الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقص مع محور الشر

طارق قديس

2009 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مصطلح (محور الشر) الذي صبغ به الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش دول الممانعة (سوريا ، إيران ، كوريا الشمالية) ، تعبيراً منه عن الدول التي تناهض ما يسمى بالإمبريالية الدولية ، يبدو أنه قد بدأ بالإضمحلال شيئاً فشيئاً ، خاصةً بعد أن هدأت العاصفة الانتقادية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة وسوريا من جهة أخرى، حتى أن بوادر تلوح في الأفق تدل على أن انفراجاً وشيكاً قد يطرأ على العلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد أوضح مؤخراً أن يد بلاده مفتوحة لإيران ، دلالة على أن الحواجز التي لطالما أقيمت طيلة 8 سنوات من عهد الرئيس بوش باتت قابلة للانهيار.

ولعل تصريحات الوزير غيتس لم تمر هكذا مرور الكرام، فهي مع أنها لاقت استحساناً لدى الكثير من الدول إلا أنها لم ترق لدى البعض الآخر ، بل إن الأمر قد تخطى ذلك ، فور الشعور بأن التقارب يمكن أن يضر بعلاقات تلك الدول ببلاد العم سام، حتى أن الأمر قد اضطر الوزير الأمريكي لأن يعلن صراحة بأن علاقات بلاده بإيران لن تؤثر على علاقاتها – أي الولايات المتحدة - بحلفائها ، فواشنطن ستبقي حلفاءها على اطلاع بمحاولات الولايات المتحدة للدخول في حوار مع ايران بعد ثلاثة عقود من انقطاع العلاقات بين البلدين. ومع أن الجهود الدبلوماسية بين البلدين تجري على قدمٍ وساق في عهد الرئيس أوباما إلا أن احتمال التوصل الى اتفاق مهم مع طهران وواشنطن لن يتم بين يوم وليلة، فالاتفاق لن يتم إلا من خلال حل مجموعة كاملة من الخلافات وهو مازال بعيد المنال.

والحقيقة أنه ما من داعٍ للقلق من أي تقارب بين محور الشر ومحور الخير ! لأن محور الشر هو اختراعٌ وهمي غير موجود ، قد نتج عن تباعد المصالح بين الغرب وكلٍّ من كوريا الشمالية ، وسوريا ، وإيران. وفي السياسة كل شيء ممكن ، وقد تعلمنا منذ الصغر أن السياسة فن الممكن، لذا فمحور الشر يمكن أن ينقلب بين لحظة وأخرى إلى محور الخير، والمحدد هو درجة المصالح التي تقترب تلك الدول من واشنطن والغرب.

ولعل السبب الرئيسي الذي يجعل المخاوف تقفز إلى صدور بعض الدول العربية، ومنها دول الخليج العربي، هو موضوع الملف النووي الإيراني، والذي تخشي أن يقوم الغرب بالتغاضي عنه في سبيل تحقيق مصالح معينة، مما من شأنه أن يوسع الفجوة العسكرية بين بلدان الخليج العربي وإيران ، وبالتالي أن يشكل ذلك دعماً إضافياً للتفوق العسكري الإيراني في المنطقة.

وأمام كل ذلك يبقى شيء واحد واضحاً للعيان وهو أن تلك القنوات التي لطالما رغب الرئيس الأمريكي بفتحها مع إيران مازالت بعيدة عن متناول أيديه وعن أيدي أي من وزارئه الكبار، وذلك كما يتوقع الكثيرون بأن يتم في القريب العاجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي