الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها الاردنيين ..انزعوا (عباءة) الخوف

خالد الكساسبه

2009 / 5 / 12
حقوق الانسان


عندما اكتب امارس طقوس الحرية حد الخروج عن النص فاما ان اكتب كل شئ او اكتب لا شئ ، لا اكتب ل مال او سلطان، اكتب لاتنفس، اكتب بحثا عن اكسجين حياتي ،اكتب من اجل حريتي ومن اجل اردن افضل .

حين اكتب لا اعبا بضربة سيف من جلاد ،او خنجر من (مجوسي) ياتيني غدرا وانا اصلي لأجل الاردن.

في رد لاحد القراء على مقالي (هبة نيسان في ذكراها العشرون) يقول: اما اني مدعوم او انها لم تعد (فارقة معي ) -والمصطلح ليس لي بل للقارئ – والجواب هو : انني مدعوم بقوة داخلية تجعلني اكتب كل ما افكر به واقول كل ما يجول بخاطري، مدعوم من جوانيتي ،مدعوم بانتمائي للاردن ، انا ا رفض ان اسبح مع التيار او ان انشد ل (السلطان) وان انضم لجوقة المداحين الكذابين.

منعت من حضور جنازة ابي ، ولم اشهد زفاف اخوتي، وحرمت من رؤية عمان تكبر وتنمو، وكتب على طفلتي الوحيدة ان تعيش بعيدا عن اماكن كنت احلم لها ان تعيش فيها ،او بعد كل هذا هل لدي ما اخسره؟

تركب التكسي وما ان تبدا الحديث في السياسة حتى (يجفل) منك السائق ،تدخل الى المطعم وما ان يعلو صوتك غضبا من اوضاع البلد حتى ليهم كل الموجودين بالخروج خوفا ، تتناقش مع صديق وتقول له متى يتنفس هذا الشعب هواء الحرية فينتفض ليتركك رعبا..

اكتب بلا خوف او وجل لانني موجوع بمعاناة هذا الشعب وخوفه وصمته وحزنه وقهره ، يقول الاردني العظيم (تيسيرسبول):" طاف رجل كل انحاء الدنيا لكنه لم ير شعبا مقهورا مليئا بالاحزان مثل شعبي".

ايها الاردنيين اخرجوا عن صمتكم، انزعوا عنكم عباءة الرعب والخوف ،كونو احرارا ،لاتجبنوا لان الساكت عن الحق شيطان اخرس، والله لا يترك من يقول كلمة حق عند السلطان بلا مظلة، وهل ترنون لمظلة غير مظلة الله ؟ انا لست متدينا ولكني ارنو لمظلة الله.

حرموني من اهلي وأصدقائي، حرموني من ان اصحو صباحا استمع لعصافير الوطن تزقزق للحرية . حرموني من كل أشيائي الحبيبات ، أو بعد هذا هل اسامحهم؟

حروموني من حقي في الحياة في وطني ،حرموني من ان اعيش الاردن الذي اريد ، ارادوا لي ان اعيش (أردنهم) هم ،لكنني رفضت ف (أردني ) يختلف عن ( أردنهم ).

تدمع عيني كل يوم وكل ساعة، وان كنت مسامحا فانني ابدا لن اسامح من جعلوني اقضي زهرة شبابي وعنفوان حريتي بعيد عن عمان، ابدا لن اسامح (الحيتان) الانانيين الذين لم يكتفوا بما تكرشت به بطونهم ولكنهم يريدون حتى سرقة حريتي .

ايها الحيتان لن ا سمح لكم بسرقة بلدي ولن اصمت عن نهب لقمتي، وابدا ابدا لن اسمح لكم بسرقة حريتي ،واقول لكم انني اغنى منكم جميعا ،انا لا املك القصور او رصيد في البنك ولكنني املك نفسي ،وانتم تملكون كل شئ الا انفسكم .



ا ضربوني ،اعتقلوني ، شردوني ،لكنني ابدا لن اخنع، املك قوة ترفض الوصاية والقمع والخنوع ، قبل اربعة عشر عاما كتبت مقالا بعنوان( الشعب الاردني الجبان ) فأرسلوا لي شخصين ضخمين وثالثهم مسدسهم ضربوني هددوني وقالوا لي عشان تتعلم كيف تكتب.

نملك استقرارنا والانسان ، نملك بترائنا وشيحان ،نملك (وادي رم ) ،تاريخنا وفرحتنا وترفنا ، ونملك (وادي عربة) هزيمتنا واستسلامنا وسلامنا ،نملك شابات جاهزات للانتحار، وصبايا ننظر اليهن على انهن هدف جنسي وان فشلنا فهدف كيماوي ، ونملك اطفالا نعدهم ليكونوا فريسة سهلة للاختطاف، لكننا نفتقد الحرية، نتنزه كل يوم لكننا مخنوقين في دواخلنا ، مقموعين بيننا وبين انفسنا، مهزومين ، غير قادرين على التغيير.

سحقا ل (لانترنت) ، لولاه لكنت الان اعيش عمان كما تركتها ساحرة بلا ترف، بريئة بلا خطايا، هادئة بلا انتحار او اختطاف ، وديعة بلا سفور.

لن اذكر روايات او اساطير، ولكن قولي لي كم واحد منكم اهينت كرامته في مراكز الامن، وكم منكم عانى في دوائر الحكومة، وكم شخصا تجاوز دوركم في معاملة وخشيتم الاعتراض خوفا من غضب الموظف.

ايها الاردنيين اخرجوا من خوفكم من قوقعتكم اخرجوا من جبنكم فانها لحياة واحدة ،تعيشها بحرية ، او تقضيها تحت رحمة السجان والجلاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط