها في جولة سياحية وكان ذلك في نهاية شهر تموز وبداية شهر أب في عز صيف بغداد القائض واستقر الأمر بنا الساعة الثانية بعد الظهر في المتحف البغدادي ،هذا المتحف الذي تشاهد فيه شخصيات بغدادية بهيئة الشمع تمثل الحياة البغدادية الأصيلة يحسبها المرء لأول وهلة أنها شخوص حقيقية ولأننا منهكين جدا اتخذنا زاوية من زوايا المتحف محطة لجلوسنا وبدت وجوهنا وكأنها جزءاٌ من شخصيات المتحف الشمعية ، وفي هذه الإثناء دخل شاب مع فتاته بدأت خطواته تقترب منا بشكل مريب ملتفتا إلى من يصحب معه قائلاٌ لها سبحان الله (هؤلاء) ( ويقصد أنا وشريكة حياتي ) وكأنهم أناس مثلنا وليس من الشمع ثم مد بسبابته تجاه جبيني فحركت مقلتي رامقاٌ اياه بنظرة غضب ، فما كان منه إلا أن ولى هاربا مع زوجته وصاح (جني .جني) متعثراٌ في احد ممرات المتحف فتبعته مع ضحكة متعبة فقلت له أنا لست جنياَ أنا مثلك ووضعت يدي على ظهره لكنه فقد وعيه تماما بينما زوجته ولت هاربة لترجع بصحبة اثنين من أفراد الشرطة للقبض على الجني الذي قتل زوجها وحين رآني أفراد الشرطة ضحكوا من كل قلوبهم لأني كنت قد تمازحت معهم إثناء دخولنا للمتحف وبعد أن رششنا الماء البارد على وجهه فاق هذا (الزوج) المسكين من غيبوبته ليراني مرة أخرى أبحلق في وجهه فما سمعت منه إلا صوتا قويا (جني.جني)مستجمعاٌ قواه الجسدية مهرولا إلى باب الخروج ضحكات ملئت المكان من هذا الموقف الذي أتذكره كلما شاهدت بعض الشخصيات الشمعية التي تنهش بجسد العراق محاولة إثبات وجودها والحصول على حصتها من جسد العراق المتعب لكنها أكيد ستفقد وعيها بعد أن يخرج الجني من المتحف الوطني لا البغدادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما


.. شبّه جمهورها ومحبيها بمتعاطي مخدر الحشيش..علي العميم يحلل أس




.. نبؤته تحققت!! .. ملك التوقعات يثير الجدل ومفاجأة جديدة عن فن


.. كل الزوايا - الكاتب الصحفي د. محمد الباز يتحدث عن كواليس اجت




.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله