الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا تطل الدكتاتورية برأسها من جديد

سلام خماط

2009 / 5 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ تشكيل أول حكومة عراقية في مطلع القرن السابق والعراق يعيش صراعا سياسيا بين مختلف الأطراف من اجل الإمساك برقبة السلطة ومن ورائها الثروة , ورغم مرور هذه الفترة وكل طرف استطاع الوصول لهذه السلطة لم يستقر له الحال رغم عشرات السنيين من الاستبداد والظلم والتهميش للفئات و الأطراف الأخرى المنافسة له ,فلم يعرف العراق بسبب هذا الصراع الاستقرار والأمان والحد الأدنى من العيش الرغيد رغم الثروات الطائلة التي يتمتع بها وظل يرزح تحت طائلة والفقر والجهل والمرض بسبب السياسات المتخلفة للأنظمة المتخلفة والدكتاتورية أو بسبب العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي ومن وراءه الامبريالية الأمريكية البغيضة التي ساعدت وقدمت الدعم المادي والمعنوي لتلك الأنظمة طيلة الستون عام الماضية وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش .
لقد تحول الصراع الى داخل الحزب الحاكم بعد ان اعتقد بأنه تخلص من الأطراف الأخرى المعارضة له ,فما ان استلم صدام مهام اللجنة الأمنية بعد انقلاب 1968 حتى بدا بقص أجنحة هذا الحزب فكانت النهاية في 30/تموز /1968 وليس في 9/4/2003 وهذا التاريخ الأخير ما هو إلا تتويج رسمي لنهاية هذا النظام الفاشي ,هنا نستطيع القول ان سقوط أي حاكم أو أي نظام إنما يبدأ من حيث عدم الاعتراف بالآخر وعدم الاعتراف بحقوقه الإنسانية والسياسية والاجتماعية ,فالاعتراف وقبول الآخر يعد من أهم مفاهيم الديمقراطية ,يقول الرسول محمد (ص): خير الولاة من جمع المختلف وشر الولاة من فرق المؤتلف .
وبالرغم من فشل سياسة القوة لكنها تركت آثارها النفسية التي جعلت من العراقيين لا يميلون إلى النزعات أو الاتجاهات والتيارات التي تلوح بها,فلابد من وجود نوع من التوازن بين مكونات الطيف العراقي من خلال المشاركة الحقيقية وتداول السلمي للسلطة الديمقراطية الجديدة وإلغاء فكرة الهيمنة من قبل طرف واحد الى غير رجعة .
لقد ارتبك مفهوم الديمقراطية بسبب السياسات الدكتاتورية التي استمرت لعقود من الزمن ,حتى أصبح تفسير الديمقراطية لدى الكثير من السياسيين مختلفا من حيث الأدوات والمفاهيم ,فمنهم من يطالب بديمقراطية شعبية وآخر من يطالب بديمقراطية ترفض حرية وحركة رأس المال وثالث من يطالب بديمقراطية لا تعترف بالملكية الخاصة ورابع يطالب بديمقراطية لا تبتعد كثيرا عن الدكتاتورية من حيث الأدوات وآخرون يعتبرونها من نتاج الامبريالية او ما يسمى بالديمقراطية الرأسمالية ,مما جعل فكرة الديمقراطية مشوشة لدى الفرد العراقي مما أدى إلى التخوف من وصول بعض الأشخاص إلى السلطة على طريقة وصول هتلر عن طريق الديمقراطية كذلك وما فعله من كوارث كادت تؤدي بالجنس البشري ,فالخوف هنا من بعض أدوات الديمقراطية قد يكون مشروعا لأنها قد تأتي بحكام جهلة ومتخلفين عن طريق الانتخاب ومبدأ الأكثرية المستفتى عليه عبر صناديق الاقتراع ,وبما أن العراق يتكون من أطياف اجتماعية وقومية ومذهبية ودينية وسياسية فان الخوف هنا يكون من انفراد احد هذه الأطياف بالأكثرية البرلمانية وعدم استطاعت بقيت ألوان الطيف العراقي من الحصول على الأصوات التي تأهله للمشاركة في صنع القرار ,وان كل هذه المخاوف هي مخاوف مشروعة كي لا تطل الدكتاتورية برأسها من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي